لعنة العالم الأفتراضي، مرض يصيب الأطفال ويهدد نموهم الفكري
العالم الأفتراضي
قبل غزو التكنولوجيا لعالمنا كانت مخاوفنا على أطفالنا تقتصر على أمور بسيطة يشترك بها معظم الأهالي، إلا أن الأمور لا تبقى على حالها والعالم في تقدم مستمر، فبعد دخول شبكة الإنترنت لعالمنا أصبح لا يخلو أي بيت منها، وبات عالمنا أكثر خطراً حيث سيطر الإنترنت على جوانب كبيرة من حياتنا وانعكس ذلك على أفكارنا وقيمنا وتصرفاتنا، فالإنترنت يمثل بيئة خطيرة على أطفالنا، ويمكن أن تكون المخاطر مخيفة تطاردهم بعد ذلك في حياتهم، فإن حماية الأطفال من الإنترنت هي مسألة توعية في المقام الأول، عن طريق التعريف بالمخاطر المتربصة وكيفية الحماية منها، فالتواصل مع أطفالك هو من أهم تدابير الأمن.
_المخاطر التي تواجه الأطفال عند استخدام العالم الأفتراضي :
1- مخاطر جسدية ونفسية:
– الاستخدام الزائد لشبكة الإنترنت، قد يصيب الأطفال بخمول جسدي يتمثل في الإصابة بأمراض، كالإصابة بالسمنة الناجمة عن قلة الحركة.
– الاستخدام المفرط لهذه الأجهزة، يؤدي إلى الإصابة بأمراض كالتشنج في عضلات العنق والكتفين، بالإضافة إلى أوجاع أخرى.
– كما أن التعرض للإضاءة المتقطعة الموجودة في الرسوم المتحركة في الألعاب الإلكترونية بشكل كبير وبمستويات عالية، تتسبب في حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال.
– إن قضاء الأطفال لساعات طويلة أمام الانترنت، يؤثر على نمو التفكير التخيلي عند الأطفال في سن الخامسة فيؤدي إلى ضعف القدرة الذهنية.
– أظهرت دراسة جديدة أن الهواتف الذكية التي تستخدم من خلالها شبكة الإنترنت لوقت طويل يمكن أن تتسبب بإجهاد العين وجفافها، كما تؤدي إلى الإصابة بالصداع.
الخجل عند الأطفال، أسبابه وكيفية التخلص منه
2- المخاطر النفسية والسلوكية:
– فقدان الثقة بالنفس:
واحدة من أهم سلبيات العالم الأفتراضي على الأطفال هو أنه يعمل على فقدان ثقة الطفل بنفسه وإضعاف شخصيته، كما أنه يعرض الطفل للتنمر بشكل واضح وصريح من خلال التعليقات الجارحة، وهذا يسبب لهم أزمة نفسية وعدم الثقة بالنفس.
– الوحدة والانطواء:
إن استخدام الأطفال للإنترنت لوقت طويل، قد يصيبهم بالوحدة والعزلة الاجتماعية، حيث يتخلون عن مشاركة ساعات من يومهم مع الأسرة والأصدقاء على أرض الواقع.
– تغيير سلوكيات الطفل:
إفراط الأطفال في استخدام الإنترنت يعرضهم لأدمانه، وهو ما يجعلهم يمتنعون عن قضاء يومهم بشكل طبيعي من خلال ممارسة الهوايات، كما يؤثر على سلوكهم تأثيرا” سلبيا” لأسباب مختلفة، وخاصة عند ممارسة الألعاب العنيفة، مما سيؤثر على شخصيته وتفكيره.
– متلازمة الإنهاك المعلوماتي:
من المشكلات التي يتعرض لها الطفل بسبب استخدامه الإنترنت والعالم الأفتراضي دون رقابة هي كثرة المعلومات التي يتعرف عليها الطفل دون التأكد من صحتها، وبالتالي يتعرض الطفل لما يسمى بـ”متلازمة الإنهاك المعلوماتي”.
– التعرض للإنحراف :
إن قضاء الأطفال ساعات طويلة أمام الشبكة العنكبوتية دون وعي أو رقابة يجعلهم عرضة للإنحراف وقد يضعهم في مشاكل كبيرة.
_كيفية حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت:
– مراقبة الأطفال عند استخدامهم للإنترنت:
وذلك من خلال استخدام العديد من البرامج التي تؤمن الحماية للأطفال من خطر الدخول لمواقع غير لائقة، أو أي خطر قد يتعرضون له من جراء استخدام شبكة الإنترنت.
– رفع الوعي عند الأطفال:
وذلك بتوعيتهم بضرورة أخذ الحيطة والحذر، من خلال عدم إعطائهم أي معلومات شخصية تتعلق بهم، وعدم التعاطي مع الأشخاص الغرباء الذين لا يعرفونهم، وتوعيتهم إلى ضرورة إخبار أحد الوالدين عند شعورهم بعدم الارتياح.
– تشجيع الأطفال على التحدث عن تجاربهم على الإنترنت:
وذلك من خلال فتح باب الحوار معهم حول اهتماماتهم على الشبكة ونوع المواقع التي يقومون بزيارتها، ومعرفة أصدقائهم الذين يتحدثون معهم.
– تحديد أوقات معينة لاستخدام الإنترنت:
من المهم تقليص أوقات استخدام الأطفال للإنترنت، وذلك بتحديد وقت معين لاستخدام الإنترنت بشكل مفيد للتعلم، أو أي نشاط أخر يحقق منفعة للطفل.
– تعليم الطفل كيفية التصرف في حال تعرضه للإساءة:
فقد يتعرض الأطفال لمختلف أنواع الإساءات عند استخدامهم لشبكة الإنترنت، لذلك يجب تهيئة الطفل وتوعيته لكيفية التعامل مع هذه المواقف.
– كن قدوة حسنة لأطفالك:
وذلك من خلال تقليل استخدامك للإنترنت، وحاول أن تقضي مع أطفالك وقتاً أطول، وشجعهم على اللعب وممارسة الأنشطة بعيداً عن هذا العالم الافتراضي.
شبابيك – دينا عساف