فن ومشاهير

الإعلام أضاف لي ولم يسرق مني وحياتنا رسالة نحن في محطة منها “عبد الحميد حاج علي” _ لقاء خاص

الإعلام هدف وشغف
أحد الوجوه السورية الشابَّة صنع بصمًة خاصًة في. مجال الإعلام على الرغم من تخصُّصه في مجال. الحقوق، لمع نجمه في البداية من خلال. تقديمه النشرات الإخبارية الاقتصادية على قناة “المنبر الاقتصادية”.
ليحقِّق فيما بعد حضورًا لافتًا على قناة “لنا. بلاس” بتقديمه برنامج
“ساعة من دمشق”.
واليوم نشهد له حضورًا مميَّزًا. من خلال برنامج “عالمكم” على شاشة قناة “العالم. سورية” الذي يعكس تفاعل الناس مع الأحداث التي تدور. حولها وهو مرآة هذا التفاعل. الإعلامي “عبد الحميد حاج علي”. في حوار خاصٍّ لمجلَّة “شبابيك” كشف من. خلاله أبرز محطَّاته المهنية وما هي، أفكاره المستقبلية في هذا المجال. “مروة عودة” الانتقادات طالت المذيعات السوريات كثيراً، وتكسي رمضان جعلني أقرب إلى المشاهدين وهذا السر اكشفه لكم حصرياً !

_نُرحِّب بك في مجلَّة “شبابيك”. بدايةً حدّثنا على أبرز محطَّاتك المهنية؟
«شكرا لمجلَّة “شبابيك”. لإتاحة الفرصة لي بالتواصل عبر أحد. شبابيكها مع قرّائها ومتابعيها الأعزاء.
طبعًا أنا أعتبر أن مسيرتي المهنية لا زالت في بدايتها. ولا زال أمامي الكثير لتحقيقه.
المحطَّة الأولى:
بدأت بدراسة الحقوق بالجامعة. وتابعت بعدها تحصيلي العلمي في دراسة الماجستير. بالقانون العام وأخيراً دكتوراه بالقانون العام أيضاً.
حاولت تطوير نفسي بالعمل في مجال الإعلام. كمذيع ومقدِّم برامج، بداية كان مشواري في قناة “المنبر”. الاقتصادية، والتي كنت فيها مقدِّم نشرات اقتصادية. ومن ثم عملت في قناة “لنا” كمقدِّم نشرات سياسية. بالاضافة إلى تقديم برنامج “ساعة من دمشق”. وحاليا أقدّم برنامج “عالمكم” على قناة “العالم سورية”».

_ساعةٌ من دمشق برنامج مميَّز. ماذا أضاف لك هذا البرنامج؟
«برنامج “ساعة من دمشق”، برنامج مميَّز ومتنوِّع. ويتناول جميع القضايا الاقتصادية والاجتماعية والفنّية في سورية.
هذا البرنامج عزَّز الثقة في نفسي. وأعطاني فسحًة أوسع من الأمل. وعزَّز إرادتي في عملي وتطوير ذاتي. وساهم أيضاً بتنمية مهاراتي».


_انتقلت إلى العمل من قناة “لنا” إلى قناة “العالم”. ماهي التجربة الأقرب لشخصيتك وأهدافك في الإعلام؟
«التجربة في تلفزيون “لنا” عزَّزت في نفسي الثقة. والأمل في المستقبل.
العمل في قناة “العالم سورية” أضاف الكثير أيضاً. إلى تجربتي السابقة وساهم بتنمية موهبتي وصقل قدراتي.، والإعلام هو مجال واسع لا يقف عند حدٍّ معيَّن. فمهما حقَّق الإنسان من نجاح يبقى. أمامه المجال واسع ومفتوح ونحن في بداية الطريق.، وحياتنا رسالة ونحن في محطَّة منها».

_نعيش في فضاء إعلامي واسع في عصر العولمة. كيف أثرّت وسائل التواصل الاجتماعي على عمل الإعلام؟
«أوَّلاً وسائل التواصل الاجتماعي  في جانب كبير منها. هي وسائط إعلامية.  لذلك يمكن السؤال الأدق هو:
كيف أثَّرت وسائل التواصل الاجتماعي على وسائل ووسائط. الإعلام التقليدية؟. والجواب إنّها كسرت هيمنتها، وانتزعت الكثير من نفوذها واحتكارها.، لكنها لم تستطع إلغاءها أو الحلول مكانها نهائياً.
وسائل التواصل أخرجت العمل الإعلامي من حصرية الحكومات.، وأصحاب رؤوس الأموال الكبيرة، وجعلته في متناول الأفراد العاديين. وهو ما يسمِّيه الدارسون لهذه الظاهرة بدمقرطة وسائط الإعلام.
لكن ذلك لم يأتِ بلا  ثمن، فقد ترافق مع فوضى  عارمة. وغياب للمعايير المهنية وأيضاً غياب المسؤولية تجاه المتلقي.  وبرأيي لا أحد يمتلك صورًة واضحّة ونهائيًة عمَّا. سيؤول إليه العمل الإعلامي وصيغة العلاقة بين وسائل التواصل. ووسائط الإعلام التقليدية. والأهمُّ عمَّا إذا كان الجانب الإعلامي من وسائل التواصل. سينتظم على سويَّة معيَّنة أم سيستمر بالتدحرج. إلى المزيد من الفوضى».

_مع وجود منافسة كبيرة بين الإعلاميين. من استطاع أن يقدِّم الإعلام بصورة صحيحة؟
«الذي يقدِّم الإعلام بصورة صحيحة هو من ينقل. صورة الواقع على حقيقته بصدق وصراحة وشفافية.
الإعلام الذي يرتكز على قيم إنسانية حقيقية.
وللأسف هذا غير موجود، و إذا وجد فهو قليل. نظراً للفساد العالمي وسيطرة قوىً رأسمالية أجنبية. بحكم المال على الإعلام بغالبيته العظمى. والإعلام الصادق يعاني من ضغوطات عالميه عليه».

_ماالدافع لاختيارك العمل في المجال الإعلامي. على الرغم لدراستك الدراسات العليا في القانون؟
«لا شكَّ أنَّ كلَّ أنسان يعيش حياته.، يؤدِّي من خلالها رسالًة ما، يترك من خلالها أثرًا. وأنا أمتلك الإرادة ولدي العزيمة.، وعندما يمتلك الإنسان الإرادة ولديه العزيمة. والتصميم فلا يوجد شيء مستحيل.
وخاصَّة إنَّ الإعلام هو مجال واسع. يتمُّ من خلاله التعرُّف على الواقع. في العالم بشكل أوسع فهو يساهم. بدعم القانون، والقانون أيضّا يساهم بدعم الإعلام والاثنان معاً. يساهمان في بناء الفرد المتوازن في المجتمع».

_برأيك لماذا إلى اليوم التلفزيونات الرسمية تعاني من القيود؟
«السؤال عن الإعلام الرسمي:
الجواب عن السؤال واضح ومعروف حتى عند المسؤولين. ولا داعي للتكرار. لكن الإجابة عنه في ظلِّ ما تواجهه بلادنا. من أوضاع سياسية وأمنية معقَّدة وحصار اقتصادي. يصبح أيضًا أكثر تعقيدًا.
أعتقد أنَّه مع زوال الأخطار الوجودية والضغوط الكبيرة. التي تواجهها أوطاننا، يمكن البحث واقعيًا. في كيفية تقديم تجارب ناجحة. ومؤثِّرة للمؤسَّسات الإعلامية المموَّلة حكوميًا».

_ما هو التحدِّي الأكبر الذي يواجه التلفزيون اليوم
سواء أكان عامَّاً أم خاصَّاً؟
«التحدِّي الأكبر الذي يواجهه التلفزيون اليوم.
أحيلكم على السؤال السابق والجواب باختصار. هو الإعلام الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي.
وبشيء من التفصيل: القنوات التلفزيونية التي تقدِّم. محتوىً ترفيهي لا زالت تحافظ على حضورها وتفوقها، ولا أعتقد أنَّ بوسع وسائل التواصل. منافستها في المدى المنظور.
لكن القنوات الإخبارية المتخصِّصة تعاني من منافسة شديدة. مع الإعلام الإلكتروني ووسائل التواصل.
فعلى سبيل المثال في مجال نقل الحدث لربَّما. تكون غروبات الواتساب أكثر تفوُّقًا وسرعًة وانتشارًا. من القنوات التلفزيونية ووكالات الأنباء.
أمَّا في مجال الرأي ونقل صورة الواقع. كما هو  فلا شكَّ أنَّ وسائل التواصل. هي مرآة أكثر صدقًا في التعبير. عن هذا الواقع رغم بشاعته.
أمَّا الإعلام الرياضي فسيبقى التفوق فيه. للتلفزيون ولفترة طويلة».

_اليوم ومع التطور الهائل في وسائل الإعلام. لكن مازال الإعلام يعاني من نقص. ماذا ينقص الإعلام برأيك؟

«التقدُّم التقني الهائل الذي شهدته نقل الصورة التلفزيونية. عبر الأقمار الصناعية في نهايات. القرن الماضي ترافق مع طفرة هائلة. وغير مبررة منطقيًا برأيي. في عدد القنوات الفضائية والتي بلغت الآلاف. نتج عن ذلك صورًة سيريالية للمشهد الإعلامي العربي:
قنوات متقدِّمة جداً وذات إمكانيات مالية. ضخمة وبكوادر إعلامية مخضرمة. جنبًا إلى جنب في الفضاء التلفزيوني. مع المئات من القنوات التجارية ذات المستوى التقني. الضعيف والمحتوى التافه الذي يقدِّمه هواة متطفِّلون على الاعلام.
ولربَّما في المستقبل سيتهاوى الإعلام. التلفزيوني المبتذل من تلقاء نفسه».

_ماهي نوعية البرامج الأقرب إلى شخصيتك. وهل من الممكن أن نراك في مجال تقديم. النشرات الإخبارية؟

«حاليًا البرامج الأقرب إلى شخصيتي. هي التي أقدِّمها في برنامج “عالمكم”. على قناة “العالم سورية”. لأنَّه برنامج ينبض بالقصص والتجارب الإنسانية. ولأنَّه يعكس تفاعل الناس كلّ الناس مع ما. يدور حولها من أحداث وفي كافة المجالات. والبرنامج هو مرآة لهذه التفاعلات، وما يدهشي كيف. أنَّها تعكس النفس البشرية بكافَّة عواطفها. المتناقضة من غضب وتمرُّد وثورة وأيضاً من حسد و تنمُّر وتجريح. وفي المقابل من حبٍّ ودعم وإيمان. ولهذا أجد نفسي أقرب إلى المشاهد. ولربَّما المشاهد أقرب لي.
أمَّا بالنسبة لتقديم الاخبار، فعلى الرغم. من امتلاكي للمؤهِّلات الأساسية لتقديمها. بكل تواضع بالطبع. لكن نشرات الأخبار التلفزيونية تتراجع. أهمِّيتها بالنسبة لأنواع وأنماط. أخرى حديثة من الإعلام التلفزيوني. ومع ذلك لا أجد مانعًا من حيث المبدأ. إذا توافرت الشروط الملائمة أن أقدِّم الأخبار».

_ماهي أفكارك المستقبلية في هذا المجال؟
«هي أقرب للهواجس منها للأفكار. كوننا نعيش في. مرحلة إعلامية مضطَّربة إذا صحَّ التعبير.  وهي برسم جيل الشباب الطامح لإيجاد. مكان له في عالم الإعلام.
إلى أي مدى سيتمكَّن التلفزيون من الصمود. أمام موجة الإعلام الالكتروني ووسائل التواصل.؟ وهل سيبقى هذا القطَّاع قادرًا. على توفير آلاف الوظائف التي يقدِّمها حاليًا.؟
وإلى أي مدىً ستبقى وسائل الإعلام.  صامدًة أمام الأزمات المالية. التي تضرب العالم برمَّته؟  
وهل يُعتبَر الإعلام التلفزيوني، في الحاضر والمستقبل. مجالًا يمكن للشابِّ أن يجد فيه مسارًا مهنيًا. ووظيفياً مستقرًا.
وهذا غيض من فيض الهواجس. المتعلِّقة بمستقبل العمل التلفزيوني عمومًا».

_ماهو الخطُّ الأحمر الذي لا تسمح. لأحد تجاوزه في مجال عملك؟
«الخطُّ الأحمر:
هو القيم الأخلاقية التي أمتلكها والتي تمثُّلني. شخصيتي، فكري، وإرادتي والتي تشكِّل في النهاية هويتي».

_ماذا سرق الإعلام من “عبد الحميد”؟
«الإعلام أضاف لي ولم يسرق منِّي أضاف. لي أشياًء كثيرًة وساهم في فتح آفاق واسعة. أمامي تساعدني في تأدية دوري في الحياة. بشكل أفضل وأجمل، فالإنسان مهما بلغ من نجاحات. يبقى المجال أمامه مفتوحًا لنجاحات أخرى».

_كيف ترى واقع الإعلام العربي خاصَّة أن هناك. وسائل إعلام تتَّبع سياسة التحريض والتضليل الإعلامي؟
«الواقع العربي نفسه يعبِّر عن واقعه الإعلامي. والذي يصوِّر حالة الخلافات والانقسامات. والتشرذم في الصفِّ العربي».

_كلمتك الأخيرة عبر مجلَّة “شبابيك”. إلى المتطفِّلين على المجال الإعلامي؟
«إن كان من كلمة أوجِّهها فهي للوسائل الإعلامية. أن تتشدِّد أكثر في معاييرها بانتقاء العاملين لديها. فالمتطفِّل على العمل الإعلامي سيتراجع تلقائيًا. إن لم يجد مكانًا له في المؤسَّسات الإعلامية. لكنَّ المشكلة الحقيقية بالفعل، والتي أشرت إليها سابقًا. هي في المؤسَّسات المتطفِّلة على العمل الإعلامي. وليس الأفراد المتطفِّلين.
على أمل أن يكون المشهد الإعلامي. العربي أكثر إشراقًا في المستقبل.

إعداد وحوار : زينت قاسم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة | شركة سيو