أسرة ومجتمع

الخجل عند الأطفال، أسبابه وكيفية التخلص منه

 

 

الخجل عند الأطفال حالةٌ انفعاليةٌ تصيب الطفل عند احتكاكه بالآخرين، وتنطوي على شعور بالنقص والعيب، يصاحبها شعورٌ بالقلق وعدم الراحة في مواقف لا تستدعي حدوث ذلك لدى الطفل الطبيعي، ويظهر في صورة أعراض جسمية: كاحمرار الوجه وقطع الأنفاس، وسلوكية: كنقص المهارات الاجتماعية والثقة بالنفس، والالتصاق بالوالدين والاعتماد عليهما في أبسط الأمور، والانسحاب من المواقف الاجتماعية لتجنًُب التعليقات والهرب من أنظار الناس.

 

_ أسباب الخجل عند الأطفال:

– الجينات والبيئة المحيطة:

هناك معتقد أنَّ الطفل يأتي إلى العالم مع ميل بيولوجي إلى الخجل، ويمكن أن يستمرَّ في حالة تواجد أجواء لا تشجِّعه على تغيير هذا.

 

– قلق الانفصال:

يمكن أن يحدث الخجل بشكلٍ مفاجىءٍ بعد أن كان الطفل طبيعيَّاً، وهذا مايسمَّى بقلق الانفصال، تكون مرحلة قلق الانفصال منذ عمر ستة أشهر حتى ثلاث سنوات تقريباً، وعلى الأمِّ في هذه المرحلة أن تحاول مساعدة طفلها في تجاوزها وعدم تركه يعيش في هذه المخاوف التي تحيطه.

 

_ متى يصبح الخجل مشكلةً تحتاج لعلاج؟

إنَّ أيَّ موقفٍ جديدٍ يستدعي الارتباك والخجل عند الأطفال، حتى وإن كانوا يتمتَّعون بثقةٍ عاليةٍ في النَّفس، كما إنَّ جميع الأطفال حتى عمر ثلاث سنوات يشعرون بالقلق إزاء أي إنسان غريب، فالخجل طبيعي حتى عمر ثلاث سنوات، أمَّا إذا استمرَّ أكثر من ذلك فيصبح مشكلةً تحتاج إلى علاج.

وأكثر ما تظهر مشكلة الخجل هي مرحلة المدرسة، فإذا استمرَّت لمرحلةٍ طويلةٍ قد تتفاقم وتحول دون تقدُّم الطفل ونجاحه، وتعيق قدرته على التعلُّم واللعب وعلى بناء علاقات مع الجنس الآخر، وأي اختبار للتقدُّم في الحياة.

 

_ كيف يعالج الخجل؟

– منح الطفل فرصاً لتنمية الثقة بالنفس، كتدريبه على القيام بواجباته بنفسه حسب سنِّه.

– الابتعاد عن مقارنة الطفل بغيره، سواء أكان بالقدرات أم في التحصيل والذكاء.

– تجنُّب وصف الطفل بالخجول، فتكرار هذه الكلمة أمامه يغذِّي شعوره بالخجل.

– مكافأة الطفل في كلِّ مرة ينجح فيها بالاندماج.

– توفير قدر كافٍ من الرعاية والعطف والمحبة.

– عدم دفع الطفل للقيام بأعمال تفوق قدراته ومهاراته.

– العمل على تدريبه لتكوين الصداقات وتعليمه فن المهارات الاجتماعية.

– الثناء على إنجازاته حتى لو كانت قليلة.

– أن يُشجَّع الطفل على الحوار من قبل الوالدين.

– تدريبه على الاسترخاء لتقليل الحساسية من الخجل.

 

فإنَّ مرحلة الطفولة هي الفترة الأهمُّ في حياة الإنسان؛ إذ تصقل فيها شخصيته ويكمن دور الآباء في التعامل السليم مع طفلهم، وتقويم جميع تصرفاته ما يساعده على بناء شخصيةٍ سليمةٍ تساعده على مواجهة مصاعب الحياة.

 

دينا عساف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى