فن ومشاهير

“عمار الديك” أتمنى خوض مجال التمثيل و “زياد جديد” يهمُّه نجاحي كثيراً

 

“عمار الديك” واحدٌ ممَّن استطاعوا خلال سنوات شقَّ طريق فني تكلَّل بالنجاح، وعلى الرغم من نجومية العائلة إلَّا أنَّه لم يرتكز في نجاحه على الاسم الأخير، واجتهد لبناء مسيرة مختلفة يتجلَّى فيها اسم “عمار الديك” كأهمِّ الأسماء الفنيَّة الشعبيَّة في سورية اليوم.

 

حاورنا عمار الديك في مجلة شبابيك وإليكم أبرز ما تناقشنا به في حوارنا معه :

 

– “عمار الديك” سنوات طويلة من النشاط الفني، وشهرة جيدة على مستوى يتناسب مع إطلالته الخفيفة، ما تفسير الخطوات البطيئة باتجاه النجومية الكبيرة؟

 

” أيُّ مطرب وخاصّة مَنْ يمتلك تراكم سنوات كبير في المجال الفني، يجتاز فترات نجوميَّة وفترات ركود ومن النادر أن ترى تواجداً دائماً لمطرب تحت أضواء النجومية الكبيرة، وبالنسبة إليَّ لم أكنْ استثناءً، كنت أمرُّ في فترات متفاوتة، فترات تُعتبر ممتازة من حيث تواجدي الفني تحت الضوء وفترات أُبعدت قليلاً، لذلك الموضوع لم يكن مساراً باتجاه النجومية، ولكن حالة من التفاوت تحكمها ظروفٌ منها شخصية ومنها يتعلَّق بالجوّ العام السائد، وهذه الظروف ارتفع تأثيرها جداً بعد انتشار فايروس كورونا والتبعات التي عانى منها جداً قطاع الفنّ، وسبَّبت حالةً من التراجع العام للأغلبية العظمى من المطربين .. “.

 

 

– ماذا قدَّم انتماء “عمار الديك” لعائلة فنيَّة؟ هل كان ذلك كرتاً رابحاً أو العكس؟

 

” التأثير كان محدوداً لحدٍ ما عكس ما يفترض الكثيرون خاصّة إنَّ كل شخص فينا سواء أنا أم علي أم حسين له لونه الخاص ضمن الإطار العام الذي يُدعى “الأغنية السورية”، ولكن هذا التنوُّع كان كرتاً رابحاً للأغنية السورية ككلٍّ وأعطاها زخماً رائعاً عربياً، عرَّف الجمهور العربي على اللون الشعبي السوري وعلى التطوُّرات التي طرأت عليه، ولكن بمكان ما استفدت من كوني أنتمي إلى عائلةٍ فنيةٍ طبعاً على صعيد تطوري الشخصي كمطرب.

 

 

– بين الستايل الرومانسي العاطفي والنمط الغناني الراقص؟ إلى أين ينتمي “عمار”؟

 

” أنا دائماً حيث يكون صدق الإحساس، وحيث يكون الجمهور الذوَّاق أحبُّ أن أكون قريباً دائماً من قلب أيِّ مستمعٍ وأحبُّ أن أقدِّم أغنيةً تحكي بلسان مشاعره وحالته النفسيّة، لذلك ما زلتُ أحافظ على التنوُّع بين الستايلات التي أقدِّمها، ولكن المشترك دائماً هو النصُّ الراقي الذي لا يحتوي ابتذالاً واللحن البسيط الذي يدخل القلب دون عناء، وبالتأكيد فرقيّ النص وبساطة اللحن ليس لها علاقة بالستايل، فالكثير من الأغاني الراقصة احتوت رقياً رائعاً بالفكرة والمفردة، المهم لديَّ تقديم حالة صادقة سواء أكان بالفرح أم الحزن، الحبّ أم الفراق”.

 

– عشرات الأغاني في مسيرة “الديك” ولكن هل من أغنية استطاعت منافسة نجاح “ع ورق الورد”؟

 

“بالطبع “قلبي وبعرفو” حقَّقت نجاحاً باهراً على المستوى المحلي والعربي، وعملت “هيت” كبيراً وصارت “تريند” لمدّة تتجاوز السنتين كذلك الأمر ولو بنسبة أقل، حبيبي وألف مرة “.

 

 

– الاعتماد على مصدر تأليف واحد “زياد جديد” في الأونة الأخيرة، ما سببه؟ وهل هو جزءٌ من خطةٍ فنيَّة؟

 

” الموضوع له جانبان؛ أولاً على الصعيد الشخصي زياد صديقٌ مقرَّبٌ جداً، يشبهني كثيراً في طريقة التفكير والأخلاقيات التي يمتلكها، والعلاقة الصادقة الشفَّافة على الصعيد الشخصي تأخذنا إلى ثانياً، زياد شخصٌ يهمُّه كثيراً نجاحي، ومنذ أول انطلاقتنا كنّا سوياً وكان هناك في وحدة رؤية وحلم، تعبنا سوياً وواجهتنا انتكاسات ولكن قوَّتنا سمحت لنا أن نعرف ونعلم أكثر أين الصعوبات التي وقعنا فيها، كذلك عشنا لحظات نجاح كبير لم تغيِّر فينا الصدق واللهفة تجاه بعض، وفنياً زياد شخص متنوِّع بأفكاره، قادر يعطي الرقيّ الذي أبحث عنه بكلِّ الألوان الغنائية، لذلك اعتمادي عليه مطلق على الصعيد الفني، بالمقابل زياد وخاصة بالجوّ الفني السائد يهمُّه أن يكون الفنان مؤمناً بالفن الجميل وهو قادرٌ أن يوصله إعلامياً، “فـ رح يبقى لعمار الديك” حظوة كبيرة وتفضيل لديه “.

 

– “قلبي وبعرفو” حقَّقت أرقاماً كبيرةً، هل تتوقَّع النجاح نفسه لأغنية “مشكلجي”؟

 

” للصراحة، و ليس انتقاصاً من جمالية أغنية مشكلجي، ولكن في الأساس “قلبي وبعرفو” كانت سوبر هيت، وانتشرت في فترة كان السوق الفنّي متعطِّشاً ليسمع شيئاً جميلاً، ولكن ثمَّة تغيُّراتٌ كبيرةٌ طرأت على السوق في آخر سنتين، خاصَّة موضوع كورونا كما أسلفت، والهموم الاقتصادية التي تسبَّب بها جعلت الأغنية بشكل عام حالة ترف الناس ليست قادرةً أن تعيشها، والإغلاق الذي امتدَّ لفترات طويلة ومتلاحقة تسبَّب بقلّة التواصل المباشر بين المطرب وجمهوره، ما أدَّى لتراجعٍ عام عند أغلب المطربين نتيجة منع الحفلات، وخلال هذه الفترة أصبح يوجد عيِّنة من المتطفِّلين على مجال الغناء، ونتيجة سهولة الوصول للجمهور على تطبيقات السوشال ميديا قدَّمت نمطاً غنائياً هابط المحتوى، وللأسف الجيل الجديد الذي وعي على هذه التطبيقات “شاف حالو” بوسط هذا الشذوذ الفني، واعتبره لوناً طبيعياً سائداً وتعلَّق به، كلُّ هذه الأسباب جعلت الأغنية الجديدة عموماً ومنها مشكلجي، تعاني جداً للوصول لمستوى “الهيت” “.

 

– ما الجديد الفنِّي الذي يطمح إليه “عمار الديك” في ظلِّ الوضع الفني الحالي؟، وما طبيعة العلاقة مع شركات الإنتاج؟

 

” نحن في حالة بحثٍ مستمرّ وتفكيرٍ دائم في مشروعنا الفنيّ، وأيَّة خطوة نقوم فيها نكون محضِّرين للخطوة التي تليها، طموحي حالياً هوي طموحي ذاته منذ أول يوم دخلت فيه المجال، تقديم محتوى جميل ذي معنى، ولكن الجديد هو الطموح لأفرض حالةً من رقي الأغنية على السوق الفني، وبالتأكيد أنا جزءٌ من كلّ، لذلك وجدت نفسي في حاجة إلى تكاتف الجهود مع الأصدقاء الفنانين من شعراء وملحنين وموزعين ومخرجين ومطربين لنكرِّس هذه الحالة، وأمَّا بخصوص شركات الإنتاج شخصياً لم أخضْ أيَّة تجربةٍ مع شركات الإنتاج، عندي إيمان بقدراتي، عندي ثقة بأنَّ الذي يحبُّ الفن الذي يقدِّمه يصل دون وسيط ”

 

– ما رأيك في الفقاعات الفنية التي باتت اليوم تحقِّق أرقام لا يستهان بها في حفلات البارات والنايت كلاب، وهل تؤثِّر على حضور “عمار” أو غيره؟

 

” لا أستطيع تسميتها فقاعات طالما صارت موداً سائداً، صحيح أنَّ الأسماء تختلف ولكن هذا اللون مفروضٌ على الساحة الفنية، بالتأكيد ليس من الممكن أن أسير على هذا الخطِّ حتى لو كان المقابل شهرةً كبيرةً، و لكن رغم رأيي السلبي بالمحتوى لا نستطيع أن ننكر أنَّه أصبح” تريند” عند الجيل الجديد للأسف، وأمَّا عن تأثيره على الفنانين أعتقد أنَّه أثّر بشكلٍ قوي في حكم أنَّه طغى فجأة وبشكلٍ مكثَّفٍ وانتشر جداً في وسط الجيل الجديد، ولكن التأثير سوف يتلاشى مع الوقت بكلِّ بساطة لأنَّه حتى اللحظة كفنانين ملتزمين بالقيمة الفنية لم نبادر بردَّة فعل حقيقية لنستأصل الهبوط من السوق الفني، وبمجرّد عودة الحياة لطبيعتها وعودة المطربين لصناعة أغاني مهمَّة فيها محتوى جميل سوف تشاهد ريمونتادا كبيرة، وسوف يعود السوق إلى نقائه”

 

 

– الوجه الجميل ماذا أضاف “لعمار الديك”، وهل يفكِّر في خطوة التمثيل فيما بعد؟

 

“أيُّ مطرب بحاجة لتكامل في شخصيته الفنية حتى ينجح إن كان من حيث الموهبة أو الكاريزما والحضور، لذلك طبعاً كان اهتمامي بالطريقة التي يراني فيها الناس دوراً مهمَّاً بنجاحي، وبالتأكيد أتمنَّى خوض مجال التمثيل ولكن ليس كمغنٍّ ممثل، وإنَّما ممثل مغنٍّ “.

 

من شبابيك نتمنَّى لعمار مسيرةً ناجحةً في كلِّ ما يطمح إليه.

 

إعداد وحوار : جورج درويش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى