لمع اسم “عسل شامية” فكان تمرُّداً على الواقع، وخروجاً عن المألوف، ورفضاً صريحاً للنًَمطية في معظم الأسئلة التي وجّهت إلى رانيا شامية في مقابلاتٍ سابقة من مثيل ما هو سبب اختيارك لمهنة تخصًُ الرجال عادة؟
دون الانتباه إلى أنَّ هذا التَّخصيص جاء بتأثير عادات المجتمع وتقاليده التي لم تشكل يوماً حاجزاً حقيقياً عند الأنثى الطموحة، فجاء خيار شامية معزّزاً وداعماً لتمكين المرأة وتخلّصها من قيود وهمية فرضها المجتمع.
وفي حوارٍ خاصٍّ لمجلة شبابيك مع “رانيا شامية” حدَّثتنا عن النّقاط التالية:
1. التَّحديات التي تواجهينها كالتَّسويق والتَّوصيل؟
في بداية العمل كان التَّسويق وما زال عبر صفحات التَّواصل الاجتماعي ونشر مقاطع فيديو وصور للعمل داخل المنحلة بهدف تحديد المصداقيَّة، وكسب الثِّقة من الزَّبائن؛ إذ كان يتمُّ التَّواصل مع الزَّبائن “أون لاين” وتحديد موعد وتوصيل المنتجات عبر البسكليت فكان الأمر في البداية غريباً وجديداً على النَّاس، ولكن ما يهمُّني في الموضوع أنَّ محور تفكيري هو بداعي العمل فقط في ظلِّ ظروف صعبة كأزمة المواصلات لذلك كانت فكرة التَّسويق عبر صفحات التَّواصل الاجتماعي الوسيلةَ الأنسب، والآن أصبحت أشارك بمعارض وبازارات لبيع المنتجات وتسويقها مع خدمة التَّوصيل كما في السَّابق.
2. هل أثَّرت دراسة مادة النَّحل في كلية الهندسة الزراعيَّة على اتِّخاذك القرار لبدء هذا العمل؟
اختصاصي في كلية الهندسة الزراعيَّة لا علاقة له في موضوع تربية النَّحل فاختصاصي هو اقتصادٌ زراعيٌّ يتعلَّق بدراسة أيَّة جدوى لأيِّ مشروعٍ زراعيٍّ ولا يوجد مادة نحل في اختصاصي ولكنَّ بحثي يتحدَّث عن موضوعٍ له علاقة بدراسة الزِّراعة بشكل عام الأمر الذي دفعني لتَّعلُّم هذه المهنة نظريَّاً وعمليَّاً لوحدي.
3. مَنْ دعم رانيا شامية أولاً؟
أمِّي كانتِ الدَّاعمة الأولى لأيِّ عمل أقوم به، وخاصَّة بما يتعلَّق بمجال دراستي، فكانت داعمةً ومشجِّعةً.
4. هل أنت صاحبة الفكرة؟ أو أنَّ أحد المعارف اقترحها؟
أحد الأقارب والأصدقاء اقترح عليّ مساعدته في هذا العمل وتعلَّمت منه، ووسَّعت معارفي عن طريق معلومات اليوتيوب حول هذه المهنة والآن هي شغف بالنِّسبة إليَّ.
5. على ماذا يتغذَّى النَّحل؟ بمعنى آخر ما هي أنواع العسل التي تنتجينها؟
الآن أملك منحلةً خاصَّةً، ولدي مشروعي الخاص؛ إذ قمت بزراعة زهرة البردقوش التي يتغذَّى عليها النَّحل، وهي زهرة طبيَّة علاجيَّة لمرض التَّكيُّس على المبايض عند السِّيدات، وزرعت زهرة اللَّافندر التي تنشِّط الخلايا الدِّماغيَّة خاصة عند فئة ذوي الاحتياجات الخاصَّة، ويوجد قرب المنحلة أزهار القبَّار واليانسون وإكليل الجبل والنَّعنع والزَّعتر البرِّي وأشجار الكينا والأشواك وغيرها من الأزهار والأشجار كون المنطقة زراعيَّة ريفيَّة؛ إذ أنتج العسل الجبلي والشَّوكيات واليانسون وجبلي جردي وسأقوم بنقل الخلايا بحسب مواسم الإزهار مثل حبَّة البركة.
6. النَّحل باتجاه الانقراض، كما رأينا في حملة أنجلينا جولي مع BBC، ألا تشعرين ببعض التَّميُّز والبطولة في عملك مع النَّحل والتَّعامل معه كعملة نادرة؟
المشروع بحدِّ ذاته مميَّزٌ أرى نفسي كالنَّحلة التي تعمل في اللَّيل وفي النَّهار والتي تنتج دائماً وتتعاون مع الأشخاص لتطوِّر وتحسِّن كلَّ ما حولها، وفي مجال تربية النَّحل وجدت الكثير من التَّميُّز والمتعة والأهميَّة، ولو كان دوري بسيطاً في الحفاظ على هذه الثَّروة.
7. المشروع الخاص والاستقلال الاقتصادي كم غيَّر من شخصيتك؟ وكم أثَّر على صحَّتك النَّفسيَّة؟
بعد أن جرَّبتُ العمل في عدَّة وظائف سواء أكان خاصَّاً أو عامَّاً لم ألمس ذاتي وشخصيتي، لكن حصل ذلك بالعمل المستقل الذي حقَّق لي مورداً مادِّيَّاً أستحقُّه مقابل تعبي وعملي لأجله.
“عليا عبدالله” تصنع مجسمات بالمعجون تلامس القلوب والذكريات
8. هل التَّعامل مع ذوي الاحتياجات هو عملٌ تطوعيٌّ ومبادرةٌ إنسانيَّةٌ من قِبَلِك؟ ولمن تنتمي هذه المجموعة؟
العمل مع ذوي الاحتياجات الخاصَّة هو عملٌ تطوعيٌّ، وهي مبادرةٌ فرديَّةٌ خاصَّةٌ بي.
نحن لا ننتمي إلَّا لأنفسنا ولستُ تابعةً لأيِّ جهةٍ خاصَّةٍ أو حكوميَّةٍ، وأفضِّل أن أكون لوحدي، أرى في هذا الفريق العائلة والصَّداقة ولا أريد أن نكون كجهة معينة لأحد.
9. ما أهميَّة الرَّقص الرِّياضي بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصَّة، وخاصَّة أن بعضهم يكون ذا شهية كبيرة للطَّعام قد تسبِّب له السِّمنة المفرطة؟
فكرة الرَّقص الرِّياضي والرِّياضة بحدِّ ذاتها مهمَّة لهم من أجل تفريغ الطَّاقة السَّلبيَّة والاندماج مع بعضهم ومع المجتمع، وهم يحبُّون الموسيقا والرَّقص فما بالك أن تصبح كمهنة لهم وهذا ما أسعى إليه، وأطلب دائماً من أهالي الفريق أن يلتزم أولادهم بحمية غذائيًّة ولديهم الإرادة بكلِّ تأكيد، فلديَّ صبية في الفريق قد أنقصت من وزنها 5 كغ، فهم يستطيعون السَّيطرة على الشَّهية يحتاجون إلى تشجيع ودعم فقط، مثلهم مثلنا.
10. حدِّثينا عن خططك المستقبليَّة؟
الآن أجهِّز الفريق لعروض مسرحيَّة أكبر من السَّابق ليس فقط رقص بل تقليد وغناء وعزف.
وأسعى لدخول الفريق في سوق العمل سنبدأ قريباً بتدريب الفريق على مهنة التَّصوير وقمتُ بالسَّابق بمشاركة الفريق في سوق رمضان الخيري للعمل كموظفين بالتَّعاون مع عدَّة شركات، وأيضاً بدأت من نفسي، والآن أدرِّب فتاة اسمها أليسار من متلازمة دوان على مهنة تربية النَّحل، وكانت متحمِّسةً ولم تخفْ من النَّحل وهذا العمل سيحقِّق لهم دمجاً مجتمعيَّاً وعائداً مادِّيَّاً ليعتمدوا على أنفسهم.
شبابيك _ ميشلين وهبي
