الأم في الدراما السورية.. قدمت أوجه الحياة المختلفة
في هذا الشهر تتوارد إلى آذاننا كثيراً كلمة “الأم” حيث احتفالنا الآن بعيدها، فيمر أمامنا شريط من ذكريات الطفولة ونحن بين أحضانها، ولحظات الأمان والسلام التي كنا نعيشها، وفي منحى آخر نستذكر حكاية الأم في الدراما السورية، فهي طاقة وجدانية عالية تنادي شغاف القلب قبل العقل.
وعلى نحو جعل أدوار الأمومة أدوار بطولة مهما كانت مساحتها على الورق المكتوب أو ترتيبها في الحكاية، إذ من الصعب ألا يتقاطع جزء من حكاياتهن مع ما هو شخصي فينا، وبالتالي من الصعب أن تمر مشاهد تتعلق بهن دون أن تترك أثرها في القلب وترسخ في الذاكرة، من خلال فنانات قديرات استطعن الوصول إلى قلوب المشاهدين بروحهن وصدقهن وإيمانهن عن طريق تأديتهن لدور الأم.
وكذلك الأثر العاطفي في قلوبنا الذي خلفته تترات المسلسلات وأغانيها التي كان موضوعها الأم، ألسنا جميعاً ننشد حتى اليوم مع “غوار الطوشة” منذ سبعينيات القرن الماضي أغنية “يا مو.. يا ست الحبايب” وتدمع عيوننا على وقع كلماتها البسيطة العفوية؟
ومن الممثلات اللواتي جسدن دور الأم وبرعن فيه ونجحن في ربط حبل السرة مع أدوارهن أمام الكاميرا:
القديرة “منى واصف” فهي أم بكل الألوان، و الأشهر من بين من أخلص لتقديم دور الأم في الدراما السورية، رسخت صورة الأم على مدى سنوات في العديد من الأعمال، فهي حنونة تارةً وقاسية طوراً، وثائرة شجاعة أيضاً وقد ارتبط اسمها بأدوار الأمومة في أكثر من عمل فني وامتازت تلك الأدوار بتنوعها الكبير على صعيد المضمون، لكنها كثيراً ما كانت تتجاوز الصورة المعتادة للأم “ربة البيت”، نحو أم تنطوي شخصيتها على أبعاد فكرية وإشكالية.
ولا يمكننا الحديث عن الأم في الدراما دون الوقوف أمام تجربة “سمر سامي” التي كانت مثالاً للأم التي أبدعت في مسلسل “أحلام كبيرة” فكانت شخصية مفعمة بالأمومة سواء كان تجاه أولادها الأربعة أو تجاه الفتاة الصغيرة “سلمى” التي فقدت أهلها بسبب حادث سير، فقد أوصلت إلينا بأحاسيسها معنى آخر للأم السورية من خلال الدراما.
ولايفوتنا الوقوف أمام شخصيات الأم التي جسدتها الفنانة “ضحى الدبس” في العديد من الأعمال فنراها الأم المعطاءة الصابرة، ومرة أخرى الأم القاسية المظلومة.
وفي الدراما، جسدت “صباح الجزائري” دور الأم في أعمال كثيرة فكانت مع كل دور تقدمه لشخصية الأم، تقوم بترسيخ صورتها وشخصيتها الحقيقية التي تتسم بالطيبة والحنان، وهما من القواسم التي تتشاركها مع عائلتها، ولعل أهم المشاهد التي سجلتها الدراما السورية وبألق كبير بدور الأم للشاعر “نزار قباني”، وغيرها من الأدوار الخاصة والمؤثرة.
أما “سلمى المصري”، فيمكن تسميتها بالأم الأنيقة، إذ تعتبر من الممثلات المواكبات والمتجددات لأنها تحافظ دوماً على تألقها وتأنقها ونضارتها.
باسم السلكا يعيد الدراما السورية إلى مجدها ويفتح شبابيكه للجمهور
كذلك تعتبر “نادين” من الممثلات اللواتي جسدن دور الأم وبرعن فيه. وعلى الرغم أنها ليست أماً ولا متزوجة، إلا أنها استطاعت إقناع المشاهد بإحساسها مع كل عمل قدمته.
وفي السياق ذاته، نستذكر الممثلة الراحلة “نبيلة النابلسي” التي اشتهرت بتأدية أدوار الأم في الدراما السورية.
وهناك العديد من الممثلات اللواتي جسدن دور الأم في الحياة والفن أيضاً منهن ثناء دبسي، وسامية الجزائري، وأنطوانيت نجيب، ووفاء موصللي وغيرهن، فكثيرة هي الحالات التي يمكن أن نذكرها عن الأم كما صورتها الدراما، هذا الفن الذي يمثل حاملاً أساسياً لقضايا المجتمع وهمومه، ومرآة عاكسة لها.
شبابيك – دينا عساف