“عبد الرحمن عيد” موهبةٌ خالدةٌ في ذاكرة الجمهور
“عبد الرحمن عيد” أحد أقوى الممثلين الكوميديين والمسرحيين، صاحب الموهبة العظيمة الذي فارق الحياة تاركاً إرثاً مسرحيّاً سيبقيه خالداً في ذاكرةِ الجمهور.
من “عبد الرحمن عيد”؟
“عبد الرحمن عيد” ممثّلٌ سوريٌّ ولِدَ في مدينة حلب عام 1969، وكان من أشهر الممثلين في المسرح في فترة الثمانينيات؛ إذ قدم مجموعةً من الأعمال خلال مشواره الفني، وقد اشتهر بأعماله الفنية الكوميدية.
عاش في سورية، وتعلّم في مدارسها، وحصل على الشهادة الإعدادية، ثم انتقل إلى دراسة الفن داخل المعهد العالي للفنون المسرحية.
بداية المشوار الفني للفنان “عبد الرحمن عيد”:
بدأ الفنان ” عيد” حياته الفنية في المسرح بعيداً عن السينما، والتلفزيون، وكانت مسيرته الفنية على مسرح “الشيبة”، وانضم إلى اللون الكوميدي في الكثير من العروض المسرحية التابعة إلى فرقة “أسرة المهندسين المتحدين”، وأسسَ هذه الفرقة الفنان السوري “همام حوت”، وكان يتدرب معه كثيراً حتى اكتسب منه خبرةً كبيرةًفي المجال المسرحي، ثم شارك معه الفنان “همام حوت” في أول مسرحيةٍ له بعنوان: “بانتظار الوزير”، وكان ذلك في عام 1995.
تألّق الفنان “عبد الرحمن ” في الأعمال التي قدمها، ومن أشهرها مسرحية “دستور يا حاضرين”، ومسرحية “فضائيات 2000 “، وغيرها من الأعمال الشهيرة التي ارتبطت بالكوميديا السورية، والمحتوى الحلبي في المجتمع السوري.
انتقل “عبد الرحمن” بأدواره الفنية إلى الفن الساخر، وقدم بعض المسرحيات التي تهدف إلى مناقشة قضيةٍ مجتمعيةٍ مهمةٍ على شكل كوميديا ساخرة، واشتهرت هذه الأعمال في فترة التسعينيات.
مسرحيات النقد التي اشتهِرَ بها “عبد الرحمن “:
أطلِقَ على الفنان ” عيد” لقب “ممثل مسرح النقد” ،فقد كان يختار مجموعة من الحكايات الموجودة في المجتمع السوري، ويجسدها بدورٍ ساخرٍ في مسرحياته.
ومن أشهر هذه الأعمال عندما جسد شخصية “إيحو”؛ وهو شخصيةٌ كرديةٌ بسيطةٌ مرتبطةٌ بالمجتمع السوري تعيش في حلب، ولها بعض المواقف فيها.
تجربة “عبد الرحمن عيد” في التلفزيون:
انتقل “عبد الرحمن ” من التمثيل المسرحي إلى التلفزيون، وشاركَ في عددٍ من الأعمال مع كبار الفنانين، وكان العمل الأول له مسلسل “كوم الحجر” يليه مسلسل “بقعة الضوء”، وحققت هذه الأعمال نجاحاتٍ كبيرةً.
وصرّحَ “عيد” في أحد اللقاءات التلفزيونية أن الفنان يجب أن تتنوع أعماله بين السينما والمسرح، فلا يجب أن يظل في مكانٍ واحدٍ؛ لأن هذا يضيع من مواهبه كثيراً، وختم هذه الأعمال بمسلسل “زمان الصمت”.
تجربة ” عيد” في الإخراج:
انتقل ” عيد” من التمثيل إلى الإخراج، ليستغل موهبته في تقديم بعض المسرحيات من إخراجه، وشارك في أكثر من تجربةٍ منها مسرحية “مواطن عالي الجودة”، وكانت أول مسرحيةٍ يمثل فيها، ويخرجها معاً ثم تليها مسرحية “تحت الحزام”، ومسرحية “خبر عاجل”، وانتهت تجربة الإخراج لديه بالمسرحية الكوميدية السياسية “أنفلونزا الضمير”.
قدمتْ هذه المسرحية على خشبة المسرح لسنواتٍ عديدة، وكان ينتقل بها إلى محافظات سورية لتقديمها في حمص، وحلب، واللاذقية ودمشق، وحققت نجاحاً واسعا،ً وكانت سبب شهرته الفنية العالية في سورية، والوطن العربي، فكان يحضرها الكثير من فناني العرب.
وفاة “عيد”:
توفي الفنان “عبد الرحمن” في الساعة الثالثة فجراً يوم الجمعة 15 يونيو عام 2007، عن عمر يناهز 38 عاماً جراء حادثٍ مروري؛ إذ صدمته سيارةٌ أمام أحد المطاعم الشهيرة في مدينة صيدنايا، وتوفي على الفور بعد الحادث، وذلك قبل نقله إلى مستشفى “السيدة” في مدينة صيدنايا.
روان ديوب