سياحة و سفر

“مضايا” جنات سياحية وأهمية إقتصادية وزراعية

 من أرضها شدى بردى ، فروت منه كل أرض قاحلة عطشى ، 

وعلى منحدرات الجبال الشرقية بسطت هذه البلدة خيراتها ، فأغنت منطقة الزبداني بأهميتها الإقتصادية، والسياحية، والزراعية، وأصبحت على مدى الأعوام والسنين من أهم القرى والبلدات السورية  “بلدة مضايا”. 

تقع مضايا  على سلسلة الجبال الشرقية، تحديداً على منحدر جبل سينير ، ويعود اسمها لأصل سريانيّ، ويعني “المنقذ المخلص”، اما قدمها فيعود لقدم مدينة دمشق، ويتراوح تعداد سكانها بين 16000 و 17000نسمة، وتبعد عن دمشق حوالي  40 كيلومتر، وتبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 3090 هكتار، 

حيث بينّ المدرس “جميل يوسف” وهو من سكان المنطقة ولديه إطلاع في ثقافتها و تاريخها في حديث مع “موقع شبابيك ” 

أن “مضايا” تشتهر بوفرة مياهها الجوفية، وتتنوع أنهارها بين أنهار حارة، وأنهار عذبة، فينبع من أراضيها  نبعي الكوثر، والميسة، وينبع من سهولها عين الحداد ،و صالح ،وتوارته ، وعين السرايا ونبع الشيخ. 

كما لفت إلى الأهمية السياحية للبلدة ، فتعتبر مضايا  من أهم المقاصد والمصايف التي يرتادها السياح من داخل وخارج سورية ،فهي تضم العديد من المعالم الأثرية القديمة، كقلعة الكرسي، وقلعة ابو عبد الله، والديوان، والنمرود في الجبل الغربي، وقصر الكزبري، وتحوي سوق تجاري يتميز بسلعه الفريدة، ومناخه اللطيف وهوائها النقي، جعل السياح يقتنون عدداً من منازلها للاصطياف.

وبحسب الأستاذ “جميل يوسف” أنه أكثر ما يميز مضايا عن باقي المناطق الريفية سوقها التجاري المميز، وتعود بدايات السوق إلى سبعينيات القرن الماضي، وكان عبارة عن بعض المحال التجارية البسيطة وبعض من غرف  المنازل، تطورت فيما بعد إلى محال معدودة بالسوق. 

ارتفاع مستوى المعيشة وتوفر السلع المميزة، شجع أهالي البلدة على تطوير السوق، فأصبح  سوقاً تجارياً يتميز بمحاله الضخمة الجميلة والراقية، التي توفر  أحدث الصياحات العصرية، سواء من الملابس، والأحذية، وقطع الأثاث، والأغذية، والأدوات الكهربائية والالكترونية، والسجاد والأشياء الشعبية. 

وبمنتصف التسعينيات اكتسب السوق  شهرة واسعة، وتطورت بضائعه ونوعيتها،  وأصبحت بأرقى المستويات، وتميز هذا السوق عن الأسواق الأخرى، برقي بضاعته وتنوعها، وتوفر أحدث  السلع  العصرية بسعر مناسب، مقارنة بأسواق أخرى ،   وجرأة تجاره بإحضار القطع باهظة الثمن وبيعها بربح قليل ،وتوفر الألعاب النارية، التي يتسابق بشرائها الكثير من السياح، وجودة نوعية المقتنيات بسعر مقبول. 

بدورها المهندسة “خديجة عبد الوهاب”  أشارت أن مضايا تعتبر من البلدات الزراعية الغنية بخيراتها، حيث تبلغ مساحة الأراضي المزروعة حوالي 1358 هكتار ، يسقى منها حوالي 1330 هكتار ، وحوالي 28 هكتار منها هي أراضي بعليّة، وتشتهر بزراعة العديد من الفاكهة، كالتفاح ، الإجاص ، الخوخ، المشمش، الدراق، التين، والعنب”

وأغنت مضايا  منطقة الزبداني وزادت من أهميتها، ف خمسون بالمئة من أراضيها الزراعية عبارة  عن مشاتل لزراعة الأشجار المثمرة والأحراج ،وفيها محطة لتربية الأسماك ، ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي، ومحطة تحويل الطاقة الكهربائية، إضافة إلى أنها تحوي أكثر من 20  بئر يروي مدينة دمشق. 

وأضافت أنه تم إنشاء مركز لتربية الأسماك، بثمانينات القرن الماضي، بسبب توفر المياه النقية وقرب مضايا من  نهر بردى، ويضم المركز مجموعة من الأحواض المخصصة لزراعة بيوض السمك  صيفاً، وبيعها بأسعار مناسبة، إلا أن تردي الأوضاع وقلة الدعم حالت باستمرارها. 

كما تحوي المنطقة أيضاً منشأة لتحلية مياه الصرف الصحي، وتحويلها إلى مياه صالحة للزراعة.

إعداد : فرح درويش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة | شركة سيو