فن ومشاهير

“بيير قلام” : “بكرا بيجي نيسان” عمل سوري بحت، وبداية العام الجديد ستكون خيراً

 

“بيير قلام”

جلوسه خلف الكميرا لساعات متواصلة وأيام طوال، جعل منه مراقباً محترفاً لما يدور أمام عدستها فهوى التفاصيل وراح يشغلها بحب.

 

نفّذ إخراجاً مع أهم الأسماء التي حملت على عاتقها نهضة الدراما السورية، فما لبث وأن صار تلميذاً رفعت له القبعات وصفقت الأيدي.

 

واليوم غدا هذا التلميذ مخرجاً لنصوص كُتبت بإبداع فأحيا شخوصها من على الورق لتعيش بيننا على أمل أن يأتي نيسان ويزهر مجدداً في أعمال أخرى تساهم في إعادة ألق العمل السوري الخام.

 

بيير قلام أحد شباب سوريا الموهوبين الذين درسوا الإخراج في مدارس الشغف الفني وتخرجوا أبناء كار أصليين فأخرجوا جمالاً مضافاً، بينما لم تتردد كل من أهم شركات الإنتاج السورية أن تسلّمه عجلة القيادة حتى يسير بمركبة ”بكرا بيجي نيسان” إلى الربيع المنتظر الذي سارت إليه النجمة قمر خلف بحذر حتى أعطت كامل الثقة لكميرا قلام التي أظهرت النجم ميلاد يوسف بشكل آخر، ذلك الشكل الذي نأى بأذهاننا عن نسخة” عصام” في ذاكرتنا كسوريين.

– “بيير قلام” كيف كان الطريق إلى ”نيسان” ؟

 

عملت بشغفٍ في بداياتي مع كبار المخرجين السوريين كمخرجٍ منفذ ومساعدِ مخرج ولا سيما أن أهم تجاربي كانت أربعة أعمال مع الراحل حاتم علي حيث جمعني الحظ بالتجربة مع الأستاذ علي علي الذي كان وجوده فرصة مهمة أيضاً حتى وصلت إلى ما أنا عليه اليوم.

 

فأنا لست ابن عائلة غنية ولا أملك وساطة درامية تأخذني من يدي لأقف خلف الكميرا وأخرج عمل على طبق من فضة، فكل ما وصلت إليه اليوم هو حصيلة جهدي وتعبي وإصراري على الوصول قبل كل شيء.

 

وعن حاتم ماذا أقول ؟ فما كان يفعله حاتم في التسعينات من حركات وتقنيات إخراجية نحن اليوم نفكر بأن نفعله، علي كان مخرجاً لا يتكرر.

– من المخرج السوري الذي تتعلم منه اليوم بعد حاتم علي ؟

 

ربما استطيع أن أقول رامي حنا والليث حجو ولا أنسى العنصر النسائي الوحيد في الدراما السورية رشا شربتجي، نملك في سوريا خامات جميلة جداً في مختلف الإختصاصات ولكن ما ينقصنا هو الظرف الإنتاجي الجيد.

 

– تقنيات جديدة ومميزة استخدمتها في إخراج عملك الأول تكلم لنا عنها ؟

 

كنت دائماً أراهن على نجاح فكرتي في اختصار الحشو الدرامي الذي يسبب ملل دائم للمشاهد والتعمد على الدخول في صلب المشهد مباشرة، وخصوصاً في أعمال الدراما ذات الحلقات القصيرة فلا مجال هناك إلا لأن تكون كل مشاهدك ماستر، لذلك لجأت إلى استخدام ما يسمى بتقنية jump cut في الكثير من مشاهد مسلسل “بكرا بيجي نيسان” وهذا ما أضاف له لمسة مميزة.

 

– ماذا عن الظرف الإنتاجي في سوريا بالنسبة لك كمخرج ؟

 

نفتقر في سوريا لأغلب مقومات الأعمال الدرامية الناجحة بداية من لوكيشينات التصوير والعدة المتطورة وصولاً إلى السياسية التسويقية الضعيفة، وهذا ما دفع الغالبية للتصوير في لبنان كونها الأقرب وحتى على صعيد الأعمال السورية البحتة فقد توجهت العديد من شركات الإنتاج لتصويرها في الخارج وطبعاً فإن ذلك محزن بالنسبة لنا كسوريين بعد سنوات مرت تألقت فيها درامانا ونافست الدراما العربية بقوة.

 

وربما هذا ما راهنا عليه في ”بكرا بيجي نيسان” أن نصنع عملاً سورياً بحتاً متكاملاً بدءاً من العناصر الفنية حتى عمليات التصوير التي تمت جميعها في سوريا.

– ما رأيك في الدراما العربية المشتركة التي لطالما كانت سيفاً ذا حدين ؟

 

لا شك أن الدراما العربية المشتركة قدمت أعمالاً جميلة جداً لاقت انتشار وصدىً جماهيرياً واسعاً وساعدت بشكل كبير في بروز العديد من النجوم السوريين إلى الوطن العربي، في ظل الظروف الإنتاجية الضخمة التي تحظى بها هذه الأعمال وبالتالي كانت محطة مهمة كثيراً في مسيرة العديد من النجوم السوريين.

 

– الأجزاء المتكررة ألا تفقد العمل بريقه ؟ وتتالي الأبطال بمبررات درامية غير مقنعة ألا يقلل من شأن العمل ؟

 

هناك الكثير من الأعمال استطاعت أن تحقق نجاحات على أجزاء متتالية فالأمر ليس صعباً عند توافر الفكرة والنص الجيد لضمان استمرارية الجذب للمشاهد ولكن في غياب النص الجيد تصبح الأجزاء المتسلسلة بلا قيمة مفقدةً العمل مكانته، ولا شك أن المبررات الدرامية مهمة جداً فيما يخصّ تبديل البطل أو دخول بطل جديد.

 

– خاطرت بالعديد من النجوم الشباب والجدد في عملك الدرامي الأول ؟

 

أنا وكل من كان معي في ”بكرا بيجي نيسان” خاطرنا معاً من أجل نجاح العمل الذي آمنّا به، وهنا أود أن أشكر الشباب الجدد الذين رافقوني في العمل وتحملوني حتى وصلنا إلى نتيجة جميلة جداً.

 

– ما الأعمال العالقة في بالك من ذاكرة الدراما السورية ؟ ومن هم نجومها الأوائل برأيك ؟

 

تختزن الدراما السورية العديد من الأعمال في جعبتها والتي صنعت متتالية عز هذه الشاشة، ربما يحضرني الآن أمثال كأحلام كبيرة، الغفران ،الإنتظار والعديد..

 

كما تملك هذه الشاشة الكثير من النجوم ولا سيما أهمهم سلوم حداد وباسل خياط وسلافة معمار وكاريس بشار..

 

 

– ماذا عن أعمالك القادمة ؟

 

استطلع مجموعة من النصوص في ظل أن أختار الأفضل دائماً وهناك تعاون فني قادم مع أهم شركات الإنتاج وأهم المحطات على بداية السنة الجديدة وسوف تكون شبابيك أول من يعلم بها..

 

– كلمة منك للشباب السوري الذي يعاني من خيبات الأمل ؟

 

عليك كشاب أن تقوم من مكانك وتذهب إلى العالم وتحركه حتى يوافق طموحاتك، فلن تستطيع وأنت جالس في منزلك أن تفعل شيئاً .. آمن بنفسك تستطيع.

 

وفي الختام أود أن أشكر شركات الإنتاج التي عملت معي وكل من نجوم عمل ”بكرا بيجي نيسان” لأننا معاً وصلنا لأن نكون من أهم الأعمال المشاهدة في لبنان والوطن العربي.

 

وأشكركم أيضاً كمجلة شبابيك وأتمنى الأفضل للجميع دائماً..

 

إعداد وحوار: جورج درويش

 

اقرأ أيضاً الإعلام أضاف لي ولم يسرق مني وحياتنا رسالة نحن في محطة منها “عبد الحميد حاج علي” _ لقاء خاص

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى