فن ومشاهير

“باسم السلكا” يعيد الدراما السورية إلى مجدها ويفتح شبابيكه للجمهور

“باسم السلكا” مخرج وكاتب سوري، سعى نحو حلمه منذ سنوات طويلة، اكتسب خلالها خبرة كبيرة، تتميز أعماله بالبصمة الإنسانية ولو كان البطل يحمل سلاح، كالهيبة ونص يوم، كما أنه فتح “شبابيك” من الحب وتفنن في كتابة الحوار وتقديمه لجمهور ليس من السهل أرضائه فنياً.

حيث يقال بأن تحويل النص المكتوب من أحداث وشخصيات افتراضية إلى مشاهد وشخصيات حقيقية تؤثر بالمشاهدين وتعيش معهم لفترة من الزمن، أمر ليس بالسهل وتجربة لا تقبل الخسارة خاصة في هذا الوقت المحكوم بالأعمال العربية المشتركة والتفاصيل الفاخرة، وهذا بالفعل ما استطاع المخرج “باسم السلكا” من تحقيقه مؤخراً، حين أعاد للدراما السورية ألقها بعد سنوات من خلال مسلسل “بورتريه” الذي ضم نخبة من الفنانين السوريين الكبار ووجوه شابة جديدة بتفاصيل وديكور يشبه السوريين وحياتهم دون مبالغة في الأثاث وما شابه، وبعدها عشارية “وثيقة شرف” ونحن اليوم على قيد الحب مع الأستاذ “باسم السلكا” في حوار خاص لمجلة “شبابيك ” نتحدث من خلاله على أبرز أعماله ونتعرف على جوانب من شخصيته.

أهلاً وسهلاً بك في مجلة “شبابيك” الأستاذ المخرج والكاتب “باسم السلكا”

 

*بداية أستاذ “باسم” أخبرنا عن رأيك هل الدراما بكل أشكالها بدأت بتغيير طريقها من التلفزيون إلى المنصات وما رأيك بهذه الحالة الرائجة بكثرة و ما التسهيلات التي تقدمها المنصات بشكل عام؟

 

_ لابد من تواكب شرط عرض حديث ينشأ حديثاً بسبب  التسارع التقني في الأنترنت لكن هذا لا يلغي فكرة العرض التلفزيوني عبر المحطات التلفزيونيّة لأن كل منها مختلف عن الآخر، فالصناعة في السينما أثبتت وجودها وأيضاً الصناعة التلفزيونية، وكلٌّ منها عُرضت خواصه ،يكمن الاختلاف من حيث المضمون؛ فإن شرط المنصات يبقى أقرب للشرط السينمائي فتعتمد المنصات حرية أكثر في عرضها وطرح مواضيع جريئة مهما كانت أنواعها دينية،اجتماعية ،جنسية وغير ذلك ،وتكون المادة على حسب اختيار المشاهد فلا يتم فرض المادة عليه كما في شرط المحطات ،ومن ميزات المنصات الانتشار السريع حيث يمكن مشاهدة المنصات من أي بقعة في العالم ،تماماً كما حدث حينما نشأت الفضائيات وانتشرت، كما ساعد ذلك على انتشار الدراما السورية وهذا ما يمكن أن نقول عنه أنه عامل إيجابي يمكن العمل عليه مع الحفاظ على جودة العمل.

 

*الجمهور السوري كان سعيداً جداً بأنك عدت به إلى درامها السابقة من خلال مسلسل” بورتريه” حدثنا عن خصوصية هذا العمل الذي ضم نخبة من الممثلين القديرين مع وجوه شابة جديدة؟

 

مسلسل بورتريه خصوصيته تبدأ بالورق وتمر بالظرف النفسي الذي تعرضت له أثناء العمل ، حيث تتطلب حماية العمل وجوهاً شابة حسب الشخصيات المطروحة في الحكاية نفسها ،كما بسبب الشرط اللوجستي وهو كورونا الذي تطلب مني إيجاد حل مناسب لهذا الظرف لإنجاز العمل بأفضل تقديم ضمن هذه الظروف القاسية، ولكن في النهاية تم إقناع المشاهد من خلال هذا العمل بقدرتنا على صناعة مسلسل سوري بمعزل عن ظروفه ،وأن لدينا القدرة على إنتاج مسلسل دراما اجتماعية بدون أسماء نجوم مشهورة، بيع العمل  لعدة محطات ، فمن خلال مسلسل بورتريه  تم إثبات أن العمل الذي يكون قريباً من الجمهور يلاقي فرصاً أكثر في عملية بيعه.

*عادة ما يتقاسم المخرج البطولة مع الكاتب، ولكن يظل الكاتب خلف الأضواء، لماذا انقلبت الأدوار معك وبرزت ككاتب في فترة معينة أكثر من كونك مخرجاً؟ هل مسلسل الهيبة كان له تأثير؟ 

 

الكاتب الجيد هو  الذي يبرزُ بطلاً في مكان كما شخصيات عديدة عربية مثل “أسامة نور عكاشة”  ومن المستوى التاريخي الأستاذ “وليد سيف” وعلى صعيد الدراما المعاصرة  لدينا أسماء كثيرة مثل “دلع الرحبة، أمل حنا  ،ريم حنا” هم نجوم حقيقيةً في أمكنتهم فلا يمكن لأي شخص أن يطغى على آخر وكل شخص مبدع في صنعته يتم تسليط الضوء عليه بشكل منصف، وبداياتي كانت في” نص يوم” رغم أن الهيبة كان له دور كبير كونه مسلسل أكثر انتشاراً ،لكن عمل “نص يوم” أول كتابة لي وكان محطة مهمة  في حياتي ككاتب لأنه كان عملاً كبيراً وإنتاج شركة كبيرة وبطولة نجوم كبار وعُرض على محطات مرموقة وما بعده كان عمل “شبابيك” ثم “الهيبة” الجزء الثاني والثالث وأخرهم مسلسل” العميد”،  فبرز اسمي ككاتب لأعمال كبيرة نالت حب الناس، وفي مسلسل العميد كنتُ كاتباً ومخرجاً وكان اسمي بالتوازي لدى الناس كصانع عمل لذا لا شيء يطغى على شيء وحسب أهمية  المادة و جودتها وقربها من الناس تفرض نفسها، والدليل في مسلسل “وثيقة شرف” حيث أنه استقطب شريحة كبيرة مع أن عرضه للمرة الأولى لم يكن تلفزيونياً، فمن المعلوم  أن العرض على محطة تلفزيونية يكون له جمهور أكبر وأوسع وقد كنتُ في العمل مخرجاً فقط .

* التجميل بات يغير ملامح الفنانات بشكل عام، كم يؤثر هذا الشيء على المخرج سواء في اختيار النجوم أو حتى عرض تفاصيل للملامح يتطلبها المشهد بأن تكون حقيقية؟

 

موضوع التجميل هو رهن على ماهية التدخل الجراحي؛ فإذا كان التدخل صارخاً مغيّراً الملامح ومؤثراً على تعابير الوجه فهو لا شك عائق لكل شيء! ،وهنالك الكثير من الممثلين والممثلات اللاتي تقمن بعمليات تحسينية لا تؤثر على تعابير الوجه ولكن بالطبع الجمال وحسن المظهر أصبح من أكثر السلع المطلوبة على الشاشة إن لم يكن أكثرها، آخذين بعين الاعتبار أن الجمال لا مقياس شاملاً له، فالنظرة له تختلف بشكل جذري بالتنقل بين الأجيال والشرائح والأذواق  .

*أيضاً أستاذ “باسم” خلافات النجوم الكثيرة وتصيدهم لتصريحات بعضهم البعض، هل تؤثر على المخرج وتسبب له صعوبة أو إحراجاً في جمعهم بعمل واحد؟

 

بما يخص خلافات النجوم لم أتعرض حقيقة لخلاف في هذا المجال لأن الصناعة لدينا هي فن جماعي فلابد من وجود اختلاف وجهات نظر ويمكن أن تتطور لخلاف في مرحلة أخرى ،ولكن عموماً  أحاول -ويحاول- شركائي في العمل الفني أن نكون على وفاق فكرياً فلو وجد بعض الخلافات نحاول أن نبعدها عن العمل قدر الإمكان لألا تؤثر عليه بأي شكل من الأشكال .

 

اقرأ أيضاً رابعة الزيات برنامج شو القصة أثار الجدل كثيراً، والحب مع زاهي وهبي لا ينتهي

*المخرج دوماً ما يمتلك رؤية وخيالاً مختلفاً عن الأشخاص الآخرين، “باسم السّلكا” ما هي أجواؤه المفضلة للتأمل والخروج بأفكار جديدة؟

 

المخرج يمتلك رؤية وخيالاً مختلفاً عن الأشخاص ،ولا يوجد رياضيات في مهنة المخرج  فدائماً المخزون الفكري والبصري هو المقياس لطريقة إخراج العمل الفني وهذا الشيء تراكمي ففي التراكم نتيجة المخرج تختلف للأفضل ،فالمفروض مع تطور  التجربة  تتطور  النتيجة والمادة ذاتها وطبيعة الورق هي التي تقرر أجواء العمل وتفتح خيارات المخرج فلا يوجد عمل يشبه الآخر .

 

*من النجوم الشباب الصاعدي لمن يقول “باسم السّلكا” جوكر الدراما السورية قادم!؟

 

من النجوم الشابة والواعدة التي تتعدد كثيراً والتي لا يمكن حصرها بسهولة ولكن من خلال تجربتي  مع بعض الممثلين والذين تبنيتهم لأدوار كبيرة فمن الشباب “هافال حمدي” والذي يعمل لثالث مرة دور بطولة من بعد عملين (بورتريه و وثيقة شرف ) ومن الشباب الإناث أيضاً في دورها الثاني بعد عمل بورتريه “ترف التقي” والآن في عمل على قيد الحب .

*كانت البداية عام2007، فحدثنا عن أبرز المحطات التي أثرت بك عبر السنوات الطويلة هذه، ولكونك عاصرت جيلين من الدراما والكتاب “قبل الأزمة السورية وبعد”؟

 

في 2007 كانت المحطة الأولى بمسلسل (أولاد العيمرية) الذي تواجد فيه نخبة من نجوم الدراما السورية واستطعت أن أجمع كبار النجوم الذين سرعان ما لاحقتهم المنية بفترة قصيرة بعد العمل “رفيق سبيعي ،ناجي جبر خالد تاجه ،هاني الروماني” وقد كنت في العمل مساعد مخرج وكان أول عمل لي فقد ترك أثره فيّ ولدي أيضاً تجربة العمل  في عمل مرايا  ببطولة  الأستاذ “ياسر العظمة ” وتجربة (لعبة الموت) في مصر وتجربة (البان أرب) في لبنان والتي من خلالها تعرفت على تقنية حديثة لصناعة المادة التلفزيونية المعاصرة  على مستوى المعدات و الديكور و الممثلين ونجوم العرب ومستوى الحكاية ،وأيضاً مسلسل الهيبة من أهم الأعمال على صعيد الانتشار  ،ومؤخراً في العمل على قيد الحب الذي يتم تنفيذه  ومن خلاله أراهن على استمرارية الدراما السورية والتي تمر بظروف مناسبة حيث أمتلك أسرة عمل لطيفة .

 

* لك بصمة خاصة في مسلسل “شبابيك” حدثنا عن فكرة العمل وسبب تسمية الأبطال في كل الحلقات “رهف وعماد”؟

 

عندما ولدت فكرة “شبابيك” كنا فريق ثلاثي “سامر برقاوي، وأكثم حمادي” ومن ثم شاركنا “بشار عباس” وفريق من الكتاب الجدد في الكتابة، بحيث كتب كل منا عشرة حلقات، سبب تسمية المسلسل بشبابيك كانت من اختيار “أكثم” لكون العمل يتحدث عن حالات اجتماعية تحدث داخل المنزل فتبدأ الحكاية بعائلة مستقرة يطرأ عليها حدث ما يضعها على المحك، وتترك النهاية مفتوحة لرأي الجمهور، أما سبب تسمية أبطال العمل “رهف وعماد” جاء إسقاط لأدم وحواء ولكون الاسمين يوافقان كافة الأعمار التي كانت موجودة في شبابيك، حتى أنه كان هناك فكرة ليكون الأبطال في كل الحلقات نفسهم لكن هناك حلقات تطلب عمر صغير وأخرى عمر متوسط أو كبير.

*حدثنا عن مسلسل “وثيقة شرف” ماذا أضاف لك؟ على اعتبار أنه أخذ ضجة إعلامية كبيرة لكنه لم يعرض بعد على القنوات الفضائية؟

 

وثيقة شرف أضيف لي كتجربة، فمن المؤكد أنه  لعب دوراً في خبرتي كمخرج وتمكنت من خلاله صناعة عمل سوري بالكامل يرتقي لصدارة المنصات العربية وكما كان العمل بأراضي سورية وخبرات سورية كاملة .

* في الختام أستاذ “باسم السلكا”  حدثنا عن الأعمال الجديدة و القادمة بين الكتابة والإخراج؟ 

 

العمل الحالي الذي يتم تنفيذه  على قيد الحب ،وأما الأعمال القادمة فيتم التفكير في مسلسل الجسر الأبيض من إخراجي وتأليفي وهو قيد الدراسة ونأمل توفر الظروف لهذا العمل وإنتاج الحديث من الصناعة السورية.

 

إعداد وحوار: رهف عمار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى