نقرأ اليوم عن حالة مرضية تشيع مراجعتها لعيادة جراحة الأوعية الدّموية ألا وهي “دوالي الطرفين السفليين”.
الجملة الوريدية للطرف السفلي تتألف من أوردة سطحيّة وأوردة عميقة تصل بينها أوردة ثاقبة (واصلة)، الطبقة العضليّة بالشبكة الوريدية السّطحية تكون نامية، بحيث تتوضع هذه الأوردة تحت الجلد مباشرة، بينما الطبقة العضلية للأوردة العميقة تكون ضعيفة، بحيث تتوضع ضمن حجرات العضلات.
دوالي الطرفين السفليين هي توسّع وتعرُّج وتطاول على مستوى الشبكة الوريدية السطحيّة على مستوى الطرفين السفليين.
تحتوي أوردة الأطراف على دسّامات تسمح بمرور الدّم من المحيط إلى المركز ومن السّطح إلى العمق، وتوجد دسّامات عادة في القسم القاصي أكثر من الدّاني، وبالتالي إنّ قصور الدّسامات الوريديّة يؤدي لانعكاس جريان الدّم من الجملة الوريديّة العميقة إلى السّطحيّة، إذ يزداد العبء عليها مؤدّياً لحدوث الرّكودة الدّموية وارتفاع التّوتّر فيها.
أمّا عن سبب قصور الدّسامات في دوالي الطرفين السّفليين فإمّا أن يكون بسبب توسّع هذه الأوردة بإصابة جدارها أو بسبب ضمور هذه الدّسامات.
العوامل المؤهّبة للإصابة بدوالي الطرفين السفليين:
_ الاستعداد الوراثي والعائلي وتظهر بعد سنّ الخمسين.
_ الجنس، فهي تكثر عند النّساء خاصّة البدينات.
_ تعدّد الحمول، فبعد الحمل الثّالث تزداد نسبة حدوث الدّوالي.
_ استعمال مانعات الحمل الفموية.
_ العامل المهني، فالوقوف المديد لأكثر من ستّ ساعات يوميّاً (حلّاقين، معلّمين، أطبّاء أسنان، جرّاحين، ارتداء أحذية ضيّقة) أو الجلوس المديد يؤهّب لحدوث دوالي الطرفين السفليين.
سريرياً، يراجع المريض بحسّ ثقل وانزعاج وألم بالطرف مع حسّ تورّم وسخونة، تظهر الأعراض بعد الوقوف المديد، بحيث تتحرّض في النّهار مع بداية العمل وتشتدّ في المساء، تهدأ بالاضطجاع ورفع السّاقين نتيجة العود الوريدي الذي أصبح متوافقاً مع الجاذبية، وتزداد شدّتها عند التّعرّض للحرارة وقبل حدوث الطّمث عند النّساء أو أثناء حدوث الدّورة، يلاحظ حدوث وذمة، يستيقظ المريض صباحاً فتكون الأعراض قد خفّت.
بالفحص السريري وباستخدام الإيكو دوبلر نشخّص وجود دوالي طرفين سفليين، ونقوم بإجراء تصوير أوعية ظليل بحال كانت الدوالي ناكسة وبحال الشّك بوجود خثار وريدي عميق.
اختلاطات دوالي الطرفين السفليين:
_ التمزّق الخارجي (النّزف): نزف غزير مستمرّ، يزداد بالوقوف أو الجلوس، ولإيقافه يكفي وضع المريض بوضعية الاستلقاء ورفع الطّرف، ثمّ وضع رباط ضاغط على الطرف إسعافياً.
_التهاب الوريد الخثاري السطحي: نتيجة الركودة الدموية على مستوى الأوردة والضغط العالي فيها، بالجسّ يكون الوريد أحمر، قاسٍ، مؤلم، والجلد فوقه يكون أحمراً حارّاً متوذّماً، ويترافق عادةً مع حمّى شديدة.
يتم علاج التهاب الوريد الخثاري السطحي بالرّاحة المطلقة ورفع الطّرف، مع تحريك فاعل للطرف المرفوع، يجب وضع كمّادات كحولية فوق المنطقة المصابة، مع وضع رباط ضاغط على كامل الطرف، وإعطاء مضادات التهاب غير ستيروئيديّة.
_علاج دوالي الطرفين السفليين:
العلاج المحافظ نتّبعه في المراحل الأولى، ويكون بوضع رباط مطّاطي ضاغط أو جراب مطّاطي طبّي خاص بالدّوالي، مع تجنّب:
ضغط السّاق أو الفخذ، لبس الأحذية الضيّقة والعالية، الاقتراب من المنابع الحرورية والماء الساخن، التّعرّض المديد للشّمس، الوقوف والجلوس المديد، رفع قدمي السّرير 5_10 سم ورفع الوسادة، المشي والرّياضة الخفيفة، الحمية ضروريّة وخصوصاً عند البدينين.
نعطي المريض منشّطات للدوران الوريدي مثل الـDaflon.
أمّا العلاج الجراحي للدوالي فيكون بحالات خاصّة ومتقدّمة أو عند حدوث الاختلاطات.
نلجأ للجراحة التجميليّة عند بعض المهن خاصة عند النساء مثل عارضات الأزياء والرّاقصات.
العلاج بالتّصليب، ويكون بحقن محاليل وأدوية خاصة تحرّض على تشكيل خثرة، مكلف وغالي لكن نتيجته مريحة، مذهلة وسريعة.
كما يوجد العلاج بالليزر، استئصال الدوالي بالتنظير، العلاج بالأمواح الراديوية.
راجع عيادة جراحة الأوعية الدّموية لمتابعة حالتك ولتعرف أكثر عن دوالي الطرفين السفليين.
الدكتورة : مايا معلا
