فن ومشاهير

“ميشيل نصرالله” حكاية فيروزية والبطل من دمشق

“بديت القصة” من منشورات على صفحة فيس بوك، من مقهى “عالبال” عندما قرر شابّ حسّاس أن يعبّر عن حبّه للشام بالصورة والكلمة، وعن تعاطفه مع العشاق.
أهداهم كلماته ومشاعره وانتظر ما يريدون البوح به، حتى أصبح له صندوق موزاييك في “عالبال” حمل على ظهره اسم “ميشيل نصرالله” و”خواطر عالبال” وبداخله الرسائل المرسلة إليه.

بعد فترة نشر ميشيل “أنا صار لازم ودّعكن” مع صورة لمقهى “عالبال”، فأثار جدلاً انتهى بإعلانه نشر رسالته الأخيرة “خواطر عالبال”، واعداً بالانتقال إلى مكان يشبهه أكثر حيث سيكتب عدداً أكبر من الحكايات.
وفي نهاية عام 2018 نشر صورة للمكان الجديد مرفقاً إياها بكتابة “في شي بدّو يصير” معلناً أن الوعد بدأ يتحقق، ولم يطل الانتظار فمع بداية عام 2019 أصبحت “قهوة عالمفرق” مستعدة للبدء بالعمل التجريبي واستقبال الزوار.

وفي تصريح خاص لمجلة شبابيك قال ميشيل: “لم أكن أفكر بموضوع افتتاح مقهى أو العمل في مجال الإدارة لكن الدور الأكبر كان لصديقي “مطيع أبو منذر” الذي رافقني ودعمني في كل خطوة منذ لحظة ولادة الحلم”، ليكون لي شريكاً في المقهى.
المعجبون يأتون من كل مكان، وخبر افتتاح “قهوة عالمفرق” كان “مالئ الدنيا وشاغل الناس” زارها عدد من الفنانين كأيمن زيدان، عباس النوري، نادين خوري، أوغاريت دندش، هيام الحموي وحسام العاتكي وغيرهم.
غصّ بريد الصفحة برسائل حملت كلّ الحبّ والدعم من رومانيا، الولايات المتحدة الأميركية، كندا، روسيا وهولندا، وأيضاً من بعض المدن السورية.
استطاع ميشيل أن يورّطنا في رحلة تحقيق حلمه، حين ورّط نفسه بقضايانا العاطفية الخاسرة، فانتظرنا نجاحه كما لو أنه يخصّ كلّ منّا.
في حديثه عن “قهوة عالمفرق”، قال: “أحب أن يكون لها مكاناً خاصاً في القلوب، وعمق أكبر من مجرد مقهى جميل يجتمع فيه الأصدقاء والعشاق، فتكون شاهداً على الكثير من القصص ببداياتها ونهاياتها، بلحظاتها الجميلة والحزينة، فهو محفور في تفاصيل القصص”
يذكر أن ميشيل من مواليد دمشق، متزوج وله ابنة اسمها “سما”، حلمه الكبير أن يملك بيتاً دمشقياً قديماً والحلم باقٍ حتى يتحقق، عمل كرئيس تحرير موقع غول، وشارك جوقة الفرح بعملين مسرحيين من تأليفه أولهما بعنوان “بروفا الميلاد” عام 2017، و”درب الخبز” عام 2018 عُرِضا على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون.
وأما عن بدايته في الكتابة صرّح لشبابيك: “بدأت الكتابة في لحظة حزن عميق كان أكبر من قدرتي على الاحتمال، كانت لحظة احتجت فيها للبوح، فبحت كتابةً لأستطيع التعامل مع مشاعري”.

في كل خاطرة أو قصة كان ميشيل يجول بنا في شوارع دمشق القديمة يصف الهواء والأجواء والروائح، يستفزّ مشاعرنا بصور العشاق والحبّ المتطاير في أحياء دمشق القديمة، كتب عن الحبّ والحرب، عن جمال البلاد وقسوة البلاد، كتب عن الهجرة وكم آلمته لحظات الوداع، شدّد على أهمية البقاء في البلد خلال سنوات الحرب مركزاً حينها على كل تفصيل جميل يجعلنا نعشق الشام.
أما في منشوراته الأخيرة فبدأ التركيز يتحول إلى الحدث، مضمناً إياه بعض تلك التفاصيل.
قال لشبابيك: “كنت أجلس في مقهى “عالبال” أشعر بحزن الناس والضيق الذي يعيشون فيه، أردت أن أساعدهم وأفضل ما خطر لي هو أن أتفرغ لأصغي لهم فقط، خاصة أنني كنت أشعر بحاجتي للبوح فلجأت إلى الكتابة، وفكرت بأن هذه الطريقة قد لا تكون متاحة للجميع، فقررت أن أكون لهم القلم والورقة”.
وفي وصف ذلك يقول ميشيل: “بحسّ أحسن مشروع ممكن أعملو، هو محلّ صغير في طاولة صغيرة وكرسيين وركوة قهوة وفنجانين وأغاني فيروز. أقعد أنا على كرسي والزائر على كرسي. وما ساوي شي، غير أني اسمحلو بالحديث والبكاء وأنا صامت.”
ميشيل الكاتب الحساس يفكر اليوم بالدخول في تجربة كتابة درامية حيث قال: “لم أكن أنتظر سبباً معيناً للدخول في هذا المجال لكنني أنا الذي أقيم نفسي، ولدي معايير عالية لذلك آخذ وقتي مطولاً قبل اتخاذ أي خطوة جديدة،  لكنني أشعر أنه قد حان وقت الدخول في هذه التجربة”.
نحن بانتظاره في كل جديد متمنين له التوفيق والنجاح الدائم.

إعداد : ميشلين وهبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة | شركة سيو