مواهب

المهندس المعماري “نضال نوفل” يبحر بسفينة التايتنك في السويداء

 

 

“نضال نوفل”

أجبرته الظروف على ترك دراسته في الجامعة  لعدة سنوات ، ولكن حلمه الذي نشأ فيه منذ الطفولة ورغبته في تحقيق هذا الحلم جعله يكمل الطّريق ليُصبح اليوم من المهندسين المعمارييّن المشهورين في محافظة السويداء، وفي لقاء خاص لمجلة “شبابيك” مع المهندس “نضال نوفل”  كشف لنا العديد من التفاصيل عن حياته المهنية والصعوبات التي تواجه المهندسين اليوم.

 

 

– المهندس “نضال نوفل” دراسة الهندسة المعماريّة هي من الدراسات الصعبة التي تحتاج إلى شغف وتعب كبير هل تحدثنا عن  سبب اختيارك لهذا المجال وبعض التفاصيل عنها ؟ وكيف كانت بداية عملك على الأرض؟

 

“قبل كل شيء أتقدم بالشّكر لمجلة شبابيك لهذه اللفتة الرائعة ولي الشّرف أن أكون جزء من اهتمامها ، بالنسبة للهندسة المعماريّة كانت تمثل حلم لي وشغف منذ الطفولة  كنت أتمنى تحقيقه وبفضل الله استطعت ذلك على الرغم من مواجهة  صعوبات كثيرة و تعب وجهد ، درست السّنة الأولى في جامعة حلب وفي السّنة الثانية انتقلت إلى دمشق،  لكن أجبرتني  بعض الظروف والمشاكل على ترك الدراسة مدة خمس سنوات  إلا أن رغبتي وشغفي جعلوني أن أعود للدراسة  لتحقيق ذلك الحلم ، حيث خلال فترة انقطاعي عن الدراسة سمحت لي الفرصة بأن أمارس ما تعلمته في مكتب هندسي في مدينة دمشق مما أضاف لي الكثير من الخبرة في هذا المجال .

بالنسبة لانطلاقتي وبداية عملي فقد كانت في محافظة السويداء حيث حاولت أن أقوم بإعادة تأهيل المنازل وإعادة ترميمها بطريقة حديثة مُراعياً رغبة الأشخاص في التطوير والتحديث بما يتناسب مع الإمكانيات المادية الضعيفة ، وكانت تجربة رائعة ومفيدة حيث استطعت إعادة تأهيل عدة منازل في مدن مختلفة وبتصاميم جديدة ، إذ تم من خلال هذه التجربة ترشيحي لإعادة تأهيل وتصميم مبنى اتحاد العمال  في السويداء والذي هو حاليا منتجع اليورادرس   واستمريت بالعمل فيه ثمان سنوات ومن هنا بدأت انطلاقتي للعمل في المشاريع السياحيّة”.

 

 

– هل تُحدثنا من خلال لمحة بسيطة عن المشاريع التي نفذتها ؟ ما هو المشروع الذي تعتبره من أصعب المشاريع الهندسيّة التي قمت بتنفيذها ولماذا ؟

“بعد مشروع اليورادرس  استمر عملي في نقابة المهندسين كمهندس ومصمم وكان لي نصيب في أن أكون مرشح لدراسة وتنفيذ أكثر من مشروع سياحي مهم ولهم اسم في المحافظة مثل فندق الربيع طريق ضهر الجبل ومسبح وصالة واي لايت ، مشروع كارتنغ ومسبح وفندق جميعها على طريق ضهر الجبل ، مطعم يانوس لاند ويعتبر مشروع مهم لما له من قيمة أثرية بإعادة تأهيله ، مشروع مارينا مول في شهبا بالإضافة إلى تصميم وتنفيذ مجموعة كبيرة من الفلل والبيوت السكنيّة .

وبالنسبة لي يُعتبر مشروع اليورادرس من أصعب المشاريع التي قمت في تنفيذها لأنه كان عبارة عن بناء قائم منذ عام 1983م والعمل على إعادة تأهيله ليكون بالصورة الموجود عليه لم يكن سهل إلا أن تضافر الجهود وثقافة المالك وإعطائه للمعرفة حقها كانت تذلل المصاعب حيث يعتبر منتجع اليورادرس في السويداء اليوم من أهم المنتجعات السياحية على الإطلاق”.

 

-مشروع سفينة التايتنك هو آخر أعمالك الهندسيّة ، كيف جاءت الفكرة لتصميم هذا المشروع ؟ وكم استغرق وقت وجهد لتنفيذه ؟

“الفكرة التي استمديت منها فكرة السفينة هي ميلان الأرض والإطلالة الرائعة لمدينة شهبا ، وإظهار المشروع بطريقة غير نمطيّة تختلف عن المألوف ، حيث استمر تصميم مشروع السفينة أكثر من سنة وكنت متواجد بشكل دائم في أرض المشروع  لمُتابعة أدق تفاصيل بنائها  ، وعلى الرغم من المصاعب التي واجهتني ورؤية الكثير من المحيط وتأكيدهم على عدم إمكانية تنفيذ هكذا مشروع بالصورة المقترحة إلا أن بفضل الله والجهود التي بذلت تمكنا من نجاح هذا المشروع  وبالصورة التي رسمناها “.

 

 

– من أين تستمد إلهامك في تصميم اي مشروع ؟

“بالإضافة إلى الإمكانيات المتاحة حيث تعتبر عناصر تساعد لكنها تبقى بعيدة عن إلهامك الخاص الذي يجعلك تفكر بما هو أجمل ، وعدم التكرار  وقدرتك على أن تكون أفضل مما كنت عليه هذا يستدعي منك أن تحاول كثيراً  للقيام في تصميم مشروع بأفكار مبتكرة وحديثة وإظهاره بشكل جديد ومميز”.

 

-العمل الهندسي هو عمل  بحاجة لكثير من الشغف والفن،  كم يأخذ من وقتك اي مشروع تقوم به ؟

 

“استطيع القول بأن الهندسة المعماريّة لها طابعها المهني الخاص لما لها من معطيات تنعكس على جميع مفردات الحياة فهي تعبر عن كل المهن وتفهم رغبة جميع الوظائف وآلية التحكم في الفراغات التي يعيشها الإنسان بتنوع وظائفه من طبيب أو مهندس أو مزارع وغيرها ،  حيث يجب على المعماري أن يُلبي هذه الاحتياجات ويصيغها في الطريقة المناسبة ضمن أصول ومبادئ وتصاميم معرفية وقد يطول هذا العمل من مشروع إلى آخر حسب حجمه ووظيفته ومدى أهميته”.

 

– لديك عدد كبير من المتدربين يعملون  ضمن مكتبك الهندسي ماذا أضافوا لك ؟ وهل وجود ابنتك ضمن هذا المجال كمساعدة لك هو رغبة  شخصيّة منها أم بناء على طلبك؟

 

اليوم أمارس مهنتي وأنا محاط بأكثر  من أربعون مهندس معماري من جيل الشّباب أتشرف بالتعامل معهم وهم يمثلون فكراً  نيّراً حيث أحاول الاستفادة منهم ومن أفكارهم المُبتكرة بشكل كبير وأحاول إعطائهم كل ما يلزم لهم من خبرة ومعرفة وأؤكد لك أنهم كالأبناء فأنا استمد منه الطاقة والنّشاط والطّموح وأرى فيهم المستقبل، أما عن ابنتي “قمر” اعتبرها حلمي  الثاني في هذا المجال وأحاول زرع معرفتي وتطوير أفكارها على أن تكون خلّاقة ومؤمنة بالعمل المعماري لأن العمل المعماري مثله مثل أي عمل يحتاج إلى الإيمان والثقة بالذات والسعي بالطّموح لتحقيق الأهداف  ، حيث كان لابنتي “قمر” رغبة كبيرة في دخول مجال الهندسة واتباع هذا الطريق محاولة تجسيد شخصية هندسيّة بناءة وانا أقدم لها كامل الدعم”.

 

 

–  برأيك اليوم أصبحت الهندسة المعماريّة بوجود الإنترنت والتكنولوجيا من المجالات التي يستطيع أي شخص أن يقوم بدراستها ؟ وهل الدورات الهندسيّة والتدريبية أصبحت كفيلة عن دراسة الجامعة ويستطيع المتدرب العمل في الهندسة من خلالها ؟

 

“اليوم التكنولوجيا قدمت الكثير للهندسة المعماريّة أسوةً بباقي العلوم وأصبح الإنترنت  مكتبة ضخمة يستطيع المعماري تداول أفكاره وأفكار الآخرين من خلالها ، أضف إلى ذلك أن العلم قدم البرامج الهندسيّة التي وفرت الجهد الكبير على المعماريين وتخصيص وقتهم للتفكير في تصاميمهم ، حيث كانت سابقا آلية الرّسم تأخذ جهداً ووقتاً كبيراً لإظهار العمل ، أما العمل الهندسي بكل أشكاله يحتاج إلى الدراسة الجامعيّة فهي المؤسسة الأكثر معرفة والأكثر توجهاً ولا يمكن الاستغناء عنها، إذ لا يستطيع أحد العمل كمعماري بمفرده بدون الدراسة الجامعيّة والدورات حيث الممارسة التدريبيّة تُغني لكنها ليس بديل”.

 

 

 

– هناك العديد  من الصعوبات التي تواجه المهندسين المعماريين اليوم حدثنا عن بعض الصعوبات التي واجهت” نضال نوفل “؟

 

“هناك الكثير من الصّعوبات والتي من أهمها هي ثقافة الزبون وقدرة تعامله مع المّصمم الذي تعتبر الحاجز الأكثر صعوبة لولادة أي مشروع هندسي حيث أن المال أصبح يتحكم في العلم ، بالإضافة إلى عدم وجود قدرات ماليّة لدعم المشاريع المعماريّة التي تقف عائق امام المهندسين فلو وجدت إمكانيات ماديّة جيدة كان من الممكن وجود مشاريع معماريّة  تُضاهي العالم” .

 

“بيير قلام” : “بكرا بيجي نيسان” عمل سوري بحت، وبداية العام الجديد ستكون خيراً

 

– أخيراً ما هي أحلام المهندس” نضال نوفل” وإلى أين يحلم أن يصل ؟ وحسب توقعاتك إلى أين تتجه الهندسة المعماريّة في المستقبل ؟

 

“الحلم الأكبر والدّائم المُرافق لحياتي أن استطيع تشكيل نقطة فارقة بالنسبة ل بناتي سواء على الصّعيد الشّخصي كأب أو  على الصعيد المهني، ولو أردت التركيز على حلمي كمعماري فلا يمكن وصفه حيث يبقى النّتاج الذي أقوم به هو طريق الوصول إلى حلم يمكن أن أحقق جزء منه كمعماري عالمي ،

بالنسبة لعمارة المستقبل فهي تتجه نحو مدارس جديدة بالتصميم ومرتبطة بشكل أو بآخر بالمواد المنتجة لهذه العمارة إضافة إلى قدرة الخلق الذي يساعد معمارييّن المستقبل بتنفيذ أفكارهم التي كان العلم عاجز عنها سابقاً فالهندسة  المعماريّة جزء مرتبط بشكل كبير بالتطور العلمي وتطور  الحياة فهما شيئان منسجمان ومرتبطان ارتباط وثيق ببعضهم البعض”.

 

 

إعداد وحوار : ربا نوفل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة | شركة سيو