رجل الأعمال سراج دعبول : أسرار إلهام وتحفيز
سراج دعبول، شاب سوري طموح وناجح، حقق نجاحًا كبيرًا في عالم ريادة الأعمال من خلال مشروعه “لانجري دعبول”.
بدأ دعبول مسيرته في محافظة دمشق، حيث درس التجارة والاقتصاد، ومع الوقت قام بإطلاق مشروعه الخاص لبيع الملابس الداخلية للسيدات.
منذ افتتاح متجر لانجري دعبول الصغير في شارع الحريقة، توسع المشروع بشكل كبير ليضم فروعًا في معظم المحافظات السورية ووكلاء في دول عربية مثل الإمارات العربية المتحدة ولبنان.
اعتمد نجاح لانجري دعبول على جودة المنتجات والأسعار التنافسية. فقد نجح دعبول في إثبات أن الصناعة السورية قادرة على منافسة العلامات التجارية العالمية.
استغل دعبول منصات التواصل الاجتماعي لتعزيز أعماله، ووصلت صفحة لانجري دعبول على إنستغرام إلى أكثر من نصف مليون متابع.
تُعتبر قصة نجاح سراج دعبول ملهمة للعديد من رواد الأعمال السوريين، فهي تُظهر كيف يمكن للشغف والعمل الجاد والابتكار أن يقود إلى النجاح حتى في أصعب الظروف، وللحديث أكثر عن الأستاذ سراج دعبول ومشروعه كان لمجلة شبابيك اللقاء التالي معه :
_لنبدأ حديثنا معك أستاذ سراج دعبول عن رؤية ورسالة شركتك؟
حقيقةً رؤيتنا دائماً أن تكون شركة” لانجري دعبول” شركة رياديّة وأن تحصل على المركز الأول في العالم في تقديم منتجاتها المميزة عبر طابع رائع ورفيع لكل الناس وفي كل مكان ،كما نعمل على تحفيز الشباب والجيل القادم على مواجهة التحديات الحالية والراهنة وبناء مستقبل مشرق ومساعدتهم على إيجاد وخلق فرص جديدة ،وبالنسبة إلى رسالتنا فهي تقوم بنشر الرّاحة والثقة بين العملاء عن طريق تقديم أرقى وأجود التّصاميم المميزة.
_ برأيك ما هي أهم مقومات رجل الأعمال الناجح ؟
من الأفضل أن نتحدث عن أهم مقومات روّاد الأعمال وليس حول رجال الأعمال ،فإن رجل الأعمال هو من يملك مشروعاً معيناً ويعمل في مجال الاستثمار ،أما رائد الأعمال فهو شخص مبدع في عمله وفي مشروعه وفي كيفية إدارته ،كما أنه يمتلك صفات ريادية كثيرة ،كما أن رائد الأعمال هو الشخص الذي يسعى دائماً للابتكار والإبداع وهو الذي يبحث عن النجاح في أصعب الظّروف ،كما أنه يمتلك القدرة على اكتشاف الفرصة وإدراكها ويضيف قيمة جديدة إلى المنتج , فلابدّ أن يتحلّى رائد الأعمال القدرة على التخطيط والمبادرة والتفكير وأن يكون مخاطراً ومثابراً ومبدعاً وواثقاً من نفسه ومن تفكيره وكما أن القدرة على قيادة فريق العمل من أهم صفات رواد الأعمال التي تميّزها عن رجال الاعمال،كما يجب أن يكون فضولياً ذات شغف ويحب الأمور الغريبة وعدم استسلامه للفشل.
_ ما هي أكبر التحديات التي واجهتها في مسيرتك المهنية في ظروف الحرب؟
كثيرة هي التّحديات وأولها عدم توافر المواد الأولية الكافية لعملية التصنيع عند فرض العقوبات على سوريا شكلت أمامنا عائق كبير لكن فيما بعد استطعنا وبتوفيقٍ من الله تحويل هذه التحديات إلى شيء إيجابي وهذا بتصنيعنا لهذه المواد داخل البلد وبجودة عالية ،أيضاً نقص اليد العاملة يعتبر تحدي صعب وذلك جرّاء هجرة الشباب الى خارج البلاد ،وهذا سبب لنا نوع من التثبيط في عملية الإنتاج .
_الأستاذ سراج كيف تحفز وتدير فريقك؟ بمعنى آخر ما هي فلسفتك في القيادة؟
أولا بناء الثقة والحفاظ عليها ،فلا أحد ينكر أهمية الثقة ومدى فعاليتها في بناء الفريق الناجح وإدارته سواء على جانب ثقة أعضاء الفريق بقائدهم أو العكس ثقة قائد الفريق بأعضاء الفريق لأن الثقة أمر متبادل ،فإن رغبت في أن يثق بك أعضاء الفريق فلابد من أن تثق بهم انت أيضاً , سواء بقدرتهم على تسليم العمل في الوقت المناسب وبطريقتهم مهنية وبكونهم شغوفين بمشاركتك هدف المؤسسة وأنهم سيتخذون القرار السليم الذي يصبّ في صالح المؤسسة , أخيراً ثقة أعضاء ببعضهم تنتج فريق فعالاً منتجاً فلابد أن يثق كل فرد بقدرة الآخرين كما يمكن لقائد الفريق القيام ببعض الأمور لتعزيز هذه الثقة من خلال التسامح مع الأخطاء ،فعندما تخلق أجواء في الفريق يتيح للأفراد ارتكاب الأخطاء والاعتراف بها دون التعرض للتوبيخ والعقاب ،سيتم التشجيع إلى التواصل المفتوح والثقة المتبادلة وكما يتم التشجيع على التواصل المفتوح من خلال عقد اجتماعات دورية للعصف الذهني ومشاركة الأفكار بحريّة ومرونة وعدم التّشبث بفكرة القيام بالمهام على نحو معين فقط لأن ذلك هو ما اعتاد عليه ويجب الاهتمام بالشفافية والصدق ، وفي صيغة أخرى ممكن أن نتكلم عن فلسفة القائد للفريق فهو يستغل الفرص للتعلم من الخسائر والقادة يلهمون الآخرين ويؤمنون برؤيتهم ،ويمكن لكل شخص أن يكون لديه رؤية ،أما القائد الحقيقي هو من يلهم الآخرين برؤيته ويجعلهم يستجيبون له وهذا يحقق النجاح المستدام
والطاقة الإيجابية هي التي تحقق النضوج للقائد ،ويضع القادة أمثلة لإلهام الموظفين للتعامل مع المخاطر ،ويحتفلون عند تحقيق النجاحات الجماعية التي يحققها الموظفون ،وإن القائد يقود ولايدير , وأن التغيير فرصة وليس تهديد , والقائد لايعتمد على التسلسل الهرمي لكن يركز على الأفكار وجعل القيم أولا وليس الأرقام .
_ما هي أهم الصفات التي تبحث عنها في الموظفين؟
أهم الصفات في الموظف الناجح :
.الخبرة الوظيفية
.مستوى التعليم
.الحس الوظيفي
.الحماس والقابلية
.القدرة على التعلم
.أخلاق في العمل
.مهارات التعامل مع الاخرين
.القدرة على العمل في مكانك في التسلسل القيادي للشركة.
_هل لديكم أي نشاطات ومبادرات خارج الشركة؟
بالطبع يوجد الكثير من المبادرات والنشاطات الاجتماعية على سبيل المثال :كفالة الأيتام وأعمل خيرية متنوعة وتدريب خريجين والعمل على بناء قدرات شبابية في مجالات صنع القرار والتخطيط المستقبلي من خلال ورش العمل والمحاضرات ,ودعم لرواد الأعمال الشباب من خلال الاستثمار في أحلام الشباب وتمكينهم بأدوات النجاح .
_كيف توازن بين متطلبات العمل والحياة الشخصية؟
يجب تخصيص وقت للعائلة وللراحة ،وتحديد الأولويات في الحياة ،إدارة الوقت وتقسيمه ،والتعاون وطلب المساعدة وممارسة الرعاية الذاتية والتواصل والمرونة.
_ كيف ترى الوضع الاقتصادي الحالي، وهل فكرت بالسفر كغالبية رجال الأعمال؟
إن الوضع الاقتصادي في تحسن وهذا شيء ملحوظ مع وجود تحسينات مستمرة من قبل الجهات الحكومية والقطاعات الصّناعية ،أما على صعيد السفر ،لم يسبق وأن فكرته به لأنني لا أحب الغربة و لايمكنني ان أترك ذاكرتي والأماكن المتعلق بها فأنا شخص مؤمن بهذا البلد وبأنّه سيقف مجدداً ويعود لازدهاره قريباً وبإذن الله ،بالإضافة إلى تعلقي بوالديّ حيث لا أستطيع التّخلي عنهما.
_ لندخل في تفاصيل حياتك بعيداً عن العمل، ما هي اهتماماتك وهواياتك خارج العمل؟
إن لكل شاب اهتمامات وهوايات مختلفة وبالنسبة لي أفضل التوجه باهتمامي وهواياتي نحو الألعاب القتالية والسباحة وركوب الخيل.
_كيف تصف أسلوب حياتك؟
إن الاستيقاظ مبكراً والمحافظة على أسلوب حياة صحي من أهم أسباب نجاحي ، وبالإضافة إلى بر الوالدين وعمل الخير.
_ ما هي طموحاتك المستقبلية؟
دعم الصّناعة الوطنية من خلال إنشاء شركات تجارية جديدة وتصدير منتجاتنا السورية الى الخارج.
_رسالة منك للشباب والصبايا الذين يبحثون عن فرصتهم في الحياة؟
الأهم هو ذاتك التي ترافقك طوال العمر والاستثمار فيها، فالتعلم المستمر وتطوير الذات هو أهم الفرص في الحياة كلها، وأساس صناعة الفرص هو الاستثمار في الذات، وذلك من خلال تنمية المهارات وزيادة الخبرات عن طريق الدراسة الأكاديمية، والعمل في التخصص ذاته، ومن ثم التطوع من دون أجر أو عمل مبادرة صغيرة أو تأسيس مشروع ناشئ .. كل ذلك لكسب الخبرة وتوسيع دائرة العلاقات، وقبل كل ذلك التأكد من موافقة تخصصك لميولك وقدراتك وموهبتك، ومقياس تلك الموافقة هو العطاء والمساعدة بلا حدود أو شروط، حينها ستجد وبشكل تلقائي زيادة في حجم الفرص من حولك بل ستجد أن الفرص هي التي تبحث عنك، إذاً الفرص حولنا في الحياة تزيد وتتجدد مع كل طَرْقٍ وسعي وبذل ومع كل عطاء وتطوير، وتقل وتتبدد كلما انكمشنا على أنفسنا وعشنا من أجل ذواتنا فقط.
إعداد وحوار: رهف عمار