مقالات رأي

“فرانسوا داراني أزال الستار”

 

 

 

بعيداً عن الأضواء والفوتو سيشن، دون تسويق، دون مشاهدات ومتابعين مزيفين ، بصورة طبيب عبّر فيها عن مجاله الدراسي اكتفى بها ليعرّف عن نفسه لمدة سنين ، غيّر من فكرة الظهور والشهرة  وأثبت أن أفكار الإنسان يمكن أن تكون أقوى تأثيراً من صورته .

 

هل صدمته الحياة بمحطات عدة..؟ طفولته ومراهقته ومرحلة شبابه كيف مضت عليه ؟ ربما عاش طفولة قاسية وكان بطلاً لقصة حياته ليكون  بما عليه الآن بهذه الحنكة والفكر والثقافة ..

ممكن أن يكون متزوج .. فقد أحد من مقربيه؟ حبيبته أو أطفاله ؟

هل يكتب عن نفسه وشعوره أو ما يراه؟

سوري الجنسية؟ أم هاجر إلى البلاد الأوروبية ؟ باعتبار البعض أن موطننا ليس مكان لتحقيق النجاح .

فرانسوا داراني.. أفكار تراود متابعيه منذ البداية الذهبية التي قرر  فيها أن يكتب ويترجم مشاعرنا وأحاسيسنا كلها دون أن يكشف عن صورته وشخصيته.

اقرأ أيضاً فرانسوا داراني نستطيع النّجاح دون صورنا المُلمعة

 

لكن فرانسوا أزال الستار ونشر صورته على حساباته الشخصية بعد انتظار طويل من متابعيه مُباغتة دون سابق إنذار ليتفاجأ المتابعين من كان وراء هذه الكلمات بشابٍ عشريني وسيم لامس القلوب بعفويته وبساطة حروفه، حيث كانت الكتب والسينما لها دور مهم في في تغيير حياته ، اعتمدَ في ذلك على الكثير من مراجع علم النفس وعلم الاجتماع والعلوم الإنسانية التطبيقية ،وقراءته لأهم الكتب العالمية باللغة الانجليزية وشرحها وتبسيطها لنا وقد حاول الجمع بينهم في ظل حياته العملية، وعن مجال دراسته في الطب البشري  نشر الأبحاث الطبية والنفسية في أهم المواقع المتخصصة، وهذا ما يلاحظ من القراءة الأولية لكتاباته بأنه ليس إنساناً عادياً .

 

وفضلاً عن ذلك كتب داراني رواية “رحلة أقدارنا” نُشرت الرواية في عام  2019 وتحدثت عن السفر والحب والقدر وأيضاً أصدر في بداية عام 2022 كتاب ” كيف تفشل في أن تفشل ” يتحدث من خلاله عن التنمية الفعالة و التحفيز والإيجابية ، ونشر فرانسوا في حسابه على فيسبوك حوار دار بينه وبين فتاة لم تعرفه ‘باعتباره آنذاك لم يكشف عن نفسه’ في المقهى التي يتوفر بها كتابه وهي تقنعه أن يدخل إلى حساب فرانسوا ويقرأ ما كتبه هذا الشخص

وقال حينها “التي كانت بها تراهن الغَريب من أجل شَخص غريب أيضاً.. لا تعرفه… حتى لو كان يجلس بجوارها.. وهذا أجمل ما تَفعلهُ الكِتابة.. التقيت بمن يقرأ الكِتاب في كُل مكان.. ورأيت ردود الأفعال على هَذا العمل البَسيط..”

 

نصوصه الوجدانية وحديثه عن العلاقات الأسرية الاجتماعية العاطفية وعلاقة الإنسان مع نفسه وإيمانه بالله واهتمامه بالحديث عن الصحة النفسية وتطرقه إلى تجارب  الحب الفراق الفشل النجاح الزواج الخير الشر الغضب الفرح والحياة .. هذا ما ساعده في انتشار كتاباته عبر مواقع التواصل الاجتماعي ” فيسبوك و إنستغرام ” بمتابعة وتفاعل بالآلاف.

 

 

بعد الانتهاء من قراءة  بعض من نصوصه ستأخذ شهيقاً طويلاً وتشكر داراني لوصفه وفهمه وكأنه كتب عما حصل معك  أنت وحدك ليلة البارحة وصباح اليوم وقبل النوم ..

ومن المستحيل ألا تجد نفسك في أحد سطوره المُرهفة ، في لحظة من اللحظات تشعر وكأنه أخوك أو صديقك آتى ليثلج قلبك بكلماته وحروفه العذبة بأعجوبة الوقت والمكان تتلاقى أفكاره مع مشاعرك.

 

الجدير بالذكر أن الدكتور فرانسوا داراني طبيب بشري من مواليد مدينة دمشق 1998 .

مجلة شبابيك – نايا ملحم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة | شركة سيو