منوعات

التعليقات السلبية… خطر حقيقي على صحتنا

 

جميعنا مرّ بلحظة كان فيها بقمة نشاطه وحماسه لإنجاز عمل ما، إلى أن يأتي شخص ويرمي على مسمعه من التعليقات السلبية محبطة، فيتحول النشاط إلى خمول و الحماس إلى إحباط.

جميع المخلوقات وعلى رأسها الإنسان لديها غريزة البقاء، ذلك بالابتعاد عن الأخطار، وهي ردة فعل فطرية نراها عند الطفل الصغير عندما يشعر بحرارة شيء ساخن نجده يبعد يده فوراً، أيضاً الشخص البالغ عندما يتعرض لخطر مفاجئ (صوت عالٍ – ألم – تهديد) تكون ردة فعله هي الهروب والابتعاد.

هذه الأمور هي أمور غريزية، ودماغنا مبرمج على التعامل معها بهدف البقاء.

إذ يسبق كل خطر إشارات تنذر به وجسمنا مبرمج على تلقي هذه الإشارات والتعامل معها وتحويلها إلى أفعال.

يوجد في دماغنا جزء صغير يدعى اللوزة الدماغية “مركز القلق” له دور في تلقي هذه الإشارات وتحويلها إلى قلق وخوف وعند تولد هذا الشعور يتم إفراز هرمونات التوتر منها الكورتزول والأدرينالين التي تهيئ الجسم للتعامل مع الخطر والهروب، كما يحدث عند القلق من إفراز هرموني واستعداد للتعامل مع الموقف هو أمر مهم وينتج عنه فعل، أي دماغك في هذه اللحظة يكون همه الوحيد النجاة من الخطر.

لكن هذه الاستجابة تسبب تثبيط الوظائف الدماغية العليا من تفكير ومحاكمة وإدراك جيد للظروف، مما يفسر صعوبة النطق أو التلعثم وحتى الهذيان في حالات الهلع لدرجة أن ننسى اسمنا.

تأثير الكلام السلبي:

وعندما نتعرض لتعليقات سلبية أو صراخ وتأنيب يتفعل مركز القلق في الدماغ حيث يدرك دماغنا أننا في حالة خطر ويتم التعامل مع الموقف كما يتم التعاملات مع حالات الخطر، حيث ينقص التركيز ونفقد القدرة على التفكير بشكل جيد وأيضاً لهذه الهرمونات تأثير جسدي يتمثل بالشعور بالتعب بعد وقت قليل من إفرازها وطبعاً وجودك في بيئة مليئة بالتعليقات السيئة والمشكلات سيكون له تأثير مدمر على صحتك.

تأثير الكلام الجميل:

للكلام الجميل تأثير سحري حيث يزيد من إفراز هرمونات السعادة (السيرتونين) والدوبامين، التي تعمل على زيادة نشاط المراكز العليا في قشرة الدماغ وينتج عن هذا شعور بالسعادة وتركيز ونشاط وفعالية وإنتاج أكبر.

وقد تم إجراء دراسة على مجموعة من البدينين الخاضعين لبرنامج رياضي لتخفيف الوزن:

المجموعة الأولى: تلقت تحفيز وتشجيع وتعليقات إيجابية فترة البرنامج.

المجموعة الثانية: تلقت تعليقات سلبية وتأنيب وسخرية.

النتائج كانت مبهرة، كل أفراد المجموعة الأولى حققوا نتائج ممتازة، واما أفراد المجموعة الثانية أصابهم الإحباط فانسحب جزء كبير منهم وأما لدى الجزء الآخر كانت النتائج سيئة جداً.

كما أن مبدأ عمل بعض الأدوية المضادة للاكتئاب هو زيادة هرمون السيرتونين، الذي يحفز إفرازه سماع الكلام الإيجابي، الذي يكون بمثابة مضاد اكتئاب طبيعي.

جسمنا مصمم على استقبال إشارات الخطر و تفعيل مركز القلق بشكل سريع (تعلق بالبقاء) وقد يصبح أسرع في حال تفعيل المركز بشكل متكرر (في حال التواجد في بيئة خطرة ومليئة بالتوتر).

لذلك يكون للتعليق السيئ تأثير سريع جداً، ومدير في أغلب الأحيان.

التعليقات السيئة لها تأثير السم على الجسم، قد لا نكون مدركين لخطورة ذلك، فكم منا تأقلم وعاش حياته وسط التعليقات السلبية.

لكن الاستسلام مرفوض ويجب علينا الابتعاد بشكل مطلق عن الأشخاص السلبيين الذين يحاولون تدميرنا دوماً، وبالمقابل علينا أن نكون بالقرب من الأشخاص الإيجابيين والمتفائلين والمشجعين، لنتعلم منهم ومعهم ثقافة الشكر وتقديم التعليقات الإيجابية لبعضنا البعض.
الأحجار الكريمة، معناها، وارتباطها بأبراج الفلك
ميشلين وهبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة | شركة سيو