منوعات

الابتزاز الإلكتروني جريمة يعاقب عليها القانون، وهذه النصائح هامة للجميع

الابتزاز الإلكتروني

منذ أن أصبحتِ العولمة المتحكم الأكبر في العالم أصبح الناس يتواجدون على المنصَّات الإلكترونيَّة في معظم الأوقات، الأمر الذي انعكس سلباً وأدَّى إلى خلق ظاهرة  “الابتزاز  الإلكتروني” فاستخدام المنصَّات الإلكترونية دون وجود سوية من الوعي ساهم في ازدياد حالات الابتزاز التي لم تقتصر فقط في الحصول على المال بل وصلت إلى استغلال البنات للتضحية بأجسادهنّ خشية الخوف ليس فقط من الأهل وإنَّما أيضاً من نظرة المجتمع، وهذا المجتمع ورغم تقدُّمه لايزال يرى أنَّ الرَّجل لايعيبه شيئاً والفتاة يعيبها أدنى تصرُّف تقوم به.

استخدام وسائل التَّواصل الاجتماعي لاينحصر في عمر معيَّن وإنَّما يستخدمها النَّاس جميعهم ومن الفئات والأعمار كلِّها، وهنا تكمن الكارثة في عدم وجود وعي لدى مستخدمي الانترنت وفي مدى قدرة عمليات القرصنة إسقاط الضحية في شبكة القراصنة الإلكترونيين وعالم الابتزاز.

إنَّ عملية الابتزاز الإلكتروني ذات تأثير كبير فكلَّما ازدادت قدرة المبتز في الضغط على الضحية وإيقاعها في شبكة أطماعه الماديَّة وشهواته معتمداً على جهل ضحيته اتجاه قوانين الجرائم الإلكترونيَّة والاستخدام الآمن لوسائل التَّواصل الاجتماعي أصبحتِ الفريسة سهلة لمجرمي القرصنة  الذي يبدأ الحال بهم بمضايقات إلكترونية ليزرع الخوف في نفس الضحية لتصل به أطماعه إلى طلبات تؤدِّي في معظم الحالات إلى انتحار الضحية.

 

أسباب الابتزاز الإلكتروني :

في الواقع لانستطيع حصر أسباب الابتزاز الإلكتروني ويعود السبب في ذلك إلى مدى عمق العلاقة بين المبتز والضحية، ويمكن حصر الأسباب في ثلاث نقاط مشتركة في كل عملية ابتزاز سنعرضها وفق الآتي:

الهدف الجنسي: وهو الأخطر من بين أنواع الابتزاز , ويكون هدف المبتز الحصول على خدمات جنسية من الضحية مقابل عدم نشر صور الضحية التي غالباً لاتكون كأيَّة صورة وإنَّما تكون ذات محتوى فاضح , ويبدأ الأمر عندما يقوم المبتز بطلب صور ذات محتوى فاضح ثمَّ يتطوَّر الأمر لطلب فيديوهات وتصل به أنانيته بطلب إقامة علاقة جسدية  دون رضى الضحية الأمر الذي يجعل الضحية في حالة خضوعٍ كامل للمبتز خشية الفضيحة ويعتبر من أكثر الأمور اللاأخلاقية والقانون يحاسب بعقوبة السجن ودفع غرامات عالية جدا.

الهدف المادي: وهنا يتمُّ استخدام الأسلوب التَّدريجي في الابتزاز, بمعنى تبدأ العملية بصور الضحية مقابل مبلغ معين, ليتطاول المبتز ويقوم بطلب فيديوهات ليحصل على مبالغ أكبر والبعض يقوم بطلب إقامة علاقة وتصوير الفتاة بوضعية فاضحة ليعود ويقوم بابتزازها وطلب مبالغ أكبر وكلَّما كان المحتوى فاضح كلما استطاع المبتز تحصيل مبلغ أكبر من المال.

الهدف الانتفاعي: هذا النوع من الابتزاز يتنازل شخصيات مسؤولة ومعروفة في المجتمع طريقة الابتزاز نفسها ولكن المبتز هنا يسعى لتحقيق مصلحة في مكان عمل الضحية , أو يكون للمبتز مجرم يجبر الضحية للتوقُّف عن متابعة قضيته وهو أكثر أنواع الابتزاز الذي يخضع له الضحية, لأنَّ الدَّائرة الاجتماعية تكون أوسع وأكثر خطراً على الضحية رغم إدراكه حول كيفية التَّعامل مع مثل هذه الأمور.

 

والسُّؤال الذي يثير نفسه ماهي الآثار المترتِّبة على عملية الابتزاز؟

الاضطرابات النَّفسية والإرهاق :  تبدأ عملية التَّواصل مع الضحية عن طريق حسابات وهمية يتمُّ من خلالها إرسال الصور بالتدريج ما يؤدي إلى اضطراب نفسي وخوف دائم لدى الضحية من نشر تلك الصور في دائرة علاقاتها الاجتماعية ما يجعل الضحية في حالة خوف أكبر  من التعامل مع أي شخص  ممَّا يعزِّز قوَّة موقف المبتز.

تراجع الصحة النَّفسية للضَّحية: وهو من أهم الآثار المترتِّبة عن الابتزاز الإلكتروني؛ إذ تصبح الضحية أكثرَ انطوائية وأقلَّ ثقة في كلِّ من حولها الأمر الذي يجعل الضحية تتراجع عن  التَّوجه إلى مراكز جرائم المعلوماتية.

اضطرابات عضوية :حالة الخوف التي تصيب الضحية تجعلها في حالة توتر دائم ما يؤدِّي إلى فقدانها للشهية وصداع مستمر نتيجة التَّفكير بالإضافة إلى ألم في المعدة نتيجة التوتر والخوف وحالات من الهلع المستمر.

الانتحار: وهو الأخطر من بين آثار الابتزاز الإلكتروني , وهذه المرحلة  تصل لها الضحية بعد أن تعطي المبتز إثباتات جديدة تدينها أكثر، وهي تظنُّ أنَّها تحاول جعل المبتز في حالة سكوت دائم بمعنى أن تقوم الضحية بالاستجابة لكلِّ مطالب المبتز من تصوير مقاطع فيديو جنسية أو حتَّى إقامة علاقة إلكترونية أو علاقة على أرض الواقع, وعندما تقوم بطلب من المبتز أن يكفَّ عن استغلالها يضغط عليها المبتز بإرسال مقاطع الفيديو التي تدينها ويعود إلى وضع التَّهديد في حال عدم استجابة الضحية لكافة مطالبه, الأمر الذي يدفع الضحية إلى الانتحار على أن تخضع أكثر للمبتز وعدم التَّوجه لمراكز الجرائم الإلكترونية لأنَّها  تكون بدأت بصراع نفسي حاد وتبدأ بلوم واستحقار نفسها لأنَّها فعلت ذلك مع المبتز حتى وإن كان ذلك تحت التَّهديد فتختار الابتزاز نهاية لتلك الجريمة.

وهناك عدَّة تساؤلات حول كيفية تجنُّب الوقوع في مصيدة الابتزاز ؟

1_عدم قبول طلبات صداقة لأشخاص غير معروفين شخصياً أو أن يكون ملفهم الشخص غامضاً إلى حدٍّ ما.

 

2_عدم مشاركة معلوماتك الشخصية مع أشخاص مجهولين ومعرفتك بهم تقتصر على المعرفة الإلكترونية.

 

3_عدم الدُّخول إلى روابط مجهولة المصدر.

 

4_لاتستجب على أيَّةِ رسائل من مصادر مجهولة.

 

5_عند التعرض لابتزاز يجب التَّوجه إلى أقرب مركز جرائم معلوماتية.

 

وفي حديث سابق لمجلة شبابيك مع الدكتورة “زينب العاصي” خريجة كلية الطُّب البشري ومؤسسة فريق غاردينيا التوعوي ومنصَّة الصحة النَّفسية السُّورية الأولى والتي أطلقت منذ فترة حملة “من حقك مع الضحية” وجهت نصائح للفتيات اللواتي تعرضن لحالات ابتزاز، قالت:

“يجب على كلِّ فتاة أن تعرف مَنْ يساعدها بماذا عمل سابقاً أو أنَّه فجأة قرَّر مساعدتك والأفضل أن تكون المساعدة بتواجد محامي وفريق عمل كامل، فهناك أشخاص تقدِّم المساعدة عن طريق تهكير الحسابات أو الضَّرب أو التَّهديد لكنَّ الحلَّ الأسلم التَّوجُّه لمكان يتواجد به محامي وألَّا تثق بأيِّ شخص بسبب حالة الرُّعب التي تسيطر عليها والتي تجعلها غير قادرة على التًَفكير السَّليم”.

وبعد أن تعرَّفنا على” الابتزاز الإلكتروني ” وأسبابه وآثاره سنتعرف إلى عقوبة مرتكبي جرائم الابتزاز الإلكتروني.

 

بحسب القانون السُّوري فإنَّ الابتزاز جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن تصل المدَّة إلى سنتين وغرامة مالية وتضاعف المدَّة إذا ما وقعت الجريمة الإلكترونية ووفقا لقوانين تنظيم التواصل الإلكتروني ومحاربة الجرائم الإلكترونية فإنَّ المواد الإلكترونية التي تخترق الخصوصية يعاقب من يقوم بنشرها بالسجن بمدَّة تتراوح من شهر إلى ستة أشهر وغرامة قدرها بين

١٠٠ ألف إلى ٥٠٠ ألف.

اقرأ أيضاً رجال أعمال بدؤوا من الصفر.. والآن هم أبرز رجال الاقتصاد في العالم

إعداد : زينب قاسم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى