إن كنت تعتقد أنَّ رجال الأعمال الذين نقرأ عنهم في الصُّحف ونتابع نسب أرباحهم في البورصات وغيرها، وُلِدُوا أثرياء وفي فمهم ملعقة ذهبٍ، فقد آن الأوان لتعرف حقيقتهم، لربَّما يكون اسمك بعد أعوامٍ من ضمنهم!
رجال أعمال بنو أنفسهم برأس مال قليل :
شركة ديل Dell الشهيرة لصاحبها “مايكل ديل” بدأت برأس مال لا يتجاوز 1000 دولار، عندما قرَّر”مايكل” تأسيس شركته في غرفةٍ فقط، وبعد فترة بدأ بجني الأرباح لتصل ثروته إلى أكثر من ثلاثين مليار.
تجربة “ديل” بالتأكيد تثبت لنا أنَّ رأس المال الصَّغير ليس عائقاً، ورأس المال الكبير دون خطةٍ استراتيجيَّةٍ وعقلٍ مفكِّرٍ لن ينفع المستثمر.
أمَّا “ستيف جوبز” الذي مازال حتى الآن خالداً في ذاكرة العالم صاحب شركة “أبل” التي صنعت ثورةً في عالم التكنولوجيا، بدأ نجاحه بمبلغ 1350 دولار؛ إذ قال جوبز ذات مرة في مقابلة: “لهذا السَّبب بدأنا شركة “أبل ” لم يكن لدينا أيّ شيءٍ نخسره على الإطلاق” سوى سيارة فولكس وقمصاننا، وحين بدأ كان عمره 20 عاماً وكان شريكه “وزنياك” يبلغ من العمر 24 عاماً.
تخيَّل أنَّ هؤلاء الشباب الذين بدؤوا برأس مالٍ صغيرٍ أحدثوا مدرسةً اقتصاديةً وتكنولوجيةً كبيرةً تتلخَّص في أجهزة iPhone و iPad و iPod و iMac و iTunes.
كما تعدُّ شركة Apple أكثر الشركات قيمةً في العالم؛ إذ تبلغ قيمتها أكثر من تريليون دولار حتى بعد وفاة مؤسِّسها.
ومن عالم التكنولوجيا إلى منشآت الأطعام التي لا تقلُّ أهميةً عن أيِّ استثمارٍ آخر وقد تنافِسُ أكبر الشركات ومثال على ذلك”بيتزا هت” التي بدأت بقرض من والدة “دان وفرانك كارني” بقيمة 600 دولاراً فقط، حين قرَّروا افتتاح مطعم للبيتزا وأطلقوا عليه اسم “بيتزا هت”، وبعد النجاح العالمي الذي حققاه باع الأخوان مطاعم “بيتزا هت” إلى شركة بيبسي PepsiCo بـ 300 مليون دولار.
يذكر أنَّ عدد فروع بيتزا هت حول العالم الآن 18000 فرعاً.
أمَّا قصة نجاح مطاعم” دومينوز” بيتزا فقد بدأت بيتزا هت بالاقتراض في عام 1960م، اقترض” توم موناغان” 900 دولار لشراء “دومنيك” ولن نقول لكم أنَّ النجاح كان حليفه على الفور، فقد فشل في البداية، وبعدها عمل” توم” بجدٍّ لإنجاح المطعم بعد أن باعه شقيقه حصته مقابل سيارة وأصبح المالك الوحيد.
قام “توم” بوضع معايير جديَّة للمكوِّنات والحد من عدد الأحجام والإضافات وتقديم خدمة التَّوصيل في 30 دقيقة وأقل، وبعد سنوات من العمل أصبحت “دومينوز بيتزا” شركةً عالميةً باعها صاحبها” توم” بمليار دولار.
والآن إن كنت تعتقد أنَّ رأس المال الصَّغير لا يفعل شيئاً تذكَّر قصص هؤلاء الذين تحوَّلوا إلى قادة الاقتصاد العالمي بمبلغ لا يتجاوز 1000 دولار.
رهف عمار
اقرأ أيضاً الأحجار الكريمة، معناها، وارتباطها بأبراج الفلك
