مواهب

المايسترو “سليمان فهد” نجم سوري يلمع في سماء دبي

 

“سليمان فهد”

من مدينة محردة في ريف حماة ومن عائلة بعيدة كلياً عن الموسيقى بدأت قصة المايسترو سليمان فهد، طفل صغير ولد وولد معه حب الموسيقا، أمه بدأت تلاحظ ذلك وكانت من الوعي والذكاء والحب هي ووالده لدرجة أنهم آمنو بكل تلك الإشارات، طفل صغير بأصابع طرية وضعت على الكيبورد ، فلمعت عينا الصبي وعرف ما الذي يريد أن يفعله طوال حياته، واليوم يلمع اسمه مع النجوم العرب في سماء دبي والعالم العربي .

 

ونحن معه في حوار خاص اليوم لنفتح شباكاً جديداً على قصته المعمدة بالعمل والجهد والتعب، والغنية بالموسيقى والنوتات والجمال.

1. من هو المايسترو سليمان فهد، بداياته، عائلته حبه للموسيقا، من له أثر كبير في ذلك سواء على الصعيد العربي والعالمي؟

 

أنا موسيقي وعازف بيانو، ملحن وموزع من مدينة محردة، في سوريا بدأت قصتي مع الموسيقى بتشجيع كبير من والديّ الذين اكتشفوا موهبتي في سنٍ مبكّرةٍ ، فأنا تعلمت الموسيقا قبل أن أتعلم اللغة العربية، وكان لوالدتي الدور الأكبر فبدأت تتعلم الموسيقى لتتمكن من تعليمي، إذ كان عمري لا يتجاوز الخمس أو ست سنوات، وبهذا العمر لم أكن أستطيع قراءة اللغة العربية فما بالك النوطة الموسيقية التي كنت أحضرها من عند استاذ الموسيقا بعد الدرس

 

نادراً ما يتأثر الموسيقي بشخص واحد، إنما يتأثر بالمدارس الموسيقية ويتعلم منها، وكانت بداية العشق الموسيقي لآلة البيانو في طفولتي قبل وجود الكمبيوتر والإنترنت فكنت أجلس أمام شاشة التلفزيون مع بداية البث العام للتلفزيون السوري فتظهر صورة نهر بردى ترافقها موسيقى كنتُ أنتظرها بفارغ الصبر.

 

2. لمع اسم المايسترو سليمان فهد مع أسماء كبيرة أين كانت البداية؟

 

دوماً في الموسيقى هناك بدايات وليس بداية واحدة، فكلما أعطى الموسيقي من علمه وبحثه الموسيقي كلما فتحت له أبواب جديدة ومفاهيم جديدة، بدأت العمل مع أسماء عديدة وبدأ اسمي بالظهور في حفلات متفرقة مع نجوم مثل ناصيف زيتون، محمد مجذوب، أيمن زبيب، صبحي توفيق وغيرهم، لكن لم يكن أي منها تعاون مستمر، لذلك أعتبر أن البداية الجديدة كانت مع الفنانة يارا لأنني بدأت معها منذ ثلاث سنوات ليستمر هذا التعاون حتى الآن.

 

كما أنني أحب نمط الموسيقى الذي تقدمه الفنانة يارا وأجد نفسي وشغفي مع تلك النوتات، عدا عن الراحة الكبيرة في التعامل معها، والتفاهم العميق.

3. الحفلة الأخيرة كانت برفقة القديرة ميادة الحناوي، في دبي اوبرا تلاها تكريم، حدثنا عن ذلك، وما هو شعورك بمرافقة قامة فنية سورية كبيرة في المغترب؟

 

حفل القديرة ميادة الحناوي كان تجربة يصعب وصفها، وشخص مثلي يحارب في هذا الوضع الموسيقي السيء، يمشي عكس التيار، يعود بالزمن إلى الوراء ليعيد إحياء الزمن الموسيقي الجميل، فيُكلَّل مسعاه بالنجاح أخيراً، فيكون قائداً للأوركسترا في حفل القامة الفنية الكبيرة ميادة الحناوي على مسرح أوبرا دبي.

 

من بداية وقوع الاختيار عليّ لأقود الأوركسترا، كنت مغموراً بالمشاعر، مع حسّي بالمسؤولية الكبيرة المترتبة على ذلك، والعمل مع موسيقيين من مختلف أنحاء العالم العربي وليس فقط سوريين.

 

ومنذ لحظة اختيار الأغاني كان العمل هو سباق مع الزمن لإنجاح هذا الحفل، ولنغنيه بأكبر قدر من الموسيقى وأفضل أداء خاصة وأن للفنانة ميادة الحناوي تاريخ حافل وغني بالموسيقى ومع أسماء كبيرة، وكل ذلك بعد بروفا واحدة سريعة مع السيدة ميادة، لكن الحمدلله كان الحفل ناجحاً وشعرنا بالراحة على المسرح، وكانت شهادتها بي مؤثرة جداً عندما التقيتها قبل يومين من الحفل.

 

أما خلال الحفل كانت محبة الجمهور مبهرة، وتفاعلهم مؤثراً، فكنا نتوقف بعد كل أغنية ونعيد بعض الكوبليهات بناء على طلب الجمهور ، الذي لم يخفِ تعطشه لهذا الفن والسيدة ميادة، فكانت تصلني أصوات غناء الحاضرين حتى المسرح.

 

أما ابتسامة السيدة على المسرح فقد غمرت قلوب الجميع.

 

وأن أعمل مع قامة فنية سورية عظيمة، عنى لي الكثير وخاصة في المغترب فشعور ملاقاة سوري هو كشعور العودة إلى الوطن، وذلك التعاون الفني يتحول إلى موضوع وطني فنحن نمثل بلدنا سوريا على المسرح.

 

ومن المميز في هذا الحفل هو مشاركة الفنانة نيرمين وهبة للسيدة في آخر أغنيتين وهذا حدث غير مسبوق.

 

أما عن وجودي في حفل تكريم السيدة فقد عنى لي الكثير، وسط حضور فني ورسمي سوري، وهذا أقل من الواجب تجاه الست ميادة لأنها رمز سوري وواجب علينا جميعاً أن نقدم لها التكريم والتقدير.

4. حدثنا عن مهرجانات صيف دبي؟

 

تلك المهرجانات هي حفلات جماهيرية، تضم عدداً كبيراً من الجماهير، وكنت قائداً لحفلة النجم محمد عساف، وهناك تعاون مستمر معه.

 

أما الذي ميز الحفل هو أداؤه لأغنيته الجديدة “مرايتك” لأول مرة في حفل مباشر ، والتي تلاقي صدى كبيراً الآن في العالم العربي.

 

والنجم محمد عساف هو شخص لطيف والتعامل معه سلس، عدا عن صوته الذي يعدّ مفخرة للوطن العربي أجمع، فحين يغني هو سلطان على المسرح.

حسان لباد فارس أمين على الثقافة السورية، وراعي للمواهب الفنية

5. برنامج غني ع العالي ما الإضافة التي يقدمها للمايسترو سليمان فهد؟

 

برنامج غني ع العالي هو برنامج فيه نوع من التحدي لأن الفنان يأتي ليؤدي أغانيه لكن بتوزيع جديد، يكون عبارة عن مزيج بين الموسيقى العربية والغربية، هذا الأمر فتح أمامي المجال للإبداع فكنت مسؤولاً عن ست حلقات منه، عملت فيها على “الميكس” و “الماستر” و”الإيديت” ولم يكن بالأمر السهل خاصة أن البرنامج يبث بشكل مباشر، وهذا النمط من العمل أحبه جداً ولي خبرة فيه كما أنني أجد متعة كبيرة في مزج الأنواع الموسيقية، وهذا الأمر يتيح لي فرصة إظهار قدراتي وإلمامي بالأنواع الموسيقية ومزجها وإظهارها بأعلى جودة

 

وتلفزيون أبو ظبي هو تلفزيون هام وظهور اسمي فيه يعني لي الكثير.

 

6. حدثنا عن حفل عيد الخير والعطاء في دار أوبرا دبي، أجمل اللحظات وأهمها:

 

حفل عيد الخير والعطاء، كان مع بداية انحسار أزمة كورونا، وظهور أول بصيص أمل بانتهاء الحجر الصحي وعودة الحياة الطبيعية، وكنّا محكومين بعدد الحضور في هذا الحفل.

 

الحفل كان برفقة الفنانة يارا و الفنان حسين الجسمي، وكان معنا عدد من أطفال “ذا فويس كيدز” وكنت مايسترو الفرقة الموسيقية للفنانة يارا . في البداية وهو حفل خيري عاد ريعه إلى المتضررين من كوفيد.

 

كان شعور الجميع لا يوصف فنحن كموسيقيين نتنفس المسرح، واللقاء المباشر مع الجمهور هو ما يعطينا الفرح الحقيقي.

 

ومع أنه كان لنا تجارب بحفلات أونلاين خلال فترة الحجر، ومع معرفتك أن الناس تراك خلف الشاشات إلا أن ذلك لا يمكن مقارنته باللقاء المباشر.

 

7. ما هي التوليفة السحرية التي يجب أن تجمع المايسترو والفنان المغني، لتكون النتيجة حفلاً مميزاً وناجحاً؟

 

التفاهم أولاً وآخراً، والتفاهم في عدة مجالات كالتفاهم الشخصي بالأفكار والتصورات للحفل، التفاهم الموسيقي والتشارك بالإحساس الموسيقي نفسه، والتفاهم بالأهداف فحين يكون هم المايسترو والفنان هو الفرحة التي يراها في عيون الجمهور لن يمانع كلاهما بإعادة بعض الأغاني، أو أداء أغنية غير متفق عليها، على العكس سيضيف ذلك إلى الحفل تميزاً .

8. ما هي أهداف المايسترو سليمان فهد في المستقبل القريب والبعيد؟

 

بالنسبة لي لا سقف للطموح، ودوماً أعمل لأقدم موسيقى أفضل

 

وعلى الصعيد الشخصي أعمل الآن على تأليف موسيقي هو عبارة عن مزج أنواع موسيقية متعددة من تراث بلدان مختلفة ، وأحاول فعل ذلك مع أوركسترا متنوعة ينتمي أفرادها لنفس البلدان التي أعمل على مزج موسيقاها، للحفاظ على تلك الهوية، وبعد انتهائي من التحضيرات سنقوم بأدائها في حفل موسيقي للأوركسترا ، على مسرح عالمي كبير

 

أما غير ذلك هي أهداف مرحلية، تتضمن إثبات وجودي، فلقب مايسترو ليس مجرد كلمة، والأصعب من الحصول على اللقب هو الحفاظ عليه، وهذا هو همّي الدائم.

 

إعداد وحوار: ميشلين وهبي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة | شركة سيو