طب وصحة

الدكتور “باسل البودي” يتحدث عن سلبيات وإيجابيات ابتسامة هوليوود، والوصفات المنزلية لتبييض الأسنان لا أساس علمي لها

الدكتور باسل البودي

الإبتسامة الجذابة أول ما يلفت النظر عادةً عندما ننظر إلى الأشخاص؛ إذ تعد الأسنان البيضاء واللثة النظيفة من علامات الجمال والنظافة أيضاً، ولا شك أنه في الآونة الأخيرة ازداد الاهتمام بالأسنان بشكل عام، فاتجه بعض الناس نحو تجميل الفكين، وتبييض الأسنان بالتقنيات الحديثة كالفينير وابتسامة هوليوود.

للحديث أكثر عن طب الأسنان والتعرف على بعض من جوانبه “مجلة شبابيك” في لقاء حصري مع دكتور الأسنان ” باسل البودي”؛ مختصٌّ في تقويم الأسنان والفكين وتجميلهما، وهو عضو الجمعية الفرنسية لتقويم الأسنان وتجميلها، خريج جامعة باريس.

 

_ بداية دكتور باسل أهلا وسهلا بك ضمن مجلة شبابيك، هل لك أن تحدثنا عن الإيجابيات والسلبيات لابتسامة هوليوود الشهيرة والمنتشرة بكثرة حالياً و”الفينير”؟

 

الفينير لا شك الهاجس الأكبر عند غالبية المرضى، لبناء صورةٍ تجميليةٍ واضحةٍ، واستبدال الابتسامة التي تكون بحالةِ غير مقبولة، بابتسامة أفضل وبالطبع له إيجابيات وسلبيات هي كالتالي :

 

الإيجابيات:

. يعطي الفينير صورةً أفضل للأسنان المتلونة فتصبح ذات لونٍ موحدٍ؛ وهو الأبيض الثلجي الناصع.

. في حال وجود فراغات بين الأسنان، الاستطباب ومعالجة هذه الحالة تكون بالفينير قطعاً.

. في حال وجود فجوات أو حتى حشواتٍ غير مكتملة أو متلونة.

. بالإضافة إلى بعض الحالات عندما تكون الأسنان متكسرةً جزئياً، فمن الممكن التعويض عن قشرةٍ خزفيةٍ بواسطة الفينير.

 

أما السلبيات: وهي أكثر من الإيجابيات

. فهو لا يعالج الأسنان التالفة أو المتهدمة بشكلٍ كاملٍ وبخاصةٍ الأسنان الأمامية عند وجود كسر طولي، فالفينير لا يستطيع إنجاز هذه المهمة.

. الأسنان التي تعالج بالفينير تصبح أكثر حساسيةً للبرودة والسخونة فيما بعد، ومريض الفينير يجب أن يقوم بإجراء معين بالنسبة لبعض الأطعمة والمشروبات، والنظافة اليومية باستخدام الخيط والفرشاة الخاصة بالفينير؛ أي يجب التعامل معه بحذر.

. الكلفة الباهظة للفينير، وهي أكبر سلبية، وأيضاً كونه لايعاد، يعالج به مرة واحدة فقط.

. عندما لا يكون هناك تثبيتٌ جيدٌ للفينير يحدث تسربٌ للسوائل الفموية داخل المنطقة أو داخل الإلصاق فيحدث ما لا يمكن للمريض احتماله؛ وهي رائحة الفم الكريهة أو سقوط القشرة عن السن وبالتالي الحاجة إلى إلصاقها مرة أخرى.

_ هل تنصح دكتور “باسل” بالوصفات المنزلية المنتشرة بكثرة حالياً، وما مدى فعاليتها؟

 

بالنسبة إلى الوصفات المنزلية غالباً تكون مجرّبةً من قبل أكثر من مريض، لكن لا يمكن الاعتماد عليها واعتبارها مقبولة علمياً ولا حتى مهنياً؛ لأنها تعتمد على مواد قد تسبب أضراراً على مستوى اللثة ذات النسيج الرقيق وبحاجة عناية خاصة، وحتى على مستوى ميناء الأسنان (السطح الخارجي من بنية السن)، فتسبب سحل أو سحجات بسيطة تصبح مع الزمن نخور أو مصدر للحساسية المفرطة للبارد والساخن، فأنا غير متفقٍ مع الوصفات التي تبنى على طرقٍ غير علميةٍ ومهنيةٍ صحيحيةٍ.

 

_ في أي عمر تنصح باستخدام التقويم للأطفال، وهل أصبحت هناك تقنياتٌ أكثر تطوراً؟

 

يبقى موضوع توقيت المعالجة التقويمية من القضايا الإشكالية دائماً والمحورية في تقويم الأسنان،

عملياً تبدأ مراحل تركيب التقويم بالنسبة إلى الأطفال يكون في مرحلتين، الأولى تتم في مرحلة الأسنان اللبنية المختلطة ويكون هدفها إيقاف أو تصحيح مشكلةٍ واضحةٍ بضررٍ غير ردود.

أما المرحلة الثانية تبدأ في مرحلة الإطلاق الدائم ما بعد 12 أو 13 سنة، ويفضل قبل مرحلة البلوغ ويجب تنبيه الأهل في مرحلة البلوغ النفسية والجسدية للطفل.

 

كما أوصت منظمة الصحة العالمية، والجمعية الأميركية لطب الأسنان بضرورة مراجعة الطفل مع الأهل لطبيب التقويم بعمر 6 سنوات مع بدء ظهور الأسنان الدائمة الأمامية أو الخلفية وذلك لتشخيص الحالة بشكل أفضل في هذا العمر.

 

أما العلاجات التقويمية التي تقدم فهي بالمراحل الأولى أجهزةٌ وظيفيةٌ متحركةٌ قابلةٌ للنزع من قبل الطفل أو الأهل مباشرة.

كما يجب الإشارة إلى موضوعٍ مهمٍ جداً؛ وهو العوامل التي تحث الأهل على مراجعة طبيب تقويم الأسنان، نذكر منها: السقوط المبكّر، تأخّر بزوع الأسنان، عوامل التنفس الفموي أو الشخير الليلي عند الطفل، العادات السيئة التي ترافق هذا الموضوع مثل مصّ الإصبع، أو عضّ الخد ليلاً، تراكب الأسنان أو ازدحامها، بروزٌ واضحٌ في الفكّ العلوي أو السفلي، الفرقعة أو الطقطقة المفصلية، انحراف الفك، هذه العوامل كلها تدل على ضرورة مراجعة طبيب التقويم فوراً.

 

_ هل هناك أمراضٌ معينةٌ تصيب الإنسان يكون سببها الأسنان؟

 

جسد الإنسان وحدةٌ متكاملةٌ فلا يمكن فصل جزءٍ عن جزءِ ولا عد جزءٍ غير مرتبطٍ بجزءٍ آخر.

الأسنان المتضررة المريضة التي لا تعالج تعد أكثر العوامل المنتجة للبكتيريا بشكلٍ يومي في الحفرة النخرية، وبالتالي فهي عاملٌ مهمٌ ومساعدٌ على تطور العديد من الأمراض الجهازية مثل: أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وعدم انتظام نبض القلب الذي يتأثر مباشرةً بمشاكل ضرس العقل وغيرها.

 

فلا يمكن إغفال أي عارضٍ يتعلق بمشاكل الأسنان، وعلاقتها بالأجهزة الأخرى، فهناك كثيرٌ من الدراسات تقول إن الأسنان المنخورة في الفكين تؤثر في الجهاز التناسلي، وتعتبر الأسنان التالفة أو غير المعالجة من أسباب العقم عند الرجل أو المرأة.

هناك أيضاً بعض الدراسات تقول إن وجود النخرات الخراجات لها دورٌ مباشر بالمشاكل التي تظهر على الوجه مثل حبوب الشباب، والمريض يلجأ إلى علاجها عند طبيب الجلدية بينما السبب ذو منشأٍ سنّي.

أيضاً عدم بزوغ الشعر في منطقةٍ معيّنةٍ في منطقة الذقن أو الرأس.

ومن أهم الأعراض وأكثرها شيوعاً الصداع المستمر الذي قد يعود إلى أضراس العقل التي تضغط على المنطقة التي تعصّب الأذن أو العضلات الوجهية والصدرية.

عوامل أخرى ممكن أن تسببها الأسنان المريضة كحدوث السكتات القلبية، وعدم انتظام الدورة الدموية بشكل كامل على مسار القلب، يكون ذلك بسبب وجود خراجاتٍ سنيةِ، أو حفرِ نخريةٍ مليئةٍ بالبكتيريا.

فيجب علاج الأسنان بشكلٍ فوريٍ، وعدم إهمال وجود أي آفةٍ في الفم.

 

 

_ دكتور ما أهم النصائح للعناية باللثة التي توصي بها؟

 

اللثة الصحية تكون ذات لونٍ وردي، خاليةً من الاحمرار، وليست ذات لونٍ قاتمٍ أو داكن، وغير قابلة للنزف عند الضغط عليها.

تلتهب اللثة فيصبح لونها ما بين الأسنان أو الحليمة اللثوية أحمر داكناً، وعند الضغط عليها أو عند تفريش الأسنان يحدث النزف، ويكون النفس ذا رائحةٍ كريهةٍ.

عند حدوث أحد هذه الأعراض يجب مراجعة الطبيب مباشرة لعلاج هذه الآفات.

والأسباب كثيرةٌ ومتنوعة، منها: عدم الالتزام بالتفريش بشكلٍ دوري فينتج عن ذلك تشكّل القلح أو الجير، ترسّبات الجير على سطح السن تؤدي إلى عزل منطقة على سطح السن، وبالتالي الضغط على نسيج اللثة الهش أو الطري وبالتالي عدم ترويةٍ دمويةٍ صحيحةٍ في هذه المنطقة، مسببةً لوناً داكناً، واحمراراً،و الأعراض السابقة كلها.

ويكون الحل بإجراء التقليح أو إزالة الجير، وتنظيف مكان القلح المتشكل، وبالتالي التخلص من البكتريا التي تكون موجودةً، وهي التي تسبب التهيج على طول خط اللثة.

أما التهاب اللثة الناتج عن أمراض معينة فهو بحاجةٍ إلى المتابعة من قبل طبيب الأسنان بشكل دوري.

وتشير بعض الأبحاث إلى أن نوع البكتريا الموجود في المنطقة الالتهابية في النسيج اللثوي يمكن أن يصل إلى مناطق معينة في الجسم محدثةً الأمراض مثل السكتات الدماغية، أو التهاب المفصل الرسوي، وأمراض الشريان التاجي.

 

 

_ كيف يتعامل الدكتور “باسل البودي” مع المريض الذي يعاني من فوبيا طبيب الأسنان المنتشرة بكثرةٍ؟ وما هي الحالات التي تحتاج إلى جراحةٍ؟

 

كلمة جراحةٍوحدها تحدث خوفاً وهلعاً عند المرضى، وحين نلجأ إلى علاج الأسنان تحت تخديرٍ عامٍ كاملٍ في حالاتٍ خاصةٍ كأغلب حالات الأطفال التي يكون فيها الطفل غير متعاونٍ، فنلجأ هنا إلى تخدير الطفل لمدة ثلاث ساعاتٍ؛ لإجراء علاج الأسنان كاملةً بجلسةٍ واحدةِ تحت التخدير العام.

المرضى الذين يعانون من مشاكل خاصةٍ أيضاً يصعب التعامل معهم مثل مرضى متلازمة داون.

ومرضى الفوبيا (الخوف المرضي) فقد يحدث ذلك اضطراباتٍ جسديةً في عيادة طبيب الأسنان على الكرسي، فقد يدفعه الخوف لأفعالٍ غير مسيطرٍ عليها في العيادة

وبالتالي لا يستجيب للطرق العادية، فنلجأ حينها إلى التخدير العام.

طبيب الأسنان يقدِّر الحالة التي تحتاج إلى جراحةٍ، وغالباً ما تكون الحالات التجميلية التي يحدث فيها إجراء تطويلٍ للفك أو تقصيرِ له، أو استئصال بعض الأورام التي تحدث نتيجة آفاتٍ معينةٍ يحدث فيها اقتطاع جزءٍ من عظم الفك وغيرها.

الحالات التي تحتاج فعلاً إلى تخدير عام كالأمراض المرافقة، ففي بعضها لا يمكن للتخدير الموضعي أن يؤدي الغرض من ذلك.

 

 

_ دكتور في ظل الظروف الوبائية حالياً، ما أهمية تعقيم الأدوات، وبماذا تنصح المرضى قبل الدخول إلى العيادة؟

 

أولاً يجب التأكد من قبل المريض أن العيادة السنية معقمة بشكلٍ كامل، ويتم فيها مراعاة الطرق الصحيحة لتعقيم الأدوات؛ كي لا يصاب المريض بعدوى ما.

التعقيم مهمٌ جداً وبخاصةٍ بعد حدوث طفراتٍ منوعةٍ من الجراثيم التي لا يمكن القضاء عليها بسهولةٍ، والتي تسبب آفاتٍ، أو حتى تتطور إلى أمراضٍ تصعب السيطرة عليها.

 

طرق التعقيم التي استخدمها في العيادة لضمان سلامة المرضى سألخصها لكم بما يلي :

 

استخدام الحرارة الجافة وهي الطريقة المعتادة والمطبقة في أغلب العيادات.

وهناك أيضاً طريقة الحرارة الرطبة؛ أي استخدام الماء؛ إذ نعلم أن الميكروب له جدارٌ خلوي، وعندما ترتفع درجة الحرارة ينفجر هذا الجدار وتتلاشى الفيروسات أو الجراثيم.

الأدوات الصغيرة التي يستخدمها الطبيب كالتي تستخدم لاستئصال العصب، يتم تنظيفها بواسطة فرشاة معدنية ثم توضع ضمن محاليلَ خاصةٍ، هذه الأدوات لا يتم تعقيمها بالحرارة الجافة أو بأية طرق أخرى. هذه الأسالبيب أصبحت قديمةً فيجب تعقيمها بالحرارة الرطبة.

أيضاً السطوح التي تكون على تماس مباشر مع الطبيب والمريض كالكرسي، ومكان وضع اليد أو الرأس يجب مسحها بسائلٍ معقم.

تعقيم العيادة والأيدي قبل دخول المرضى صباحاً، أو في الفترة المسائية أيضاً بجهاز الإرذاذ الذي يوضع فيه نوعٌ من المحاليل الوقائية التي تحمي الهواء الموجود في العيادة من بعض الجراثيم والفيروسات وخاصة المطورة حالياً مثل COVID-19.

المصدر : ويكبيديا

إعداد وحوار : رهف عمار

تنسيق : ميشلين وهبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى