سياحة و سفر

قرية سحرية لا تعرف المطر أبداً، وتصدِّر أجود أنواع البنّ 

 

قرية سحرية “الحطيب” الساحرة في اليمن، وتسمَّى أيضاً “المكارمة” ولشدّة جمالها يطلق عليها اسم “درّة اليمن”، تتربَّع على سفح جبلي شاهق لدرجة أنَّ السحب تمرُّ والأمطار تهطل من تحتها، وهي القرية الوحيدة في العالم التي لا تمطر عليها السماء أبداً كونها تتواجد في أقرب نقطة للسماء، فأهل القرية لا يستطيعون أن يروا ما يحدث فوق الأرض فمدى رؤيتهم هو السحاب والشمس.

جمال القرية الساحر:

عندما ترى صور القرية للمرة الأولى تظنُّ أنَّها من أفلام ديزني الخيالية، لكنَّها حقيقية لقرية “الحطيب” الساحرة في أحضان السحاب، يحيط بها الاخضرار فتبدو كلوحةٍ ساحرةٍ، وترى من قمم جبالها لوحات ربَّانية غاية في الجمال، وموقعها في أعالي جبال شاهقة جعلها تتفرّد بمناظر طبيعيَّة كأنَّها لوحاتٌ جماليةٌ غاية في الإبداع.

وغالباً ما يبهر الناظر منظر ضباب يزحف ببطء ليُعانق تلك القرية المعلَّقة على سفوح الجبال، حتى تتحوَّل إلى تحفة فنيَّة نادرة.

مناخ القرية لا يتناسب وارتفاعها:

وعلى الرغم من أنَّ ارتفاع قرية الحطيب، يصل إلى 3200 م عن سطح البحر، إلَّا أنَّ مناخها معتدل ويميل إلى الدفء، ففي فصل الشتاء يكون جوها بارداً جداً في الصباح الباكر، ولكن سُرعان ما يجعل شروق الشمس جوها دافئاً جميلاً وممتعاً.

موقع القرية السحرية:

تقع قرية “الحطيب” التي بنيت وفقاً لمراجع تاريخيَّة عام 439-459هـ شرقي منطقة حراز التابعة لمديرية مناخة (90 كيلومتراً غرب صنعاء)، ويبلغ عدد سكانها 440 نسمة، وتتميَّز بأنَّها منطقةٌ جبليةٌ تتكوَّن من عدَّة قرى، وتُحيط بها أسوار عالية تشبه القِلاع.

وبحسب روايات تاريخيَّة، فقد كانت يوماً ما معقلاً لآل الصلحي الذين بنوها في القرن الحادي عشر الميلادي بهدف حماية أنفسهم من هجمات العدو.

 

أهم ما يميِّز القرية تاريخياً:

عُرفت قرية “الحطيب” منذ القدم بإنتاج أجود أنواع البن اليمني؛ إذ تُزرع أشجار البُن في وديانها، وتسقى من أنهارها، ورغم قلّة عدد سكّأنها إلّا أنّهم يصدِّرون إلى العالم أجود أنواع البنّ اليمني.

وهي تجمع ما بين الطابع المعماري القديم والحديث وما بين الريف والحضر، وهذا يضيف على جمالها جمالاً.

سكان القرية السحرية:

يسكن قرية “الحطيب” التي تجمع بين الطابع المعماري القديم والحديث وسمات الريف والحضر طائفة البهرة أو “المكارمة” كما يُطلق عليهم في المجتمع اليمني، ولهم لباس مميز؛ إذ ترتدي النساء زيَّاً من قطعتين مع خمار ملوَّن وتغطِّي المتزوِّجات وجوههنَّ بينما لا يسمح للفتيات بذلك، ولا يسمح بارتداء اللون الأسود نهائياً، أمَّا الرجال فيرتدون دائماً طواقي بيضاء مزركشة.

والبهرة: هم طائفة إسماعيلية (مسلمة)، يتزعَّمها محمد برهان الدين الذي يعيش في مومباي، ويزور القرية كلَّ 3 سنوات، ويوجد مزار وقبة حاتم محيي الدين التاريخي الذي يتوافد عشرات الآلاف من أتباع البهرة كلّ عام لزيارته، وتعني كلمة البهرة في اللغة الهندية (التاجر) وذلك لاشتغالهم بالتجارة عن غيرها من المهن.

السياحة في القرية السحرية تخضع لشروط:

رغم أنَّ القرية تعتبر موقعاً سياحياً ويوجد فيها فندقان لكن المبيت ممنوع فيهما، لأنَّ أهل القرية لا يحبِّذون وجود الغرباء بينهم، كما يوجد فيها أيضاً خمسة مساجد ولا يسمح لغير البهرة بالصلاة هناك، وتحتوي على مقام إبراهيم بن حاتم الحمداني وهو مَنْ أسَّس مكاناً لهم في قرية الحطيب، وأقام له أهل القرية مقاماً بعد وفاته وبنوا له مسجداً وأصبح مزاراً عالمياً يزوره أبناء طائفة البهرة على مدار العام.

وبالتالي ليس من الغريب أن تكون هذه المدينة من أهمِّ المعالم السياحيَّة والأثريَّة في اليمن، وأضيفت هذه القرية إلى قائمة (اليونسكو) للتراث العالمي عام 2002م كموقع له قيمة عالمية استثنائية.

 

شبابيك _ ميشلين وهبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى