صحة و جمال

العلاج بالشذا استُخدِم عبر الحضارات، وأُهمل اليوم بالرغم من فوائده

 

 

في العودة عبر العصور نشتمُّ رائحة العطور وبدايتها في “مصرَ” القديمة، حيث يعبّر “جون ستيلي” خبير العطور في “لوس أنجلوس”: «إنَّ مصرَ حضارةٌ مُعطَّرة بحقٍّ»، ويضيف: «كانوا يصبُّون الزيوت العطرية للتدليك، والتحمُّم، والتداوي، وينشرون عبقها في الاحتفالات الدينية».

 

وتبيَّن أنَّ الأريج الطبيعي من نبات المرِّ وخشب الصندل ولحاء القرفة هي قوَّة مُطهِّرة توقف التعفُّن.

ويرجع الفضل في اكتشاف طريقة التقطير للحصول على الزيوت العطرية للطبيب الحكيم المسلم “ابن سينا”، وهي لا تزال أكثر الطرق استخداماً للحصول على خلاصات العطور حتّى اليوم.

وفي انتقال للزيوت العطرية إلى أوروبا، لقد حملها الصليبيون معهم حين عودتهم من المشرق، فقد ساهمت في إيقاف اجتياح “الطاعون”.

ومن استخدامات الزيوت العطرية في الأمراض النفسية حيث وجد باحثون بريطانيون في مستشفى “الملكة أليزابيث” للأمراض النفسية في “برمنجهام”، إنَّ مرضى الصرع قلَّت لديهم النوبات وخفَّت شدَّتها عندما تدرَّبوا على الاسترخاء باستخدام الزيوت العطرية.

 

وفي “قطر” وبلاد الخليج عموماً إنَّ العطور والزيوت العطرية من التقاليد الأساسية وبالأخصِّ “دهن العود”، وهو خلاصة الزيت العطري لخشب شجر البخُّور، وللاستخدام الذاتي هناك عدّة طرق:

-الاستنشاق:

«يصلُ للمخِّ مباشرةً ومفيد بحالات الرشح ونزلات البرد، ويُحذَّر مرضى الربو من عملية الاستنشاق، حيث توضع نقطتين أو ثلاثة من الزيت العطري في وعاء مغلي وانحناء، والانحناءة على شكل خيمة وتغطية الرأس بمنشفة وإغلاق العينين عند الاستنشاق».

 

-التبخير:

«حيث توضع نقطتين أو ثلاث من الزيت العطري في وعاء به الماء وتحت الوعاء توضع شمعة مشتعلة للتبخير، وينتشر مؤدِّياً للاسترخاء باستخدام زيت الخزامى أو التنشيط باستخدام زيت النعناع».

 

– في الاستحمام:

«من الممكن أن نزيد قطرات الزيت العطري إلى ٦ نقط في مياه حمّام دافئة تسترخي بها لمدّة ١٠ دقائق، ومن زيوت الحمّام “زيت الخزامى، والصندل، وزهور البرتقال”».

 

من الممكن أن يتساءل البعض “وهل تختلف الزيوت العطرية عن الأعشاب التي نغليها؟” تختلف الزيوت العطرية باستخداماتها، وهي كعلاج الأعشاب لكنّها أقوى أثراً كونها مستقطرة بتركيز أكبر، وتتطلَّب عدم تجاوز المقادير المتاحة لإعطاء مفعول دون مضاعفات.

و من الملفت أنّه في “فرنسا” مازالت تستخدم الزيوت العطرية مثل زيت القرفة وزيت الثوم كمضادَّات حيوية بعد تشخيص حالة المريض، ويوجد بمستشفيات “فرنسا” مقياساً عطرياً يُسمَّى “أروماتوجرام” لتعيين أكثر الزيوت العطرية المناسبة لكلِّ حالة.

فهل دواؤنا في نباتنا وحولنا، ونحن نُغرَم بحبّة السيتامول والبنادول ونعتبر أنّها العلاج الوحيد، وقد سمعنا كثيراً عن فوائد الأعشاب الطبيعية في زمن “كـ.ـورونـ.ـا”، فهل للزيوت العطرية من مُلتَفِت؟

راوية دياب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى