مواهب

“فاتن بشار كمال الدين” اسم سوري مؤثِّر في ماليزيا

ما دمنا متمسِّكين بحلمنا، واثقين من أنفسنا، سنتمكَّن من اجتياز طريق الأحلام وننعم بالحقيقة.

هذا ما نتعلَّمه من قصة الباحثة السورية الملهمة ” فاتن بشار كمال الدين” التي تمكَّنت من نشر عدًَة أبحاث مهمَّة في جامعة بوترا الماليزية.

ولأنَّ موقع شبابيك يسلِّط الضوء على الملهمين المبدعين، كان له لقاء خاص مع الدكتورة “فاتن بشار كمال الدين” هي باحثة وزميلة دكتوراه لمنظمة OWSD في جامعة بوترا الماليزية من مواليد سرغايا/الزبداني مواليد 1989م.

 

 

 

بدأت قصتها الملهمة في المرحلة الثانوية؛ إذ كانت مهتمَّةً جداً بمادة الفيزياء ولديها شغفٌ كبيرٌ بالتعمُّق بجسم الإنسان.

اختارت تخصُّص الفيزياء في المرحلة الجامعية، رغم حصولها على مجموع يؤهِّلها لدخول مجالات أخرى، إلَّا أنَّ طموحها لدراسة الفيزياء الطبيَّة شجَّعها لدخول هذا الاختصاص.

وكان لدعم وتشجيع عائلتها وقع خاص عليها، وهو ما دفعها للاستمرار بطريق تحقيق حلمها وإكمال الدراسات العليا رغم المعوقات الكثيرة التي تعرَّضت لها.

 

 

 

في المرحلة الجامعية حصلت فاتن على الدرجة الثالثة في الفئة، ونالت جائزة الشهيد باسل الأسد للتفوق.

وفي السنة الجامعية الثالثة أُرسلت مع مجموعة طلاب متفوِّقين إلى مصر لمدة شهر في التبادل الطلابي للأوائل.

 

وبعد تخرُّجها من الجامعة التحقت بدراسات الماجستير، وحصلت على الدرجة الأولى بعد انتهاء سنة المقررات بمعدل 82.33.

لكنَّ الظروف السائدة في سوريا آنذاك، جعلتها تجد صعوبةً في شراء وتأمين المواد الكيميائية اللازمة لبحثها فتوقَّفت.

 

 

وفي عام 2014م سافرت إلى جامعة الإسكندرية بمصر لإكمال دراستها، بعد حصولها على منحة من وزارة التعليم العالي.

وبحثت في استخدام مواد نانوية ودراسة تأثيرها على التوصيل الدوائي للجلد، وأنهت الماجستير في نهاية عام 2016م وشاركت بعدَّة مؤتمرات محلية.

ثمَّ بدأت بالتدريس في الأكاديمية البحرية لتكنولوجيا العلوم والنقل البحري بالإسكندرية، والتحقت بدراسة الدكتوراه في جامعة الإسكندرية.

 

 

 

ونظراً لمعدَّلها العالي بالماجستير حصلت على منحة لدراسة الدكتوراه في ماليزيا من إيطاليا والسويد.

وفي عام 2018م بدأت الدراسة في جامعة بوترا الماليزية، في مجال المواد المتقدِّمة، وتمكَّنت من تطوير جهاز استشعار فائق الحساسية، باستخدام المواد النانوية للكشف عن التراكيز المنخفضة جداً ( فيمتومولار) من الناقل العصبي الدوبامين.

 

 

 

هذا ونشرت منظمة OWSD قصة نجاحها على موقعها الرسمي، وحصلت على الجائزة البرونزية عن “إمكانات المستشعر الحيوي للرنين السطحي البلازموني القائم على أكسيد الغرافين للكشف عن الدوبامين” في التحدي الافتراضي لتكنولوجيا المواد 4.0 (v-MTC 2020) في UPM.

ورغم وصولها لآخر مرحلة من بحثها لنيل شهادة الدكتوراه تمكَّنت من نشر ثلاثة أبحاث في مجلات علميَّة عالمي Q1 ذات معامل تأثير عالي.

 

البحث الأول تناولت فيه “التطورات الحديثة في الاستشعار الكهروكيميائي والضوئي للدوبامين” المنشورة في مجلة علم المستشعرات”

 

وتناولت في البحث الثاني “مبدأ المستشعرات الحيوية للرنين السطحي البلازموني القائمة على المواد النانوية فائقة الدقة (مثل أكسيد الغرافين) وإمكانية اكتشاف الدوبامين” المنشورة في مجلة علم الجزيئات

 

أمَّا البحث الثالث فكان عن كشف الفيمتومولار من الدوبامين باستخدام مستشعر رنين البلازمون السطحي المعتمد على غشاء رقيق من الشيتوزان/ نقاط كمومية من الغرافين، وهي الآن تنهي البحث الرابع وتسعى جاهدة لنشر المزيد من الأبحاث قبل إنهاء دراسة الدكتوراه.

 

وقالت فاتن: رحلتي بالبحث العلمي لم تخلُ يوماً من التحديات والعقبات.

وأول ما أذكره هو العمل المخبري، فإجراءات شراء المواد الكيميائية اللازمة تستغرق وقتاً، إضافة إلى أنَّ الحصول على نتائج دقيقة وموثوقة يتطلَّب تكرار تحضير العينات والقياسات مرات كثيرة، ناهيك عن حدوث أعطال في بعض الأجهزة.

كلُّ هذه الأمور كانت تبعث في نفسي شيئاً من الإحباط وتثبِّط عزيمتي، لكن تشجيع عائلتي وأصدقائي رغم المسافات الكبيرة التي تفصلنا، كان الدافع الأكبر لأبذل ما بوسعي لتحقيق الأهداف، إضافة لذلك ثقة المشرف بقدرات الباحث له أهمية بالغة في التحفيز لكتابة ونشر المزيد من الأبحاث عالمياً.

 

وفي كلِّ مرحلة أشعر بها بالإحباطكنت أسمح لنفسي بأخذ قسط من الراحة بعيداً عن الدراسة للتفكير بهدوء، لأجد أنَّني قد عدت بعزيمة أقوى وأهدافي نصب عيني، فلا يمكن أن أحيا دون الفيزياء.

وحاليا العقبة الكبرى التي تعترضني هي صعوبة التواجد في المخابر بسبب الوباء.

 

وأسعى إلى الاستمرارية بالبحث العلمي في مرحلة البوست دوك في المكان المناسب، ولدي الكثير من الأفكار التي أرغب بتطبيقها كما أتطلَّع لأكون محاضرة جامعية.

 

فرح درويش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى