لماذا توجد أزرار النساء على اليسار بينما الرجال على اليمين؟
قد يدهشك أن أزرار أقمصة النساء تختلف بموضعها عن أقمصة الرجال، فنجد أنَّ أزرارْ ملابس النساء توجد على اليسار، أمَّا بالنسبة لملابس الرجال فالأزرار توجد على اليمين، وهذه الظاهرة ليست مجرد تمييز بين الجنسين بل لها أبعاد أكثر من ذلك.
الجذور التاريخية:
اختلف البعض حول الجذور التاريخية لهذه الظاهرة، ففي البدء كانت الأزرار مجرد زينة للملابس، ولم تكن لها وظيفة ربط الملابس بعضها ببعض كما حصل لاحقاً، وكانت الأزرار تقتصر فقط على طبقة الأغنياء لأنَّها كانت غالية الثمن، وصنِّفت مع الحلي، حتى القرن الثالث عشر؛ إذ أصبح للأزرار وظيفة عملية، وهي ربط الملابس ببعضها.
بعض الفرضيات في تفسير هذه الظاهرة “أزرار” :
1. ترجِّح إحدى الفرضيات سبب تواجد أزرارْ الرجال على اليمين، كون الرجال في القرن السادس عشر كانوا ما يزالون يستخدمون السيوف في المعارك، وبما أن أغلب الرجال يستخدمون يدهم اليمنى في حمل السيف كانوا يستخدمون يدهم اليسرى في فك أزرار قمصانهم وستراتهم بسرعة، ليكونوا قادرين على الحركة بشكل أسرع، لذلك كان من الإجباري على مَنْ يعملون بالخياطة في ذلك الزمن وضع الأزرار في الجانب الأيمن، بالنسبة لملابس الرجال.
2. اعتادت النساء على امتطاء الخيول بوضع جانبي، ووضعت أزرارْ قمصانهن على الجانب الأيسر لتقليل النسيم الداخل لقمصانهم في هذه الوضعية، بينما جلس الرجال مفترقي الساقين فوق الخيل، مع وضع ساعده على محاربة الراكب القادم باستخدام السيف في يده، وليأخذ الرجل السيف من على فخذه الأيسر، كان يتطلَّب منه ذلك إزاحة معطفه للخلف بيده اليسرى ثمَّ تناول السيف بيده اليمنى.
ما هي صفات المدير الناجح، وكيف تصبح مديراً ناجحاً ؟
لذا كان يجب أن يكون الجانب الأيسر من معطفه فوق الجانب الأيمن.
كما يقال إنَّ ذلك من أجل أن يتمكَّن الرجال من إدخال يدهم اليمنى بين زري القميص أو السترة لتدفئتها، بعد استخدامها مطولاً في المبارزة.
3. صور “نابليون بونابارت” الشهيرة ويده اليمنى مدسوسة داخل معطفه، وهو أمر ممكن فقط لأنَّ الأزرار على الجانب الأيمن، ويقال أنَّ “نابليون” أمر أن تزرَّ كلَّ قمصان النساء على الجانب المعاكس، لأنهن كن يضعن أيديهن في قمصانهن بهدف السخرية منه، فبذلك الأمر لا يمكن للنساء السخرية منه بعد الآن.
الأمر مختلف بالنسبة للنساء:
1. كان الأمر مختلفاً لدى النساء في تلك الفترة؛ إذ اعتدن في الطبقات الغنية أن يرتدين ملابسهن بمساعدة الخادمات اللواتي كن يستخدمن اليد اليمنى في تزرير الملابس، وبالتالي كان أسهل بالنسبة لهن تواجد الأزرار على اليسار، بينما الرجال كانوا يميلون لارتداء ملابسهم بأنفسهم.
وكانت الأزرار أغراضاً غالية، لم يكن يتحمَّل تكلفتها إلَّا النساء الثريات ممَّن لديهن خادمات لمساعدتهن على تركيب أو فك أزرار تلك الأزياء المفصلة.
بعد ذلك أرادت النساء الأقل ثراء نسخ نمط النساء الثريات بوضع الأزرار على اليسار.
2. بينما ترجِّح فرضية أخرى وجود أزرارْ قمصان النساء على اليسار لكون الجهة المفتوحة بين الزرين تظهر مناطق من أجساد النساء، فكن يضعن الأزرار في اليسار لأنَّ العادات حينها كانت تحتِّم على النساء التواجد يسار أزواجهن، وبذلك يكون الزوج وحده من يمكن له النظر إلى تلك المناطق المكشوفة من جسد زوجته.
3. وذهبت فرضية أخرى لتقول أنَّ للأمر علاقة بامتطاء النساء للخيل في وضع جانبي، إذ وضعت أزرارهن على الجانب الأيسر حتى لا يتسرَّب الهواء البارد من قمصانهن.
4. كما أنَّ هناك رأي آخر بهذا الشأن يتعلَّق بالرضاعة؛ إذ يقال إنَّ النساء يحملن أطفالهن باليد اليسرى ويفتحن أزرار القميص باليد اليمنى لإرضاعهم، وعندما تتواجد الأزرار في اليسار سيكون ذلك أسهل بالنسبة لهن.
التطور في عصر الإنتاج الكبير:
اتَّسمت ملابس النساء بالعديد من الخصائص القريبة لملابس الرجال في محاولة لإثبات أنَّ النساء متساويات مع الرجال، مع ذلك نلاحظ أنَّ النساء أردن بعض اللمسات التي تظهر أنَّهن
مختلفات عن الرجال، ووضع الأزرار في الجانب الأيسر كان أحد أساليب التعبير عن هذا التميُّز.
لم تكن هناك معايير موحَّدة حتى بدأ عصر الإنتاج الكبير، ورأى حينها المصنعون أنَّها استراتيجية إنتاجية جيدة لإنتاج ملابس مختلفة لكلِّ نوع، فبدأ الاهتمام بزيادة الاختلافات بين ملابس الجنسين بحيث تلبِّي احتياجات كلّ منهما.
شبابيك _ ميشلين وهبي