“يوسف شمعون” صوت الطرب الحلبي يصدح في أمريكا
“يوسف شمعون” ينتمي لفئة الكبار في الفن، يحاكي الموسيقى ويفهم أصول المغنى الطربي، حمل رسالته الفنية معه من حلب إلى أمريكا وحقق انتشاراً واسعاً بفنه وهو اليوم ضيف مجلة شبابيك في حوار خاص نتعرف من خلاله على جوانب من حياته المهنية ومشاريعه القادمة.
بداية أهلاً وسهلاً بك الفنان “يوسف شمعون” في مجلة “شبابيك” يسعدنا استضافتك للحديث أكثر عن رحلتك الفنية المميزة والتي تحمل طابع الأصالة والتراث العريق ولنبدأ الحديث عن سلسلة الحفلات الطربية التي اقمتها بأمريكا بشكل عام ؟
– أولاً أريد أن أشكر مجلة شبابيك لإعطائي الفرصة بأن أكون مع جمهوري الكريم ومتابعين المجلة، بالنسبة لسلسلة الحفلات الطربية، بدأت الفكرة بأن أقدم برنامج غنائي لايقدم دائماً بالأعراس أو المناسبات الخاصة أو حتى في الحفلات العامة، لأنه عادةً في الأعراس والحفلات نغني برنامج معين، ولكن بالنسبة لي يوجد برنامج مفتقد وهذا البرنامج أعشقه وأحب أن أطور نفسي فيه، فأردت أن أقدم حفلات من هذا النوع فقط وأسميها حفلات طربية “طرب نايت”، والبرنامج ليس مقتصر على القدود والموشحات وإنما طرب بشكل عام، وهذا البرنامج التراثي يحتاج إلى وجود فرق كبيرة وآلات وترية، مما يدعم التواصل والتفاعل مع الموسيقيين، لأن العدد الكبير يتطلب بروفات وينشأ تناغم فيما بيننا، وفعلاً لقد أثبتت البروفات التطور بالنسبة لي وللموسيقيين، وعادةً بأميركا وآوروبا بشكل عام نعمل بفرق صغيرة، وحتى لا أفقد هذا اللون وأن اتعلم وأتعمق فيه ساويت هذه الفكرة، ولكن لم أتوقع أن تلاقي هذه النوعية من السهرات صدى وإعجاب خصوصاً لدى الجيل الجديد، وتم تقديم هذا اللون لمختلف الجنسيات والجاليات العربية، والشيء الذي لفت نظرنا الوصول إلى جمهور غير عربي وإميركي مهتم بالموسيقى، قدمنا هذا البرنامج في جامعات عديدة وأماكن أجنبية معروفة و ولايات عديدة، وكذلك متحف في مدينة نيويورك، ومؤخراً بولاية “واشنطن” العاصمة الأميركية، كان الحفل منظماً من قبل جمعية ADC.
_كم هي مسؤولية كبيرة أن تحمل معك في غربتك تراث مدينة عريقة كحلب إلى بلاد مختلفة كلياً وتبقى محافظاً عليه؟
– الغربة زادت عشقي وحبي لهذا اللون وللتراث والقدود، وحتى الناس في الاغتراب يحبون هذا اللون كثيراً.
_ وإلى الموشحات والأصالة الطربية شاهدنا هذا المشروع الرائع حدثنا عنه وما هي رسالتك للعالم منه؟
– بالنسبة لمشروع الوصلات الطربية، بالبداية كان هدفي محدد أريد أن اتعمق ببعض الموشحات وكانت هذه التجربة بفترة الكورونا، فخطرت لي فكرة التعمق بالموشحات وتقديمهم بطريقة مختلفة، كنت أملك رؤية معينة بأن نقدم وصلة موشحات، فتواصلت مع الفنان “نهاد نجار” الذي أصفه دائماً “شيخ الكار”، فحبذ الفكرة كثيراً وتعب معي بخصوص تنسيق وترتيب الوصلات والمقامات، فكان جزء كبير من المشروع، وأحببت التعامل معه واستفدت كثيراً، وهذه الوصلات لاقت حباً كبيراً، كنت سعيداً جداً بهذه الأصداء، ومن الممكن أن يكون سبب نجاح الفكرة أنه قدمنا وصلة موشحات خلال 5 دقائق، بينما المتعارف عليه كل موشح بحدود 30 دقيقة، مع السلاسة بالانتقال بين الموشحات والإيقاعات وحافظنا على الأصالة فيها، وكذلك السوشيال ميديا ساعدتنا في الانتشار أكثر.
مغرومة فيي. .جديد النجم يوسف شمعون ترقى لمستوى الطربيات الأصيلة
_ كيف كانت تجربة الغناء باللغة السريانية؟
– بالنسبة لتجربتي بالغناء باللغة السريانية، فأنا تعلمت الموسيقى من الكنيسة السريانية، بدايتي كانت مرتل في الكنيسة وتعلمت المقامات من خلال الألحان السريانية، وبالطبع الترتيل ساعدني بثبات الطبقة وقوة الصوت، وخصوصاً في الترتيل لايوجد آلات تصاحب المرتل، فنحاول المحافظة على ثبات الطبقة وطريقة الانتقال بين المقامات واختيار المقام المناسب للنص، أما بالنسبة للابتهال الرمضاني” مني إلى الشهر الفضيل سلام” فأحببت أن أعايد على أصدقائي والموسيقيين وجمهوري الحبيب في شهر رمضان بمعايدة تمثلني وهي جزء منها اللغة السريانية، وأردت في هذا الابتهال أن يكون تأكيداً على رسالة المحبة والعيش المشترك وعلى فكرة قبول الآخر والتسامح والتواصل الإنساني بين الأديان، وهذه المعاني تربينا عليها ونحن بأمس الحاجة لها، ولا أعتقد بأنني أول شخص فعلت هذا، لأنه في حلب ومنذ زمن موجود مثل هذه الأعمال، والأستاذ “نهاد” ساعدني في هذا المشروع، أنا اخترت النص السرياني وعرضته عليه وأحب الفكرة كثيراً، وهو تعب بأن يجد نص عربي يطابقه بحيث يكون في تناغم عند السمع دون الشعور بالانتقال من العربية إلى السريانية ثم العودة إلى العربية، وهذا يدل على براعة الفنان “نهاد”.
_ “مغرومة فيّي” عمل مليء بالاحساس مع الشاعر “نزار فرنسيس” ما هي خصوصية هذا العمل بالنسبة لك؟
– أغنية “مغرومة فيي” هي من كلمات الشاعر “نزار فرنسيس”، وألحان الفنان “نهاد نجار” وبالطبع أوجه لهم التحية عبر مجلتكم الكريمة، هذه التجربة بالنسبة لي إضافة كبيرة إلى سببين الفنان “نهاد نجار” والشاعر “نزار فرنسيس” الذي كنت أتعرف عليه للمرة الأولى وأحببته كثيراً، فهو شخص مرهف وحساس، ولي الشرف بالتعامل معه وهذا إضافة كبيرة على تاريخي.
_في ختام حديثنا معك أستاذ “يوسف شمعون” أخبرنا عن الأغنية الجديدة “أنا وياكي” والأعمال القادمة.
– بالنسبة لأغنية “أنا وياكي” عرضها الصديق الفنان “صلاح الكردي” وأنا ترددت كثيراً، لأنها ليست لوني الغنائي، وبعد فترة من الزمن وجدت نفسي أغنيها دائماً وأدندنها، بعدها اتصلت عليه وسألته إذا الأغنية بعدها موجودة ولكنني متخوف، فأجابني بأن الفنان الذي يؤدي عدة ألوان يكون شيء إيجابي بالنسبة له، فتشاورت مع أساتذتي وأصدقائي والأغلبية شجعني على هذا اللون، وكان بالنسبة لي كغناء أصعب من أن أغني موشح، ولكن أحببتها وتوصلت لقناعة بأن الشيء الذي أحبه أستطيع أن أقدمه لأنه سوف يصل إلى الجمهور ويعجبون به، وأتمنى أن تحب الناس أغنية “مغرومة فيي” وأن يسمعوها عن طريق مجلتكم الكريمة، وفي الختام أتشكركم كثيراً على هذا الحوار الرائع، وإن شاء الله أن نلتقي في بلدنا الحبيب سورية.
إعداد وحوار : رهف عمار
تنسيق : دينا عساف