القراءة، هل هي موضة القرن ال21، أم إنّها اهتمامٌ حقيقي ؟
يقول نزار قباني:
“يريدون أن يفتحوا العالم وهم عاجزون عن فتح كتاب “.
لا شك أن تطور أي بلدٍ في العالم ليس بغنى عن ثقافة شعبه، ومن الجيد أن نصل إلى مستوى من الوعي لتصبح القراءة مثل التنفس كما لو أنها وظيفةٌ حيويةٌ أساسيةٌ؛ إذ كشفت دراسةٌ أجرتها مكتبة قطر منذ عام 2018 عن القراءة في قطر والمنطقة، أن دولة قطر تعدّ من الدول التي تولي اهتماماً بالغاً بالمطالعة؛ إذ إن عدد ساعات القراءة فيها يصل إلى 43 ساعة من إجمالي 50 ساعة.
وأشارت الدراسة التي نشرتها المكتبة عبر شاشاتها الرقمية في معرضها «جمال المعلومات» إلى أن كتب العقيدة الإسلامية والفقه أشهر أنواع الكتب المقروءة في قطر، تليها الكتب المتعلقة بالسياسية والمقالات، وتأتي فيما بعد كتب الأدب واللغة العربية، وكتب الروايات والقصص القصيرة، وبعد ذلك الكتب الأخرى في المجالات المختلفة .
القراءة بالأرقام:
بينت الدراسة الجديدة أن 18% يلجؤون للقراءة بحثاً عن المعلومات في حين أن 14% منها لاكتساب معرفةٍ جديدة، وأنٍ 12% منها لشغل وقت الفراغ، بينما 8% منها للتطوير الذاتي، و6% منها لتعزيز المعرفة الحالية، منهم من يتخذ المطالعة عادةً يمارسونها بانتظام في حياتهم، و11% وجدوا أن القراءة نشاطهم المفضل، أما «العائلة» فإن 33% منهم أكدوا على أن المطالعة مهمةٌ للغاية في الأسرة، بينما 32% يقرؤون الكتب لأطفالهم بانتظام، و27% يخصصون لأسرهم وقتاً للقراءة.
وفي عام 2021 تحتفي الإمارات بالمطالعة، وتعدها عادةً يوميةً؛ إذ يعد شهر آذار الشهر الوطني للقراءة والاحتفاء به؛ إذ تنظم العديد من المؤسسات الثقافية في الإمارات فعالياتٍ متنوعة؛ لتعزيز عادة القراءة، وتحويلها إلى عادةِ يوميةِ في الحياة.
تهدف مبادرة شهر المطالعة لعام 2021 إلى تعزيز دور الآباء والأمهات في غرس حب القراءة لدى أطفالهم، إضافةً إلى تسليط الضوء على أهمية القراءة في تحقيق التماسـك والترابط الأسري، ودورها الكبير في تنمية الطفولة المبكرة، وتمكين الأطفال من الاستكشـاف، والبحث عن الإلهـام بين صفحات الكتب.
مصطلحات تدل على الخوف والاكتئاب نسمعها ولانعلم معناها
ولنأخذ موضوع المقال من زاوية أخرى_ بالمقارنة مع الغرب_
تكشف الإحصائيات أن الأوربي يقرأ بمعدل 35 كتاباً في السنة، أما العربي فإنّ 80 شخصاً يقرؤون كتاباً واحداً في السنة، وطبعاً هذا متوسط الإحصاءات.
وفي عبارةِ أخرى حسب لغة الأرقام:
80 عربياً يقرؤون كتاباً واحداً ويقرأ
أوربي واحد 35 كتاباً.
وبحسب أحدث بيانات “NOP World Culture Score Index” حول المؤشر العالمي للإنجاز الثقافي الصادر مطلع العام الجاري عن شركة Statista الألمانية المتخصصة في بيانات السوق والمستهلكين بالاشتراك مع صحيفة “إندبندنت” البريطانية، فقد دخلت مصر والمملكة العربية السعودية ضمن الدول الأكثر قراءة عالمياً.
واحتلت مصر المرتبة الخامسة بين دول العالم الأكثر قراءة بمعدل 7:30 ساعةٍ أسبوعياً بينما جاءت السعودية في المرتبة 11 عالميا بمعدل 6:46 ساعات أسبوعيا.
واحتلت الهند المركز الأول عالمياً، وجاءت تايلاند في المركز الثاني، والصين في المركز الثالث، وكانت المفارقة في احتلال الولايات المتحدة المرتبة 23 بمعدل 5:42 أسبوعياً حسب التقرير.
ومع تطور التكنولوجيا، وحداثة وسائل التواصل، والوصول إلى كل ما نرغب أصبحنا نأمل أن يصبح المجتمع العربي مثالاً يقتدى به في المطالعة كاهتمام حقيقي وجوهري فلن ننافس دول العالم إلا بازدياد مستوى الثقافة.
زبيدة سلمان