فن ومشاهير

مختار الإذاعة باسل محرز.. عبر شبابيك

تبقى الإذاعة إحدى أهم أدوات الاتصال حتى في العصر الحديث، حيث تمتاز بمخاطبتها لحاسة السمع، وإتاحتها للحواس الأخرى، فتسمح بمتابعة عمل أو دراسة أو هواية أثناء الاستماع إليها.

من أهم ميزات الإذاعة التي لا تتوفر في غيرها هي العشوائية والعفوية، واحتفاظها ببعض الغموض، فالاستماع لقائمة أغانٍ تحتفظ بها تعطيك شعوراً بالملل لأنك تعرف مسبقاً ما الأغنية التالية، أما الراديو فيه غموض مغرٍ، والاستماع للراديو أشبه بمغامرة، تجد فيها مع كل أغنية شعوراً أو ذكرى.

لكن في بعض الأوقات تصبح مغامرتنا على الراديو من نوع آخر، ذلك عندما ينتقل حماسنا لمعرفة ما تحمله كل حلقة من برنامج “المختار” الذي تبثه المدينة اف ام للموسم العاشر على التوالي، وبات يعتبر أشهر برنامج إذاعي موسمي اتفق الشعب السوري بكامل أطيافه على انتظاره من الأحد إلى الأربعاء في تمام الساعة الثالثة بعد الظهر.

بُثت الحلقة الأولى من برنامج “المختار” في التاسع والعشرين من شهر تشرين الأول من عام 2011، وما زال البث مستمراً حتى الآن، وهو برنامج متنوّع المواضيع، تُعرض من خلاله مشكلات المجتمع السوري، ويستقبل عدداً من المسؤولين والشخصيات السياسية والفنية والاجتماعية المعنية بأية قضية تهمّ الرأي العام.

يقدمه الإعلامي السوري باسل محرز، من مواليد مدينة طرطوس عام 1982. حصل على إجازة في علوم الاقتصاد والتخطيط من جامعة تشرين في مدينة اللاذقية، ثم درس الإعلام في الجامعة اللبنانية في بيروت.

حيث بدأ باسل حياته المهنية من برنامج للهواة -يهتم بالأصوات الإذاعية- في إذاعة صوت الغد في لبنان عام 2004، وكان باسل المشترك السوري الوحيد الذي وصل إلى النهائيات وفاز بتصويت الجمهور وتقدير لجنة التحكيم التي ضمت سيمون أسمر والإعلامية نضال الأحمدية والإعلامي زاهي وهبي.

كتب في عددٍ من الدوريات والمجلات العربية مثل (أبيض أسود، أيام الأسرة، الغد)، وانتقل بعدها إلى إذاعة المدينة اف ام في سورية على التررددين 100.5 و 101.5، وهي أول إذاعة سورية خاصة انطلقت في شباط 2005، وكان باسل معها أول مذيع سوري يظهر عبر أثير الإذاعات الخاصة.

اختيار اسم البرنامج “المختار” له دلالات عميقة، إذ إن للمختار خصوصية في كل المناطق السورية، فأصغر القرى لها “مختار” وهو شخص يتم اختياره من بين أبناء القرية، يكون على علم بكل ما يحدث في القرية، وذا رأي سديد في حل الخصومات والمشاكل التي تواجه أبناء القرية، وهذا ما يفعله “المختار” باسل في برنامجه.

صُمّمت مقدمة البرنامج  من موسيقا قوية  مميزة تلفت الانتباه ويستحيل نسيانها، ومن المؤكد أنها ارتبطت عند كل منا بمرحلة من حياته فهي مساعدة الدراسة عند البعض وشريكة العمل للبعض الآخر ورفيقة مشوار العودة إلى المنزل، ودوماً هي أنيسة لوحدة كثيرين.

يتميز باسل بالجرأة في طرح المواضيع التي تهم الرأي العام السوري بشكل خاص، وقدرته على  إدارة الحوار بشكل لبق ورصين، وطرحه للأسئلة بشكل متتالٍ منطقياً دلالة على سعة الاطلاع والتحضير الجيد والمتقن، وتعريفه بالضيوف بمسمياتهم وتوصيفاتهم الواضحة الكاملة.

أما أهم ما يتفرد به باسل هو صوته الرخيم ذو الخامة المميزة  وحسن الوقع على أذن المستمع كأنه تجسيد لقول الشاعر بشار بن برد “…والأذن تعشق قبل العين أحيانا”،  مع نطقه الحروف بشكل سليم ومراعاة تغيير نبرة الصوت بما يناسب تطورات الموضوع المطروح من عرض للمستجدات والحقائق، ولا ننسى جملته الختامية التي علقت في الأذهان “تبقوا بألف خير والله معكن”.

إعداد : ميشلين وهبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة | شركة سيو