منوعات

في عصر ريادة مواقع التواصل الاجتماعي تتميز “EDTC” بالمحتوى الثقافي 

 

 

EDTC

في ظل هذه الفوضى العارمة التي تحدث في زمننا الحاضر، ومع انتشار هذه المواقع بشكلٍ رهيبٍ، وسهولةِ الوصول إليها في أي وقتٍ ومكان، يبقى السؤال عن مدى فاعلية هذه المواقع على الحياة المجتمعية؟.

 

بعد دراسة الانتشار الواسع لتلك المواقع والاطلاع على محتواها نجد أن أغلبها مجموعاتٌ، وصفحاتٌ ترفيهيةٌ لا فائدة مرجوّةٌ منها سوى الضحك، وإضاعة الوقت بمستوياتِ لا تعدّ  لائقةً أحياناً.

 

وفي خضم هذه الحرب الإلكترونية نجد صفحةً رائدةً مميزةً بفضل محتواها الذي يعد نادراً في مثل هذا الوقت الرهيب الذي ينجرف فيه رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى الصفحات الترفيهية، إذ تعد منصة (EDTC) على فيس بوك، ويوتيوب، وهي الاختصار إلى “EDucational Technology Consulting”؛ أي استشاراتٌ في تكنلوجيا التعليم، ومن الصفحات؛ والقنوات التي تعرض محتوىً علمياً ذا قيمةٍ عاليةٍ، ومعارف ثقافيةً متقدمةً، وترفع مدى أهمية العلم، والمعرفة في مسير حياتنا، ومع تلاشي هذا النوع من المدونات العلمية مقارنةً بتلك الترفيهية التي زاد انتشارها بشكلٍ فظيعٍ في الآونة الأخيرة، فنجد أن مدونة (EDTC) قد عملت على خلق روحٍ متوازنةِ بين المرح، والعلم، والمعرفة، وطرح مواضيع تتسم بطابع الإثارة، وقالبها علميٌّ بأعلى المستويات، والحرفية ، وأثبتت هذه المدونة مع اتساع الوقت المستخدم من قبل المجتمع للمواقع، وبالذات بعد اقتحام جائحة كورونا للبلدان، وارتفاع معدل الوقت الذي يتم قضاؤه على الإنترنت، تبين أنّ هذه المواقع عبارةٌ عن سلاح ذي حدين، ويمكننا استخدامها إما للتسلية، وإضاعة الوقت، وإما أن تُستثمر لبناء قاعدةِ معرفيةٍ وعلميةٍ واسعة المدى، ومتعددة الاتجاهات، وهذا الذي تسعى مدونة (EDTC) لنشره على أوسع نطاقٍ، وخلق توازنٍ بين المعرفة، والتسلية على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

وعند النظر في محتوى هذه المدونة يتضح أنها تقوم بطرح عدة مواضيع باختصاصاتٍ متنوعةٍ؛ فمنها ما كان يبحث في علم الفيزياء النووية، والعامة، وأخرى تسلط الضوء على خفايا علميةٍ يصعب الوصول إليها، فقامت هذه المدونة بتوضيح هذه الخبايا المعرفية، وتبسيطها؛ لسهولة وصولها إلى المتلقي، وبالإضافة إلى ذلك أطلقت بعض المقالات الفلكية، والصحية (الجسدية منها والنفسية وكذلك العاطفية)، وصحّحت بعض الأخطاء الشائعة التي كنا نقوم بممارستها، والإيمان بوجودها المطلق، ولم يغب عنها حتى تلك المعلومات الزراعية التي تقدم كماً ضخماً من المعلومات، وكذلك سعت إلى طرح آخر مستجدات علوم التكنولوجيا، وعرضتها بشفافيةٍ تامةٍ ولم تنسَ الطلاب، فكان لهم حصةٌ واسعةٌ مما تقدمه؛ إذ تطرقت إلى نصائح دراسيةٍ عديدة، وهناك عدة مواضيع واسعةِ وقيّمةٍ تحثّ المتابع على البحث عنها بشكلٍ دائمٍ، وهذه المدونة لم تعمل فقط على تقديم المعرفة بشكلٍ حاضرٍ دون تعبٍ بل حثت المشتركين بها على البحث للوصول إلى المعلومات، وذلك عبر منشوراتٍ كان تعمل بجانبين إيجابيين؛ أولهما دفع الأشخاص للسعي إلى الحصول على المعلومة الصحيحة، وتوثيق مصدرها من خلال مسابقاتٍ علميةٍ شهريةٍ تقدم لهم فيها جوائز مقابل ذلك، وهي جوائز ماديةٌ تعّبر عن امتنانهم لتعبهم للحصول على المعلومة، وكعاملٍ محفّزٍ لهم، “ومن منا لا يحب مكافأةً بعد تعبِ مهما كان بسيطاً” .

 

ومن الضروري لفت النظر الى إن صفحةEDTC يشارك فيها مجموعةٌ من الأطباء، والمهندسين، ومن خريجي الفيزياء، وعلوم الإدارة، والاقتصاد، وخريجي علم النفس،

والفريق المشرف على هذه الصفحة مكوّنٌ من خمسة عشر شخصاً يقومون بإدارتها , ويسعون دائماً إلى توسيع نطاق هذا المجال، ورفد الكادر بمهاراتٍ جديدةٍ تسهم في التنمية، وتقديم مجالاتِ إضافيةٍ، ومتعددةٍ؛ إذ إنّ هذا الفريق يعمل بشكلٍ جدّيِ على تقديم معلوماتٍ دقيقةٍ؛ وتقوم بالبحث بطرقٍ موسعةٍ، والاطلاع على كل نواحي أي موضوعٍ سيطرحونه، وفي نهاية البحث تقوم بتنقيح المنشور بشكلِ علميٍ مبسّطٍ، مع توثيق تلك المعلومات بروابط المراجع التي رجعوا إليها خلال عملية البحث الطويلة التي قاموا بها.

القراءة، هل هي موضة القرن ال21، أم إنّها اهتمامٌ حقيقي ؟ 

هذه المنصة المسماّة (EDTC) غيّرت نظرة الكثير من متابعي منصات التواصل، ولفتت النظر إلى أهمية وجود ثقافةٍ علميّةٍ ومعرفيّةٍ تُقدَّمُ للمتابعين؛ لرفد قدراتهم، وتنميتها، واكتساب معارف متقدمةٍ، عبر ذلك الوقت الكبير الموسع الذي نقضيه خلف شاشات الهواتف المحمولة، وبيّنت أن وجود الإنترنت الدائم في يومنا من الممكن أن يكون ذا قيمةٍ كبيرةٍ إذا ما أحسنا اختيار المنصّات التي نقوم بمتابعتها.

 

شبابيك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى