مواهب

حسن زغيبة “الشعر كان ملجأ، والقلم سلاح”

حسن زغيبة

منزل الإبداع يرتفع على جبل الجمال حاملاً على جدرانه الأربعة قصصاً مختلفة من النجاحات، ولن نتردّد للحظة عن فتح شبابيكه مرّة بعد مرّة لتطلَّ من خلالها مواهب سوريّة متنوِّعة استطاعت رغم سنوات الحرب الطويلة أن تترك بصمتها الخاصة.

الشبّاك الأوّل نفتحه اليوم ليطلَّ منه الشاعر الموهوب “حسن زغيبة”، ذلك الشاب العشريني الذي عاش طفولته الخاصّة بين العزلة والخجل يقول:

«الشعر كان ملجأً، والقلم كان سلاحاً».“أريج الديري” موهبة أدبية تسير على طريق الإبداع

استطاع “حسن” من خلال قدرته على الوصف أن يستخدم الشعر كوسيلة تفريغ إيجابية عن المشاعر المختلفة الكامنة بداخله منذ الطفولة.

فقد بدأ “حسن” رحلة الكلمة من الصفِّ الرابع وتطوّرت قدرته بشكل سريع بالمتابعة والإصرار حيث تحدّى معلمته حين كان في الصف السادس التي طلبت منه وصف نفسه، فقال:

«أنا من كثرةِ ما نَفختُ في كَيري

هابتني الدُنيا وهربَ منّي ضميري

ولكنّي واللّٰه فيَّ قلبٌ وبعضُ

الإنسِ لا يُقدّرُ ثوبَ الحريرِ»

 

وتابع مشيداً بدور أبيه في تطوير موهبته حيث أكَّدَ على الدعم الذي تلقّاه منه مراراً وتكراراً حتّى وأنّه كان وما يزال يلجأ له للبحث عن مرادفات أخرى لكلمات تستطيع أن تعطي الوزن حقّه من الثقل.

 

وعندما سألنا “حسن” عن قدوته في عالم الشعر لم يتردّد أبداً أن يذكر الشاعر السوري العظيم “نزار قبّاني” مبيّناً تأثّره الكبير به، حتّى أنّه ولطالما كان في بدايته يحاول أن يمشي على نهج “نزار” في الكتابة،

وهنا استوقفنا ليعبّر عن حالته أنّه غالباً ما يشعر بتناقضات مع هذا الجيل فهو نسخة عن عالم ربما تجاوزه تطوّر يومنا الحالي وكأنّه يعيش صراعه الخاصّ مع الزمن.

 

حسن والحبّ قصّة كبيرة حتّى وأنّك تشعر خلال الحديث معه بحالة تعيدك إلى تاريخ “قيس وليلى”، فإنَّ حسن أيضاً كتب الحبَّ والغزل في محبوبته بشكل جميل، لكنّه سرعان ما كتب أيضاً العتب والانتقام في مجموعة قصائده التي حملت عنوان “طيفك وخيبتي.. كولادة فينيق يوتيوبيا”،

يقول “حسن”: «أنا لا أبحثُ عن امرأةٍ، أنا أبحثُ عن مرآة»، مصرّاً بذلك على أهمّية حالة العشق الذي يعيشها الشعراء في حياتهم ومدى تأثيرها على الورق.

 

يرى “حسن” أنّ هذا الوقت يظلم الشعر وأصحابه، فلم تعد الكلمة تملك من الهيبة ما كانت تملكه سابقاً، عصر مواقع التواصل الاجتماعي الذي نعيش فيه اليوم قد أفقد الكتب والروايات أهمّيتها وباتت أيُّ أغنية بكلمات لا تتعدّى العشرين تحتلُّ عقول السامعين، ولكنّه يؤمن أنّ لكلّ خير وقت خاصٌّ به فربّما الأيّام القادمة تعده بشيء أجمل.

وهذا ما نصح به كلَّ من يمتلك موهبة خاصّة، أن يفهموا لعبة الزمن في عملية الانتشار فإنّ الوقت كفيل بإعطاء كلِّ ذي حقٍّ حقَّه.

وتابعنا مع “حسن” خوض النقاش حول مشكلة التسويق الإعلامي وأهمّيته وأخبرنا بمحاولاته الخجولة في هذا السياق، وأنَّ مشكلة الوصول للملحّنين والفنّانين في الوضع الحالي تكاد تشكّل أزمة كبيرة عند معظم الشعراء وهذا ما يجب أن نسعى متعاونين لحلّه.

 

نتمنى لحسن من أسرة مجلّة “شبابيك” أن يحقّق كلَّ ما يريد، وأن تعبر كلماته حدود البلد، آملين فيه وبكلِّ من سار على خطاه في الإبداع أن يصلوا إلى أحلامهم حاملين معهم فخرنا بما يقدّموه يوماً بعد يوم.

 

إعداد : جورج درويش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة | شركة سيو