منوعات

الساعة البيولوجية تتحكّم بحياتنا

كم هو غريبٌ بالنسبة لنا أن يكون علينا أعمالاً يجب أن ننجزها، ولكنّنا غير قادرون مع إنّ لا عائق لدينا سوى عدم وجود مزاج للعمل، هل المزاج يرتبط بالساعة السلوكية لدى الإنسان؟، توضِّح الأبحاث عن خلل في الساعة البيولوجية، فهل تشعر أنَّ الشتاء ثقيل، وأنَّ عملك قليل، وحتّى نشاطاتك العائلية محدودة؟ لا تقلق لذلك علاقة بالساعة البيولوجية.

عندما تكون في طريق سفر وأنت لا تشكُ من أيِّ مرض قد يحصل لديك خللٌ بالبصر أو صداع بالرأس، إنَّ ذلك يتعلّق أيضاً بالساعة البيولوجية التي لا تتوافق مع الساعة الخارجية التي تتغيّر بتغيُّر البلاد المختلفة التي يمرُّ بها المسافر.

ومن أمثلة خلل الساعة البيولوجية هو الشعور بالألم، دائماً نقول يشتدُّ الألم ليلاً، ذلك يعود لإيقاعات الساعة البيولوجية في أجسامنا.
ولأوّل مرّة وبعد عدّة دراسات وأسئلة عن الساعة البيولوجية التي نشعر بها ولا نراها، وجد العلماء رسماً تخطيطياً يدلُّ على مكان هذا “الكرونومتر” في المخِّ، وكيفية استخدام الآلية الموجودة في الخلايا، كساعة دقيقة يمكن إبطاء سرعتها أو زيادتها أو إعادة ضبطها.
فقد حدّد العلماء اكتشافهم بتواجد مجموعة من الخلايا العصبية في المخ تدعى “النواة فوق الكيازما”، إنّها مركز التوقيت الزمني الداخلي.
موقع هذه النواة فوق نقطة التقاء العصبيين البصريين في قاع الجمجمة، وهذا لطبيعيٌّ كون تعلُّق آلية عملها بالضوء الذي يعمل على خلق التزامن بين الساعة الداخلية مع دورات النور والظلام في العالم الخارجي.

و في كلِّ صباح يأخذ ضوء الفجر طريقه إلى “النواة فوق الكيازما” ويقدّم الساعة الداخلية لكلِّ جسم وفق التوقيت المحلّي.

يذكر أنَّ الساعة البيولوجية للجسم تعمل بطريقة فطرية حيث تتحكَّم بالأنشطة الفسيولوجية للكائن الحيِّ والتي تتغيّر ضمن دورة يومية أو موسمية أو سنوية، وهذه الساعة لا تتحكّم بساعات النوم واليقظة والشيخوخة فقط، بل هي مسؤولة أيضاً عن شعورنا بالجوع واليقظة العقلية والمزاج وشعورنا بالتوتّر ووظيفة القلب.

كما تؤثّر درجات الحرارة على عمل الساعة البيولوجية من خلال هرمون “الميلاتونين”، ففي ساعات الليل تنخفض درجة حرارة الجسم ممَّا يزيد من إفراز الهرمون.

العلماء مازالوا في بحث مستمرٍّ حول هذه الساعة وتتراكم الاكتشافات لعلاقتها بأمراض القلب وإنتاج الهرمونات أو حتّى البدانة.
انطلق للنور والضوء واضبط ساعتك البيولوجية بما تفرح به من ثياب وعطور وأجواء، واضبط ساعات نومك بطريقة مريحة وحاول أن تنجز أعمالك في الصباح الباكر، وتجنّب الكافيئين والرياضة واطفئ الأضواء والتلفزيون والهاتف النقّال قبل موعد النوم بساعتين لتتنعّم بنوم مريح وساعة بيولوجية صحّية.

إعداد : راوية دياب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى