فن ومشاهيرمواهب

“ناهد مطر” أطمح لأكون مخرجة سورية باسم سوريّ، والبداية كانت مع جود سعيد

بدأت “ناهد مطر” بالقول : طموح سوري مهمٍّ ومحترم، مثلي مثل كثير من الشباب، فنحن نبحث عن الفرص التي تناسبنا ونتمنّى أن نتواجد مع أسماء مهمّة تعتبر مدرسة بعالم الإخراج”

 

-كيف بدأت مجالك الفني بالاخراج ؟

«كانت البداية عن طريق الاهتمام بأن أطوِّر هوايتي بالتصوير، وتمّ إقامة دورات بمجال التصوير والفيديو، وعملت فترة كمصوِّرة فوتوغرافية، وعملت أيضاً مع مديرية المسارح، وبعدها توجَّهت لدراسة الإخراج بالأكاديمية السورية البريطانية وخاصّة السينما القصيرة والوثائقية، وبعدها عملتُ وزملائي على فيلم وثائقي وكان اسم الفيلم “9,63”»

 

-إلى ماذا يرمز اسم الفيلم، وما الذي دفعك لإنجازه؟

«يرمز اسم الفيلم لمحطّة إذاعية على الراديو، ويستمع إليها كلُّ الناس وتحديداً المسافرين خارج البلد، وكان اسم الموجة هو الرمز الدولي للاتصال بالبلد، وكان الهدف من هذا الشىء هو الربط بين المغتربين بالخارج والبلد، وأيضاً كان الفيلم يتحدّث عن ضحايا الحرب الأكثر ضعفاً ألا وهم الأطفال، وبكلِّ زاوية بالفيلم كان يتمُّ التركيز على قصّة من الواقع السوري المعاش».

 

-ما هو العمل الذي يعتبر نقطة البداية الحقيقية لك؟

«البداية الحقيقية والاحترافية بالنسبة لي كانت بالفيلم السوري “مسافرو حرب” للمخرج “جود سعيد”».

 

-ما هي أهمُّ التجارب والأعمال بمشوارك الفنّي؟

«عندما اُتيحت مع الأمانة السورية منحة تدريبية لمحبّي السينما وصانعي المحتوى الفنّي كنت من الأشخاص الذين وقع الاختيار عليهم لأكون معهم كمتدرِّبة ضمن فريق التصوير، بالبداية مع الأساتذة “وائل عز الدين، وعقبة عز الدين” وفريق التصوير الذين أعطوني الاهتمام وأعطوني الكثير من خبرتهم العملية والعلمية، وبعدها أصبحت ضمن فريق الإخراج والذي كان أيضاً متعاون جداً وقدّم لي معلومات مهمّة وقيّمة بالإضافة إلى التدريب العملي على جميع مراحل الإخراج ضمن موقع التصوير قبل اللقطة وبعدها، و ضمن الموقع كان يوجد الفنّان “حسن دوبا” وقد كنت بذلك الوقت أعمل على سيناريو فيلمي الأوّل والذي يحكي  قصّة شخص وهو مريض “ثنائي القطب” قرّر حياة العزلة بعد سنين طويلة من الصراع مع الحياة والأشخاص خارج منزله، وفُرضت عليه الظروف أن يشاركه السكن قطٌّ بليد متعجرف يدعى “أسكوبار”، وتدور أحداث مضحكة وحزينة ومتقلّبة بينهما مع دخول الشخص الواصل بينهما وبين الحياة خارج منزلهم وهي حبيبة “إِيلان” _الشخصية الرئيسية بالفيلم_ وكانت تدعى” ناي” وهي راقصة خرّيجة المعهد العالي بالإضافة إلى أنَّ “إِيلان” هو خرّيج المعهد العالي للرسم، وقد كان متأثّراً بالرسّام “فان جوخ” الذي كان هو أيضاً مريض “ثنائيّ القطب” وتدور أحداث الفيلم بتصاعد دراميّ بينهم من خلال تواجدي بموقع التصوير لفت انتباهي شخصية الفنّان “حسن دوبا” وحضوره أمام الكاميرا، وتحدّثتُ معه وأخبرته أنّي أقوم بكتابة سيناريو فيلمي الأوّل و أتمنّى أن يشاركني فيه وطلب منّي أن أرسل إليه السيناريو عند الانتهاء منه، وبالطبع أثناء مرحلة كتابة السيناريو، أنا أقوم دائماً بالاستعانة بأناس مختصّة بمجال الطبّ النفسي سواءً كأانوا أطبّاء أم معالجين نفسيين لتوضيح أعراض المرض وتدقيقها ومساعدتي بهما، وكانت الفرصة الثانية مع برنامج “حازم زيدان” “First Cut” من إنتاج شركة “Art Maker” والذي يكون مديرها “زياد قنوع”، وقتها تمَّ تصوير الفيلم وكان بطولة “حسن دوبا، ويارا الدولاني” والقطُّ “أسكوبار”، وقد تمَّ عرض الفيلم على المحطة، أمّا التجربة الثانية كانت إنتاج خاصٍّ لفيلم “قيد” وقد تمَّ تحميله على موقع “اليوتيوب”، والفيلم كان يحكي عن الإنسان بشكل عام والقيود المجتمعية والفكرية المحيطة به وعدم قدرته على العيش بدونها، وتجسَّد الفيلم على شكل صراع ذاتي وكان الاعتماد بشكل أساسي على الصورة وأداء الممثّل وتمّ تصوير الفيلم بقلعة “دمشق”، بطل الفيلم هو “صديق أحمد إبراهيم أحمد” وهو خرّيج من جامعة بيروت.

أمّا الفيلم الثالث فكان “هارموني مفقود”، لم أتحدّث عن أحداث الفيلم نظراً للمشاكل التي مرَّ بها ومن ثمَّ عاد لي وقمت بأيقاف عرضه، والفيلم كان من إنتاج مؤسّسة السينما ولن أتحدَّث عن التفاصيل بسبب حديثي عنها في وقت سابق بشكلٍ مطوّل و تفصيلي، وبما أنَّ الفيلم ذهب بالاتجاه المناسب لصانعه فهذا يكفي، الفيلم عاد ليدخل مجدّداً بمرحلة السيناريو ليخرج بصورة كان عليها بوقت سابق، وليدخل بعد فترة مرحلة الإنتاج بالتعاون مع شركة خاصّة و كان قد تمّ الاتّفاق بوقت سابق على إعادة إخراج الفيلم».

-ما هي آخر أعمالك فيما يتعلَّق بالإخراج؟

“في الوقت الحالي توجّهت مع فريق “شباب توك” وكانت تجربة مميّزة جداً ومهمّة بما تتميّز به مواضيع برنامج “جعفر توك” والتي تعتمد على الاختلاف والتميُّز والغرابة والحالات الإنسانية والقدرات والمهارات الفردية للشباب ضمن المجتمع العربي».

 

-ما الذي دفعك لخوض تجربة العمل على إخراج برنامج “جعفر توك”، وماذا استفدت منها؟

«أكتر ما هو جيّد بتلك التجربة هي الدقّة بالعمل، وأنا دوري كان الإخراج، والشيء الذي شجّعني لخوض هذه التجربة هو كون الشخصيات والقصص حقيقية مستوحاةٌ من المجتمع وهي قصص غريبة وغير معروفة، وكنت أقود مسألة الإخراج بطريقتي الخاصة، ولكن مساوئ العمل معهم هو أنّه لا يتمّ توقّع العمل من قبلي ولا أستطيع نشر العمل على صفحتي الشخصية و لكنّها خبرة وتجربة جميلة».

 

-ما هي طموحاتك، ومن هم الفنّانيين السوريين الذين تتطلّعين إلى العمل معهم؟

«بالنسبة للتواجد ضمن العمل على الساحة السورية فأنا من الأشخاص الذين يهتمّون بالنوعية، وأختار بعناية شديدة خطواتي والأشخاص الذين أحبُّ أو أتمنى العمل معهم، فبالنهاية أنا أطمح لأكون مخرجة سورية باسم سوريٍّ مهمٍّ ومحترم مثلي مثل كثير من الشباب، فنحن نبحث عن الفرص التي تناسبنا ونتمنّى أن نتواجد مع أسماء مهمّة تُعتَبر مدرسة بعالم الإخراج وعلى الصعيد الشخصي هم أشخاص مثقّفين ومحترمين جداً و محبَّبين بالنسبة لي، وكنت أتمنّى مثل الكثيرين أن أكون مع شيخ الكار الأستاذ الراحل “حاتم علي” ولكن مع الأسف لقد غادرنا وترك لنا كنزاً فنّياً سورياً عريقاً،  والأستاذ “محمد عبد العزيز” والأستاذ “الليث حجّو” هم أسماء كبيرة ومهمّة بعالم الإخراج أيضاً، والتواجد معهم بمثابة الوجود بأكاديمية علمية لدراسة الإخراج على الصعيد العلمي والأخلاقي وتعلُّم فنِّ التعامل مع المشهد وإدارة موقع التصوير، وهؤلاء أطمح للعمل معهم والتعلّم منهم في المراحل القادمة».

 

-ما هي آخر أعمالك بالنسبة لكتابة السيناريو؟

«بالنسبة للسيناريو فأنا بالمراحل الأخيرة من إنهاء نصّ فيلم “السجين رقم 8″، وأتمنّى أن يرى الظهور بوقت قريب».

 

– ما هي رسالتك الأخيرة التي تحبّين أن نختم بها هذا اللقاء؟

«رسالتي الأخيرة هي أني أفهم جيداً تخوُّف شركات الإنتاج الخاصّة و طالمنتجين من إعطاء فرص لمخرجين شباب جدد، وهذا حقّهم الطبيعي و كن هناك دائماً خيارات رابحة بانتظار فرصة حتّى تظهر وتتألّق وتكون جديرة بالثقة وأتمنّى منهم أن يكون قلبهم قويٌّ وشجاع ويسنحوا لنا فرصاً».

 

إعداد وحوار : شهد بركات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى