فن ومشاهير

“زها حديد” معماريّةٌ عربيةٌ تركت بصمةً عالميّةً لا تُمحى.

 

 

“زها حديد” تلك المعمارية العراقية التي ذاع صيتها في العواصم الأوروبية والعالم، وذلك بعد أن وضعت بصمتها الخاصة، والفريدة من نوعها في فن العمارة الحديثة.

تتميز أعمال “زها” بالحداثة والانسيابية مع اتباعها نمطَ العمارةِ التفكيكيةِ متعددةِ المناظير.

 

لمحةٌ مختصرةٌ عن “زها حديد”:

 

 

كانت “زها حديد” مِعْمَاريةً بريطانيةً من أصل عراقي، وأصبحت أوَّل امرأةٍ عربيةِ تحصل على جائزة بريتزكر المعمارية Pritzker Architecture Prize.

 

اشتهرت “زها” عالمياً بتصميماتها المبتكرة ذات النمط التجريبي، وكانت العقل المبْدِع وراء تصميم مركز لندن للرياضات البحرية في دورة الألعاب الأولمبية عام 2012، ومتحف إيلي وإيديث للفن المعاصِر Eli and Edythe Broad Art Museum في الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى العديد من الإبداعات المعمارية الأخرى.

 

 

مَنْ “زها حديد”؟

 

 

ولدَت “زها محمد حديد” في 31 من شهر تشرين الأول في عام 1950، في العاصمة العراقية بغداد لعائلةٍ ثريةٍ ذات نفوذ؛ فوالدها “محمد الحاج حُسَين حديد” كان رجل أعمال وأحد مؤسسي الحزب الوطني الديمقراطي في العراق، وكانت والدتها “وجيهة الصابونجي” فنانةً.

 

درست “زها” الرياضيات في الجامعة الأمريكية في بيروت قبل أن تنتقل إلى لندن؛ لدراسة الهندسة المعمارية في كلية الجمعية المعمارية هناك.

 

حصلت “حديد” على الجنسية البريطانية، وأنشأت مكتبها الخاص للهندسة المعمارية، وحققت نجاحاً باهراً من خلاله.

 

اكتسبت المهندسة العراقية شهرةً عالميةً من خلال تصاميمها المُبتكرة والتجريدية، وأثبتت ذاتها خلال سنوات كأحد أشهر المِعْمَاريين عالمياً.

 

 

إنجازات “زها حديد”:

 

 

بدأت حياتها العملية في عام 1977؛ إذ انضمَّت إلى مكتب مِعْمَار العاصمة Office for Metropolitan Architecture في هولندا، وبدأت التدريس في كلية الجمعية المعمارية.

 

أنشأت زها مكتبها المعماري الخاص في لندن عام 1980 ذلك المكتب الذي حمل اسم “مكتب زها حديد المِعْمَاري” Zaha” Hadid Architects” الذي يعمل به اليوم أكثر من 350 شخصاً.

 

 

 

كانت محطة إطفاء الحريق فيترا “Vitra Fire Station” أول مشاريعها الناجحة في مدينة فيل أم راين بألمانيا، واستمرت فترة العمل على المشروع من 1990 إلى 1993، ثَمَّ تحوَّل المبنى إلى متحف.

 

وفي عام 1994، اختير تصميمها لمبنى دار خليج كارديف للأوبرا “Cardiff Bay Opera House” في ويلز بالمملكة المتحدة مما زاد من شهرتها، ولكن المدينة قررت إنفاق المال المخصص لهذا المبنى في بناء استاد رياضي بدلًا منه؛ لذلك لم يُوافق على بنائه.

 

وفي عام 1998 اختير تصميمها لمركز روزنتال للفن المُعَاصِر “Rosenthal Center for Contemporary Art”، وكان هذا أوَّل مشاريعها في الولايات المتحدة الأمريكية، وحصل تصميمها على جائزتين: جائزة المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين Royal Institute of British Architects” Award” في عام 2004، وجائزة المِعْمَار الأمريكي “American Architecture Award” من متحف شيكاغو المِعْمَارِي “The Chicago Athenaeum” في العام التالي.

 

عمل “حديد” في التدريس:

 

 

عيِّنَت “زها حديد” أستاذةً في كلية الهندسة المعمارية في جامعة “إلينوي” في شيكاغو خلال حقبة التسعينيات، كما عَمِلَت أستاذةً زائرةً في عددٍ من المؤسسات التعليمية، من ضمنها: جامعة الفنون الجميلة بهامبورغ، ألمانيا Hochschule für bildende Künste Hamburg (HFBK Hamburg)، وكلية الهندسة المعمارية في جامعة ولاية أوهايو، وكلية الدراسات العليا في الهندسة المعمارية والتخطيط بجامعة كولومبيا.

 

وفي عام 2005م، اختير تصميمها لمبنى الرياضات البحرية الأولمبي المُخصص لدورة الألعاب الأولمبية 2012 في لندن، وفي عام 2012، اختير تصميمها للاستاد الأولمبي المُخصص لدورة الألعاب الأولمبية 2020 في طوكيو.

أسطورة الوطن العربي “فيروز” وسر ارتباطها بالصباح

أبرز أعمال “زها حديد”:

 

 

وفي عام 2003 انتهت من إنشاء مبنى مركز “روزنتال” للفن المُعَاصِر، وهو أوَّل متحفِ أمريكي تتولى تصميمه امرأة، واعتبرته جريدة النيويورك تايمز أهم المباني الأمريكية التي أنشِئَت منذ الحرب الباردة.

وفي عام 2010، مُنِحَت جائزة سترلنج Stirling Prize؛ لتصميمها مبنى المتحف القومي للفنون بروما، إيطاليا (Maxxi). وتقول جريدة “الجارديان” عن المتحف: “إنه تحفةٌ معماريةٌ ملائمةٌ لمجاورة عجائب روما القديمة”.

 

 

الجوائز التي حصلت عليها :

 

 

فاقت الجوائز والأوسمة التشريفية العريقة التي حصلت عليها زها المئة جائزةِ.

أولى جوائزها كانت في عام 1982، وهي الميدالية الذهبية للتصميمات المعمارية Gold Medal Architectural Design عن تصميماتها في بريطانيا.

 

في عام 2004، أصبحت أوَّل امرأة، وأحد أصغر الحاصلين على جائزة برتزكر للهندسة المعمارية “Pritzker Prize”؛ وهذه الجائزة أرفع تكريمٍ على مستوى العالم في مجال الهندسة المعمارية.

 

في عام 2012،  حازت “زها” على وسام الشرف البريطاني برتبة سيدة قائد Dame Commander of the Order of the British Empire.

 

في عام 2014، حصل تصميمها لمركز حيدر علييف الثقافي على جائزة تصميم العام للمتاحف.

 

 

حياتها الشخصية:

 

 

لم تتزوَّج زها، ولم تُرزَق بأي أطفال، فقد كرَّست “زها حديد” حياتها لعملها فقط، وكانت أعلى المعماريين أجراً على مستوى العالم، وكانت ثروتها تُقَدَّر بـ215 مليون دولار بعد وفاتها، شاملةً ممتلكاتها العقارية، واستثمارتها في الأسهم، ومشاريعها في مجالات التجميل، والمطاعم، وفريق لكرة القدم، والعطور، وخط أزياء.

 

 

وفاة “زها حديد”:

 

 

رحلت “زها حديد” عن هذا العالم في 31 من شهر آذار في عام 2016، في مستشفى ميامي، إثر إصابتها بأزمة قلبيةٍ، وكانت تخضع لعلاجٍ من الالتهاب الرئوي في وقت وفاتها.

 

حقائق عن “زها حديد”:

 

 

كانت “زها حديد” تمارس مهنةً ناجحةً في التدريس في عددٍ من المؤسسات التعليمية.

 

وكانت تكره الطبيعة لعدة سنوات، وعندما كانت طالبةً، لم تكن تحب أن تضع أي نباتاتٍ طبيعيةٍ في أيِّ مكان، ولكنها لم تمانع أن تضع نباتاتٍ صناعيةٍ.

 

كانت”زها حديد” أوَّل امرأةٍ عربيةٍ تحصل على جائزة بريتزكر في عام 2004.

بدايةً من عام 2000 كانت تحصل على جائزة سنوياً حتى حصلت على اثنتي عشر جائزةً في عامٍ واحد.

 

 

وقد قدمت تسعمئةً وخمسين مشروعاً خلال حياتها في أربعٍ وأربعينَ دولةً مختلفةً.

 

روان ديوب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة | شركة سيو