للنجاحِ في الدّراما حكايةٌ مختلفة يحيكها كلٌّ من موقعه وقدراته ومدى اجتهاده في أي دوّر مهما عظُمت مساحتهُ أو تقلّصت ، إذ ثمّةَ علاقةٌ تشعرك بأن الإنجاز في هذا الميدان يحصّن صانعه بقوة ، ليعطي أفضل ما لديه ، وهذه خلاصة النجاح الذي يخطّه رامز الأسود في أولاد بديعة.
ومن الواضح أن أسود امتلك مفاتيح شخصيته “الوفا الشامي” الذي أتقنها بقدرةٍ وأداءٍ رفيع فيه جرعةٌ كبيرة من التمثيل والغناء في آن معاً ، بالإضافة إلى اللهجة التي يتحدث بها والتي اكسبته سلاسةً كبيرة في التعاطي مع الشخصية وانفعالها حيناً والهدوء الذي تبديه حيناً أخرى.
فمع تتابع الشخصية وتكشّف دورها وتأثيرها على سياق الأحداث ، ينجح رامز الأسود في توجيه الضوء عليه عبر خفّة الحضور و بساطة المستوى بمعانيها الإيجابية والتي كانت سبباً مهماً في إعجابٍ كبير حصده الأسود بدورٍ يبدو متواضعاً مقارنةً بأدوار أخرى في العمل عينه ، والذي يلقى نجاحاً فريداً لم يكن الأسود بمنأى أو ابتعادٍ عنه بشكل أو بآخر.
“تلت متاليكي احتار الشامي شو يعمل فيكي” جملةٌ كان لها وقعها عند الجمهور بشكل كبير حيث لاقى مشهد أداءها تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي والتي قدّمها الأسود في قالب كوميدي مع يامن الحجلي ووسام رضا ، حيث كانت هذه الأغنية بمثابة مؤشرٍ مهم لما يمتلكه الأسود من إمكاناتٍ لابدَّ من استثمارها بشكلها الصحيح كما فعلت مخرجة العمل رشا شربتجي.
وشخصية الوفا الشامي تحاول الخروج عن عباءة “أبو الوفا” الذي لعبها القدير تيسير أدريس ، حيث يبدأ الوفا مشواره في الفنّ الشعبي من دبي الإماراتية حتى يُطرد ويعود أدراجه لإكمال ما بدأه ضمن سلسلة تحدياتٍ ومشاكل عديدة تحول دون تركيزه في الفنّ الذي يزمع إنشاده ضمن نطاق المطاعم و المقاهي على وجه التحديد.
ورغم أن الأسود لم يلقَ نصيباً وفيراً من العمل الدّرامي على مدار أعوام طويلة ، إلا أن للدور المذكور مساهمةٌ واضحة في إعادة الأسود نحو الشاشة التي غاب عنها وجمهورها لفتراتٍ محددة ، إذ يعود الأسود ليؤدي و ليخرج ما فيه من طاقةٍ طال انتظارها ، حيث بات شائعاً أن محبة الجمهور وتقديرهم لعمله دليلٌ دامغٌ لكونه فنّانٌ شامل يستحق النجاح لجهة أنه مكسبٌ فنيّ لا ورقةً خاسرة في أي عمل.
علي المحمود – مجلة شبابيك
