شبابيك

لما القيم…تفاصيل أنثوية ما بين الشعر والأزياء

تنطبق عليها أغنية “متل حكايات الخيال لكن أنتِ حقيقة” هي امرأة تغرد خارج زمن التريند والفلاتر، حقيقية ومؤمنة بطموحها وأفكارها، تجاهد بين الكلمات تارة وبين الفن تارة أخرى لتقول أنا امرأة.. أنا طموح.. أنا فكر ووقود لا تنتهي.. إنها الشاعرة لما القيم في حوار خاص لمجلة شبابيك، تحدثت خلاله عن عملها في مجال الأزياء والانتيك وكيف تقدم نفسها في هذا الإطار.

 

أهلاً وسهلاً بك الشاعرة لما القيم في مجلة شبابيك، بداية أخبرينا كم هو جميل أن تجمع المرأة بين الواقعية والحداثة والزمن العتيق ؟

لا اعلم بالضبط هو شغفٌ قديم

.. علاقتي بالزمن علاقة غريبة نوعاً ما

أنا امرأة تعشق عمرها كلما قدم ، أفرح وأنا أخبر الناس أنني أربعينية

أحب كل شيء قديم ، كل شيء أكل منه الزمن وتعاقب عليه الناس حتى وصل لأيدينا، رائحة الأشياء العتيقة ، لونها الداكن

الحرفة والفن القديم مذهل بدقة تفاصيله وجودته وكأن أحدث الآلات سُخّرت لصنعه .. تخيلي أن يد الإنسان كانت أدق بمراحل من الآلات الأكثر تطوراً في زمننا ، الأنتيك فيه روح وعرق وجهد صانعه وفنه العالي جداً

لا أنظر لقطع الأنتيك بعيني بل بكل حواسي وأحزن أحياناً كثيرة عندما تُباع بعض مقتنياتي لشدة حبي لها وتعلقي بها

أحب كبار السن ، الجدّات ، التجاعيد بحنوّها وقسوتها، الشيب وهيبته ووقاره

أحب الحارات العتيقة

 

_مهمة تداول الانتيك في وقت يذهب معظم الأشخاص إلى التفاصيل الحديثة ليست سهلة وهناك تحدي ومغامرة، فما الذي دفعك لهذا المجال من التجارة بالتحديد؟

 

ربما لأني بالأصل شاعرة ! لا أقتنع بالعاديّ والمتداول ولا يغريني السّهل الهيّن ، بالإضافة إلى علاقتي اللصيقة بوالدي الذي أورثني الكثير من الإيمان بأن الإنسان الذي لايحمل روح المغامرة تذهب حياته سدى ، لن يصل ولن يعرف طريقاً للنجاح

_Lama Gallery مشروع كبير نوعاً ما يضم العديد من التفاصيل، بين الملابس والانتيك ما القاسم المشترك؟

الفن ، عشق التفاصيل ، الرغبة الجامحة بالخلق

كل هذه الأشياء تنتمي للفن وهو بذاته إعادة خلق

 

_لا يوجد وقت محدد لتحقيق الأحلام بقاموس لما القيم على ما يبدو، ما تعليقك على هذا الأمر؟

 

الوقت هو نحن ، مانصنع وما ننجز

كل وقت لم أنجز به شيئاً يسقط من ذاكرتي بكل تفاصيله دون أن أتقصّد ذلك حتى

الإنسان خُلق ليَسأل ، والسؤال تعلّم دائمٌ ومستمر ، نموت ونحن مازلنا نتعلّم وينقصنا الكثير لنعرفه

نحن نعيش مرة واحدة ، قد يكون العمر طويلاً أو قصيراً هذه تقديرات الله لكن الخيار لنا إن كنا نريد العيش طويلاً

أن نعيش بعد موتنا هو حلم عظيم أيضاً وهذا أمر لن يتحقق إن توقفنا عن السعي والحلم والإنجاز.

 

_ وماذا تقولين عن الشعر وبوح الحروف لكون هذا ما جعل لما القيم مميزة في عيوننا؟

بدايةً اسمحي لي أن أقول لك بالعامية ” دخيل عيونك ”

الشعر معلّمي وملهمي الأول ، تعلّمت منه أن الحياة ممكنة مهما قست وجارت البلاد

وأن الوحي لايزور الكسالى ولا يحب المتقاعسين ويحب من يسعى لأجله ويصير طيّعاً معطاءً معه لأبعد حد

والعمل وحي .. وحي عظيم وقصيدة طويلة في كل شطرة فيها بلاغة هائلة

مدينة له بكل شيء وصلت وسأصل له يوما ما.

من فساتين lama

وعندما يتعلق الأمر بالمناسبات الخاصة، لا يوجد شيء يضاهي الفستان المثالي، سواء كان لحفل زفاف ساحر أو حفل عشاء فاخر، فإن فستان السهرة أو الزفاف يمكن أن يحول أي امرأة إلى أميرة في ليلة واحدة، من أين تستوحي تصاميمك، هل نوع القماش وجودته تؤثر على التصميم؟ 

 

في سوريا بالذات علينا أن نفخر بكل ماننجز ، كبيراً كان أم صغيراً

كل عمل هنا وكل خطوة على هذا الطريق الوعر نجاح لايستهان به

سوق الأقمشة في سوريا فقير جداً ، الخامات شبه مفقودة ، نحن نخلق أشياء تضاهي ماهو عالمي من لا شيء بكل معنى الكلمة

نبحث (بسراج وفتيلة) لنجد القليل القليل مما يخدم التصاميم

حتى مواد الشك أصبحت غالية بشكل مبالغ به على قلّتها ومحدوديتها، واليد العاملة قليلة في هذا المجال ومكلفة جداً أيضاً ، وهنا يكون الجواب : الوحي مرهون بالمتاح

وهذا سبب اعتزازي بكل تصميم خرج للنور حتى الآن

أسعى لأن يكون لي خطي الخاص وبصمتي التي تجعل من يرى التصميم يعرف قبل أن يقرأ الاسم أنه لِ لما القيم.

 

 

_وعن تصاميم الأطفال حدثينا عن خصوصيتها في غاليري لما؟

 

بالنسبة لتصاميم الأطفال

فأنا أعمد لمناقشتهم وفهم شخصيتهم ومايفضلون وكيف تفضل الطفلة أن تبدو بفستانها.

الفتيات الصغيرات قصائد حرة

تستطيعين عند قرائتهن أن تتنقلي بعوالم لم يستطع أدهى وحي تخيلها

أول فستان لطفلة صممته كان على طلب وذوق والداتها ، باللون الأسود ولم تكن الطفلة قد تجاوزت العام ونصف بعد ، حين رأته أصابتها نوبة هلع وبكاء رغم رقته وجماله

رفضت حتى أن تنظر إليه مرة أخرى، وهذه الحادثة كانت السبب في رفضي التام بعدها أن أصمم أي فستان لطفلة قبل النقاش معها أو على الأقل إن كانت بعمر يصعب عليه الكلام والشرح، أن أريها التصميم على الورق أو الشاشة ومراقبة ردة فعلها عليه.

اقرأ أيضاً لما القيم تصنع الشعر بالكلمة والأحجار الكريمة 

Lama gallery

_هل من الممكن أن تتعاوني مع عروس ما لتصميم فستان زفافها؟ أو فستان خطوبتها بشكل خاص؟

 

طبعاً .. حصل ويحصل

لدي تصاميم منجزة وموجودة بالغاليري لكن عندما تطلب العروس تصميماً خاصاً بها أنفّذه بكل حب وسعادة بعد أن نتناقش بكل تفصيل مهما كان بسيطاً أو صعب التنفيذ ، هذه ليلتها ، وهذه الليلة بكل مافيها سترافقها كل العمر

لها الحق أن تحلم وأكون بقمة سعادتي حين أحقق لها لو جزءاً من هذا الحلم.

 

_وفي الختام كيف تصفين تصاميمك على اعتبارك شاعرة أيضا؟

 

قبل أن أدخل مجال الأزياء ومنذ بداياتي الشعرية وظّفت كل مايتعلق بملابس النساء الطاغية الأنوثة في صوري الشعرية

من قرأ ويقرأ قصائدي وخصوصاً المحكية سيلاحظ هذا التوظيف ، طبعاً حينها لم أكن أتخيل حتى أن يأتي اليوم الذي أدخل به هذا المجال وأن تنقلب الآية وتصبح القصائد فساتين تتغاوى بها النساء!.

 

شكراً لمجلة شبابيك والقائمين عليها

 

إعداد وحوار : رهف عمار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة | شركة سيو