فن ومشاهير

عروة وهناء.. قصة عشق خلدها الندم

عروة وهناء

لقد كان الحرمان السَّبب الرئيسي لتخليد قصص الحبِّ التي مازلنا نتغنَّى بها على مرِّ الزمان .. فمن منَّا لا يعرف مجنون ليلى، وعنترة وعبلة، وروميو وجولييت وغيرهم كثير..

لكن الكاتب حسن سامي يوسف كانت لمسته في التَّخليد مميَّزة، فقد خلَّد قصة عروة وهناء في ذاكرتنا عبر مفردة “الندم”.

إنَّ النَّدم مسلسل يحكي قصة عائلة “أبو عبدو الغول” الذي يجسِّد شخصيته الفنان (سلوم حداد) وزوجته (الفنانة سمر سامي)، أمَّا أولاده فهم “عبدو أو عبد الكريم” (باسم ياخور)، “سهيل” (أحمد الأحمد)، “عروة” (محمود نصر)، و”ندى” (رنا كرم).

تدور أحداث المسلسل بين فترتين الأولى ما قبل الأزمة السوريَّة والثانية خلالها، وقد وصفها الكاتب حسن سامي يوسف من خلال شخصية عروة وصفاً دقيقاً حياديَّاً، أخذ الفنان محمود نصر في المسلسل دور الشاعر والكاتب والابن البار لوالديه، وشكَّل مع الفنانة “دانا مارديني” ثنائيَّاً مميَّزاً قلَّ نظيره، أمَّا عن تميُّز دانا مارديني التي تعتبر من الفئة الشابَّة، متواضعة الخبرة فقد أبهرت جمهورها بإبداعها وتقمُّصها لشخصية هناء، تلك الشَّخصية المرحة التي وقعت في حبِّ الشَّاعر “عروة”، واستحوذت على حقوق نشر شعر رابعة العدوية “أحبُّك حبَّين، حبَّ الهوى، وحباً لأنَّك أهلٌ لذاك” فأصبحت هناء المالكة الأولى لذاك البيت من الشعر، كما عملت هناء على لفت انتباه عروة بعدَّة طرق إن كان بحبِّها ليوم الثلاثاء، هذا اليوم الذي جمعهما لأول مرة في عرس صديقه وابنة عمِّها، أو من خلال فرض الخروجات عليه وشحذ الاهتمام منه، كانت هناء شخصية مليئة بالحيوية والنشاط، بنتاً رقيقة لو هبَّت عليها نسمة من ربيع لكسرتها إلى نصفين كما وصفها حسن سامي يوسف على لسان عروة. وكان عروة شابَّاً رغم ثقافته ما زالت متجذِّرة فيه الرُّوح الشرقيَّة التي دفعته لخيانة هناء التي كانت ردَّة فعلها حيال خيانته بعدما شمَّت رائحة الفتاة على ثيابه قولها “ماكان فيك تصبر شوي لحتى موت”.

وقد نوَّع الكاتب بين فترتين وقضيتين حكى عنهما في المسلسل كانت أولها قصَّة عروة وهناء والأخرى تسليطه الضَّوء على الواقع الحزين في سوريا ما بعد نشوب الصِّراع فيها، وقد تعاون الكاتب سامي يوسف والمخرج الليث حجو في تنوُّع التقنيات فمنها ما كانت تقنيات تتعلَّق بالنَّص وأخرى مرئيَّة.

استخدم الكاتب تقنية سرد الأحداث “first person narrator” عبر شخصية عروة التي كانت المحور الرَّئيسي في المسلسل والفلاش باك “flash back”؛ إذ يروي عروة أحداث حبِّه لهناء في الماضي، أمًّا عن دور الليث حجو فقد أضاف بصمةً خاصَّةً له عبر تلوين الأحداث التي تسرد في الماضي وتحكي قصَّة الحبِّ وتعتيم الأحداث الحالية التي تبرز قضية الأزمة السورية دلالة على جمالية الماضي وسوداوية الحاضر، وهناك الكثير من العِبر التي رويت على لسان عروة بطريقة أدبيَّة تنمُّ على عمق إدراك الشَّخصية الثَّقافي.

وقد حاز مسلسل الندم على عدَّة جوائز أهمُّها: أفضل مسلسل سوري لعام 2016م، كما حصدت شارته جائزة أفضل شارة لعام 2016م.

اجتمع ثالوث الإبداع فكان مسلسل أحلام كبيرة

حلا فطوم

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة | شركة سيو