Uncategorized

“إِلى الآتي”… بقلم فاطمة الحكيم

عَزِيزي المُسْتَقبَل..

سلاماً من مُتعَبِي هذا الكَوكَب..

أمّا بَعد..

لَا أَعلَمُ ما الّذي حَدَث بالضَّبط فِيما مَضى حَتَّى تَكُون العَوَاقِب هيَ ما نَعِيشه الآن، لكِنَّنِي أَرجُو أَن يَكُونَ الوَضعُ قابِلاً للإِصلَاح. وَالطَّرِيقةُ المُثلَى -بِرأيي- لِحَلِّ المَشاكِل تَكمُنُ أَوَّلاً بِالحِوار، وبِما أَنَّكَ يا عزِيزي لَن تُكَلِّمَنا أو تَبعَثَ لَنا بأيَّةِ رسَالةٍ تُوضِحُ لنَا فِيهَا مُشكِلَتَك مع سُكَّانِ الأَرض فَقَد لجَأتُ إلى الكِتَابَةِ إلَيك..

نَحنُ مُتعبون، وَهذَا أمرٌ طَبيعيٌّ فِي هذهِ الدُّنيا.. لذلك، فإِنَّنا لا نُطَالِب بِراحةٍ لا نَتعَبُ بعدها أبداً. وإِنّما نَرجُو أَن تأتِينا حَامِلاً شيئاً مِن التوازنِ بَينَ الراحةِ والتَّعب.. فقَد طَالَ لَيلُ قُلُوبِنا وَاشتَدَّت ظُلمَتُه فَهلَّا تَأتِينا بشيءٍ منَ الضِّياء. كَما أنَّنا جَمِيعاً نَعلَمُ علمَ اليَقِين أنَّ الموتَ حقّ، وقَد خَسِرنَا الأَروَاحَ بِاسْتِمرارٍ مُنذُ بِدايةِ الخَلق. لكِن إِن استَمرَّ وَحشُ الموتِ بِالتِهامِنَا بِهذِه الطَّرِيقةِ الَّتي هُو علَيها الآن.. فَإِنَّه لَن يَبقَ مِن البشرِ أَحدٌ حتَّى تكُونَ أنتَ مُستقبَله. وَبصرفِ النَّظرِ عَنِ الموتِ؛ فنَحنُ أيضاً عَلى علمٍ أنَّ الحياةَ فيها الضارُّ والنَّافِع وَفِيهَا الصِّحةُ وَالمَرَض، لِذا إِذا مَا حَصل وَأحضَرتَ معكَ أحدَ الأَمرَاض فِي طرِيقِكَ إِلينَا.. فَسيكُون منَ الجيدِ إِن تذكَّرتَ أنْ تجلِبَ معهُ مَا يداوِيه أَو يُساعِدنَا علَى ذَلك. أَخِيراً؛ أكتُبُ إِليكَ هذهِ الكَلِمات عسَى أَلَّا يكُونَ الأَوَانُ قد فات لِتَقُومَ بأي تغيير.. وإِن كانَ قَد فات فَلَا تأتِ أَبدَاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة | شركة سيو