سرُّ التمثيل شبيه بسرِّ الصدفة، بعينيها الطفوليتين وشعرها الأحمر، شاهدنا الممثّلة السوريّة الصغيرة “شهد الزلق” كالصدفة، لا تدري أنّها تمثّل ولا تتعمّد ذلك بل يحدث الأمر على نحوٍ عفوي، خطواتها الصغيرة في الحياة أوصلتها في عمر 12 سنة إلى إعلان واضح لموهبتها ودخولها بدور “ملك” في مسلسل “قيد مجهول” إلى قبول واضح عند المشاهِد محقّقة شرط التصديق.
مجلّة “شبابيك” كان لها حوار خاص مع الطفلة الموهوبة “شهد” وعن دورها في “قيد مجهول” تحدِّثنا:
«إنَّ “قيد مجهول” تجربة رائعة وقدّمت لي الكثير وأهمُّ ما قدّمَته هو اسمي، فقد أصبحتُ أكثر شهرةً بعد هذا المسلسل، وعلى الصعيد الدرامي فهذه أوّل مرّة أشعر بها بالخوف الحقيقي وحتّى صرختي في حلقة من حلقات “قيد مجهول” كانت حقيقية وكنت خائفة، لأنَّ الاندماج مع أجواء التصوير شرط حقّقه لنا المخرج “السدير مسعود” الذي أعتبره الموجّه الحقيقي لموهبتي».
بداخل كلِّ طفلٍ ممثّل، ومدارس التمثيل تعتمد غرفة الطفولة، وهذا ما تعيشه “شهد” بكلِّ تفاصيله فأخبرتنا: «أنا أعيش طفولتي بشكل رائع وأحبُّ أن أشاهد أفلام الكرتون كما أشاهد بعض المسلسلات، وبرامج الكرتون المفضّلة هي “دورا والدببة الثلاثة”، وإنَّ قناة “سبيستون” أكثر ما أشاهده، وإنَّ٧ “الباربي” لعبتي المفضّلة والسكوتر أيضاً؛ فأنا لدي سكوتر بلون زهري في المنزل كالذي طلبته في “قيد مجهول”، وألعب مع أولاد الحارة لعبة “الغمّيضة”، ولعبة “عيش” من أكثر ألعاب الحارة تسليةً، وأتابع مدرستي بشكل عادي، والآنسات يعاملونني بشكلٍ لطيف مثل باقي الطلَّاب، أمّا الطلَّاب ورفاق صفِّي فيحبّون أن يتصوّروا معي وأنا أحبُّ ذلك كثيراً».
وعن سؤالنا ما الذي يميّز “شهد”، وماذا يشكّل لها عالم التمثيل، وهل تشعر برهبةٍ في أدوارها مع ممثّلين محترفين، فقد قالت لنا:
«أشعر أنّني أمتلك حرّيّةً تشبه حرّيّة الرياح، ولا أحمل همَّ الانتقاد، وإنّي أعتبر التمثيل بمثابة حلمٍ لي، ويشكِّل سعادتي وحتى أنّه يشكِّل طفولتي أيضاً، وأنا أستمتع بالتمثيل مع ممثّلين محترفين وأشعر أنّهم بالمشهد عائلة حقيقة، ففي “قيد مجهول” شعرتُ أنَّ الممثّلة “نظلي الرواس” أمّي، وأنَّ الممثّل “عبد المنعم عمايري” أبي، وبالطبع أتعلّم منهم وأستمع لتوجيهاتهم».
أمّا عن بدايتها وعن أعمالها، وما هو الأقرب إليها من الأدوار عبّرت “شهد”:
«في عمر الثامنة انتسبت لمعهد تمثيل خاصّ، ومن خلال المعهد تمَّ ترشيحي للمشاركة في فلم “خلل” مع المخرج “السدير مسعود”، وقد تمَّ اختياري من بين عدّة متقدِّمات للدور، وقد كانت أوّل تجربة جدّية في عالم التمثيل، بعدها أتتني تجربتان في السينما بفيلم “نقاب الروح” للمخرج “علاء الصحناوي”، وفيلم “جوري” للمخرج “يزن أنزور” الذي كنت بطلته، أمّا في التلفزيون فشاركت بخماسية “خبز الحياة” ومسلسل “صدى القهر” الذي مثّلت به دور طفلة مصابة بالتوحُّد، ولي تجربةٌ مسرحية مع المخرج “عروة العربي” وهي “درب الخبز”، وأحبُّ كلَّ أدواري، وكلَّ شيءٍ له علاقة بالتمثيل».
وعن طموحها وأعمالها القادمة، ومَن تحبُّ من الممثّلين، أخبرتنا “شهد”:
“سأبذل جهدي للتقديم للمعهد العالي للفنون المسرحية، بعد الانتهاء من مرحلة الدراسة التي تشكّل أهميّةً كبيرة والتفوّق بالدراسة رديف للتفوّق بالموهبة، وطبعاً بمساعدة أهلي الداعم الأساسي لموهبتي،
وأحضّر الآن للمشاركة بعملين على طريقة الفيديو كليب، ومسلسل جديد بعنوان “الضفدع”، ومسلسل آخر لم يتم الاتّفاق بشأنه إلى الآن، وأَحبُّ الممثلين إليّ “باسم ياخور، وطلال مارديني”، وأَحبُّ الممثِّلات “ماغي أبو غصن، وديمة قندلفت”، وقدوتي في التمثيل “منى واصف”، وكلُّ الحبِّ لمجلّة “شبابيك”».
من مجلّة “شبابيك” نتمنى أن يكون التميُّز والإبداع حليف “شهد” بمسيرتها الفنّيّة.
إعداد وحوار : راوية دياب
