“عدي منصور” بين التعليق والتقديم حنجرة ذهبية تعطي بسخاء
حنجرة جاهرت بصوت لم يختلف عليه أحد، فكان الرقم الصعب في عالم التعليق الصوتي وما أن فتحت له أبوب الفرص التي يستحقها فتوسعت نطاقات نجاحه بين التعليق والتقديم.
“عدي منصور” الشاب السوري الذي دخل عالم الإعلام بشهادة شغف وأثبت استحقاقه الوقوف خلف المايكروفونات وأمام الكميرات سنحاوره اليوم في مجلة شبابيك لنفتح شباك جديد على إبداع السوريين:
* عندما يذكر اسم “عدي منصور” اليوم في الأوساط الإعلامية المحلية، يُحكى عن أجمل الخامات الصوتية التي مرت في الإعلام السوري؟ ولكن ما يزال الضوء يُسلّط بصعوبة، هل تشعر بالظلم؟
“قد أكون ظلمت نفسي بالبداية، بعدم ترويجي لأعمالي بالشكل الصحيح، بالإضافة إلى أنه عند الحديث عن الخامة الصوتية فنحن نخصص مهنة التعليق الصوتي، وهنا نتحدث عن أعمال كثيرة لا تُرفق مع اسم المعلق الصوتي كأعمال ناشيونال جيوغرافيك أو شاهد.نت أو المجيب الآلي لشركة MTN و غيرها من الأعمال التي نفذتها لوسائل عديدة.”
* تجارب مع العديد من الإذاعات والقنوات، ما هي التجربة الأبرز بالنسبة لعدي ؟
“كل تجربة أضافت لي الكثير و خاصةً أرابيسك والعالم سورية، فالأولى قدمت لي الفرصة الغنية الأولى على الصعيد الإذاعي، والثانية أتاحت لي العمل أمام الكاميرا و تعلّم ألف باء الشاشة.
و شام اف ام لها خصوصية أخرى كونها رائدة على الصعيد الإخباري والخدمي، و ستقدّم لي الكثير. ”
* أصبحت فرداً من عائلة “شام أف أم” مع مغادرة أحد كوادرها الإعلامية مؤخراً، ما رأيك في هذا القول ؟ وما الدافع وراء الإنتقال من أرابيسك ؟
” شام اف ام حالها كحال أي وسيلة إعلامية في العالم، تسعى لأن يكون كادرها كاملاً و متنوعاً بالخبرات المختلفة، والانضمام لفريقها ليس بالأمر السهل بسبب وجود إدارة تنتقي بعناية و تهتم بالحفاظ على هوية الوسيلة، و قدومي لهذه الوسيلة كان منطقياً وحتمياً إلى حد كبير كوني أميل إلى العمل الإخباري والخدمي، و انا متفائل حيال هذه الخطوة.
أما بالنسبة لمغادرة أرابيسك، فكان الموضوع ودّي جداً، الوسيلة قدمت لي خبرة كبيرة و غمرتني بأفضالها، إلا أنه حان وقت التغيير من منطلق تطوير المهارات والتعرف على أنماط أخرى من العمل الإعلامي. ”
* المنافسة في “شام أف أم” مع الزميل باسل محرز قد تكون قوية، ما الخطة لخوض تجربة برنامج جديد مع الإذاعة نفسها ينافس المختار.. ؟
” شام اف ام لا تنافس أحد، و خدمياً تسعى لتلبية الجمهور بالمقام الأول و الحصول على ثقتهم، و مرافقة الناس _دون انقطاع_ على اختلاف المراحل التي تمر بها البلاد ، و استطاعت بذلك الحصول على محبة المستمعين و الحفاظ على شريحة كبيرة منهم بمهنية عالية تعتبر جزء رئيس من هويّتها.
إضافة للسؤال الخامس : هناك برنامج يغلب عليه الطابع الخدمي سينطلق قريباً جداً، وسيكون مقنعاً وحقيقياً و يلبي طموح جمهور الوسيلة. ”
* هل أنت راضي عن ما يقدمه الإعلام السوري للمشاهد السوري ؟
” أعتقد أن الوسائل الإذاعية على وجه التحديد تقدّم الجزء الجيد من المحتوى للجمهور و بسقف عال، لكن بالمجمل يبقى الإعلام السوري بوسائله كافة بحاجة لجرعة كبيرة من الحرية، و جرعة أخرى من المهنية بالنسبة لبعض الوسائل والمنصات. ”
* هل انتهى عالم الإذاعة والتلفزيون مع غزو وسائل التواصل الإجتماعي بشكل كبير ؟
” التفت الإذاعة على هذا الأمر بخلق حالة هجينة مع منصات التواصل الاجتماعي و هذا كفيل بالحفاظ عليها لفترات طويلة، فنحن نجد المهنية والتقليدية مع الرؤية البصرية العصرية و الوصول لشرائح جديدة أخرى. ”
* بين التقديم، الإذاعة، الفويس أوفر… أين يرى عدي نفسه أفضل حالياً ؟
” لا بد أني أرى نفسي جيداً بالتعليق الصوتي بالمقام الأول لوصولي إلى تعاونات مهمة على هذا الصعيد، لكن بالمجمل أرى نفسي بمستوى واحد على اختلاف طرق التقديم مع إمكانية وقابلية تعلّم المزيد دائماً. ”
* تمتلك شكل جميل وكاريزما خاصة، هل لعب ذلك دور في دخولك الأوساط الإعلامية ؟ وما دور “شو ماهر” في صناعة اسم عدي منصور ؟
” إلى حد ما تدعم هذه العوامل كل من يريد الدخول في هذا المجال وخاصة على صعيد الشاشة، لكن على الصعيد الإذاعي دعمني كل من صوتي و قلمي بشكل أساسي.
بالنسبة للمخرج شوماهر فيكفي أن أقول أنه فتح لي الباب الخارجي لهذه المهنة و راهن على صناعتي و ساهم بذلك، و تابع تطوري خطوة بخطوة، و كل خطوة لي في هذا المجال له الفضل الأول بها، فلولا شوماهر لم أكن لأجري هذا اللقاء الآن. ”
* من الدراسة الأكاديمية للتجارة لخلف المايكات وأمام الشاشات ؟ هل ندمت مرة على هذه النقلة ؟
” بالعكس، بالبدايات ندمت أني لم أدرس الإعلام ولم أختص أكاديمياً، لكن مع الوقت اكتشفت أنها مهنة يمكن اكتسابها بالمثابرة والتعلّم الدائم، وعليه.. لم أعد نادماً، و خاصةً أني وجدت نفسي في هذه المهنة و أتطور ضمنها. ”
* ما رأيك ” بكلمة واحدة ” بكل من الأسماء التالية :
عطية عوض – ماجد عجلاني – علي الحسن – طارق أبو عسلي
” لا أحب تقديم الرأي حيال الأشخاص وخاصة أن من أتيت على ذكرهم هم أصدقائي باستثناء ماجد العجلاني الذي لا أعرفه على المستوى الشخصي، لكن يمكنني القول أني من مستمعي عطية عوض و أفضل الاستماع إليه بفترته المسائية التي كان يقدمها على شام اف ام، علي الحسن يمتلك حيوية هائلة أثناء التقديم وله بصمة خاصة، أما طارق أبو عسلي فهو من اصدقائي المقربين و اعتبره من الأصوات المهمة و له أرشيف قوي، بالنسبة لماجد فأعتقد أنه شاب طموح لكن أتحفظ على الأسلوب الحواري الذي يتبّعه و حالة اقتناص السكوب، أنا شخصياً لا تستهويني هذه الطريقة، ولكل مقدّم أسلوبه و متابعيه. “;
* من هي المذيعة السورية التي تملك خامة الصوت الأجمل برأيك ؟
” بالنسبة للسيدات فالمذيعة منار مراد “إذاعة دمشق” تمتلك صوتاً جميلاً جداً و خبرة طويلة، أما على صعيد الشابات فتمتلك المذيعة في أرابيسك سالييت درغام أجمل الأصوات الإذاعية والتي جعلت لها بصمة مميزة وأنا شخصياً أستمتع بسماعه، فلا شبيه له على الإطلاق.
و هناك أصوات مميزة أخرى لا يمكن إغفالها كصوت المذيعة ناتالي حبيب. ”
* “الإعلام بشكل عام قادر على تأمين حياة محترمة لممتهنيه ؟”
“الإعلام بطعمي خبز” لكن شريطة العمل مع عدة جهات في آن واحد، هذا ما فرضته الظروف علينا، هذه المهنة كغيرها على الصعيد المادي. ”
* ما هو طموح عدي منصور اليوم ؟
“أطمح للعمل مع وسائل إعلام عالمية في المقام الأول، بالإضافة لطموحي بالوصول إلى معظم الناس محلياً و امتلاك القدرة على تلبيتهم والتعاطي مع همومهم ومشكلاتهم. ”
* رسالتك للشباب السوري المهاجر اليوم ليبني مستقبله خارج هذه الحدود ؟
” الهجرة نتيجة طبيعية في بلاد تعاني مثل سوريا، و تصبح الهجرة مفيدة شريطة النجاح في الخارج، لكن في نهاية المطاف الإنتماء ينتقل مع الإنسان على اختلاف مكان النجاح والعمل، لكن نتمنى دائماً أن يقدم للشباب السوري ما يجدونه في الخارج من إمكانات ودعم وحرية. ”
* رسالة عدي منصور لنفسه ؟
“تعلّم دائماً ولا تنكر فضل من قدّموا إليك”
وفي النهاية وجه عدي كلمة لمجلة شبابيك قال فيها :
“شكراً جزيلاً لمجلة شبابيك وسأعتبر أن هذا الحوار اللطيف والعفوي بمثابة توثيق لهذه المرحلة من حياتي المهنية بأهوائها و الأحلام والظروف الخاصة بها.
أتمنى لكم التوفيق دائماً.”
إعداد وحوار :جورج درويش