الضغوط اليومية، كيف نتعامل معها بوعي، وما هو الغذاء السليم لتحسين الصحَّة النفسية و الحفاظ عليها؟!
-تؤثّر مشاغل الحياة والضغوط اليومية والتوتر والقلق التي قد نواجهها يومياً على صحَّتنا النفسية، وعلى توازننا النفسي.. وبحسب منظَّمة الصحَّة العالمية إنّ الصحّة النفسية لا تعني بالضرورة خلوِّ المرء من الاضطرابات النفسية، ولكنّها ”حالة من العافية يستطيع فيها كلُّ فرد إدراك إمكاناته الخاصّة، والتكيّف مع حالات التوتّر العادية والعمل بشكل منتج ومفيد والمساهمة في مجتمعه”.
-لا تقلُّ الصحَّة النفسية أهمِّية عن الصحَّة الجسدية، لذلك يجب علينا الحفاظ على التوازن من خلال التعامل مع الضغوطات اليومية والمشاكل والقلق بشكل سليم والغذاء الصحيح وممارسة الرياضة والتأمل..
قد يبدو تأثير الضغوطات اليومية بسيطاً بالبداية، لكن مع الأيَّام يتأزَّم ويؤثِّر على الإنسان بشكل كبير جداً، ومؤذٍ لصحَّته الجسدية، وقد يسبِّب لهُ بعض الأمراض المزمنة:
” القولون العصبي، الأزمات القلبية، والتهاب الأعصاب، والضغط والسكري، والصداع والأرق”
لذا يجب علينا معرفة التعامل مع هذه الضغوط والتغلُّب عليها:
يبدأ التعامل الفعَّال مع الضغوط اليومية من خلال تحديد مصادر الضغط النفسي وتطوير استراتيجيات معيَّنة للتحكُّم فيها .
وأحد الطرق للقيام بذلك هو إعداد قائمة بالمواقف والمخاوف والتحدّيات التي تحفّز استجابتك للضغط النفسي
مثلاً اكتب أكبر 10 مشكلات تواجهها في الوقت الحالي، والهموم والمسؤوليات التي تقع على عاتقك..
ستلاحظ أنَّ بعض هذه العوامل ما هي إلّا محضُ وهم وهواجسَ أو مشاكلَ سابقة لا زال تأثيرها عليك حتّى هذه اللحظة، وأن همومك والمسؤوليات التي تقع على عاتقك يتمُّ حلَّها وتجاوزها ببعض التدابير والترتيب فقط..
-نصائح للحفاظ على صحَّتك النفسية بعيداً عن تناول الأدوية الكيميائية وزيارة العيادات الطبية:
•أولاً: خصّص وقتاً لنفسك:
تعامل مع نفسك بحبٍّ واحترام، وتوقّف عن جلد الذات.
•ثانياً: خصّص وقتاً لممارسة هواياتك ومشاريعك المفضّلة أو توسيع آفاقك،
قم بالعناية بالحديقة وزرع نباتات جديدة، أو خذ دروساً في الرقص،
أو تعلّم العزف على آلة موسيقية،
أو تعلّم لغةً أخرى.
•ثالثاً: الحياة الاجتماعية:
يتمتّع الأشخاص الذين يخصّصون وقتاً للعلاقات الأسرية أو الاجتماعية القوية بصحَّة أفضل من أولئك الذين يفتقرون إلى الحياة الاجتماعية، ويميلون إلى العزلة و البقاء لوحدهم.في الحقيقية انتصارنا الوحيد في هذه الحياة الذاكرة!
•رابعاً: مساعدة الآخرين:
تطوّع وخصّص جزءاً من طاقتك لمساعدة شخص آخر ستشعر بارتياح كبير من خلال العطاء.
• خامساً : حدّد أهدافاً واقعيّة :
حدّد ما تريد تحقيقه أكاديمياً ومهنياً وشخصياً، واكتب الخطوات التي تحتاجها لتحقيق الهدف.
كن واقعياً ولا تحمّل نفسك ما لا طاقة لك بهِ.
إنجازاتك الصغيرة والمفيدة هي من تمنحك الشعور بالرضا والسعادة.
•سادساً: كسر الرتابة والرّوتين:
على الرغم من أن الروتين قد يعزّز من شعورنا بالأمن والسلامة، إلَّا أن التغيير أمر ضروري جداً، وقد يكون من خلال أمور بسيطة، التخطيط لرحلة أو تجربة مطعم جديد أو تعليق بعض الصور.
•سابعاً: الحبُّ:
أظهِر بعض الحبٍّ لشخص ما في حياتك.
العلاقات العاطفية الوثيقة قد تكون مفتاح الحياة السعيدة والصحّية.
-مهارات التأقلم مع الضغوط اليومية:
القلق والاكتئاب والضغوط النفسية، حقيقة لا يمكن تجنّبها في الحياة.
ولكن بإمكانك التدرُّب على مهارات التأقلم مثل:
ممارسة الرياضة، أو المشي في الطبيعة، أو اللعب مع حيوانك الأليف، أو التأمُّل وحتى اتّباع نظام غذائي سليم.
وكما أن العناية بصحّتك الجسدية تقودك إلى التمتُّع بصحَّة نفسية جيّدة مثل:
-تناول الوجبات الغذائية الصحية.
-الابتعاد عن المشروبات الضارة والاقلاع عن التدخين.
-الإكثار شرب الماء.
جميعها تساعد علَّة تجاوز الضغوط اليومية بسهولة وتخفِّف من الضغط النفسي والتوتّر وتحسِّن المزاج وترفع هرمونات السعادة «حسب ما نشره موقع جامعة “ميشيغان” الأميركية».
-أهم الأغذية الصحِّية وأنواع الرياضة التي تقلِّل من ثقل الضغوط اليومية التي نواجهها:
تؤثِّر بعض المأكولات على المزاج من خلال زيادة نسبة هرمون” السيروتونين” المسؤول عن الشعور بالفرح في الدماغ.
ومن أهمِّ الأغذية التي ترفع المعنويات نذكر السمك والشوكولاته والخبز الحبَّة الكاملة والمعكرونة والحبوب والبقوليات.
-السمك، وزيوت السمك:
يساعد أكل السمك الغني بالأحماض الدهنية” الأوميغا 3″ على التخلُّص من حالة الكآبة، وذلك عبر التأثير على الإشارات المنتشرة بين خلايا الدماغ.
وهو موجود في سمك السلمون، الرنكة، السردين، التونة وملحقات زيت السمك التي ينبغي أن تُأخذ بشكل يومي.
-الشوكولاته:
إن الشوكولاته هي واحدة من أكثر الأغذية المساعدة على رفع المعنويات.
فعندما تُولَد رغبة شديدة بتناول الشوكولاته ذلك يعني أنك في مزاج سيّء.
لا تحتوي الشوكولاته فقط على السكر الذي يرفع نسبة” السيروتونين” في الدماغ، لا بل مواد تؤثِّر على إشارات الدماغ لدرجة أن يشعر الإنسان بحالة فرح عارمة.
-الڤيتامين د:
التعرّض للشمس ثلاثة أيام في الأسبوع لمدّة 15 دقيقة يساعد في اكتساب “ڤيتامين د” الذي يحتاجه الجسم.
كما تُقِرّ بعض الدراسات بـ: “أنّ الجلوس تحت أشعة الشمس سيساعدك لتكون بأفضل حال”.
إنّ” فيتامين د” المعروف بـ «ڤيتامين الشمس» يرفع من المعنويات.
-الأغذية الغنية بالنشويات:
إن الأغذية الغنية بالنشويات كالخبز، المعكرونة، المعجنات، المناقيش والبطاطا تعزِّز نسبة” السيروتونين” في الدماغ الذي يعكس إيجاباً على المزاج حدّة الطبع.
-الأغذية التي تحتوي على” الڤيتامين ب”:
إن الأغذية التي تحتوي على” ڤيتامين ب” بنسبة عالية كالفاصولياء المجفّفة، الحبوب الكاملة، السمك، مشتقات الحليب، الدجاج، البيض، الموز، الأفوكادو غنية بالتريبتوفان الذي بدوره يعزّز السيروتونين ”هرمون الشعور بالفرح.”
_فوائد الرياضة في التخفيف من أثر الضغوط اليومية على صحتنا النفسية:
هناك علاقة وثيقة تربط بين التمارين البدنية الصحيحة والسليمة وبين الصحَّة النفسية لدى المرء،
حيث تعتبر هذه العلاقة طردية؛ فكلما زاد الالتزام بأداء هذه التمارين يزيد ذلك من الاستقرار النفسي لدى الشخص، حيث تقلِّل هذه التمارين من التوتُّر والقلق والضغط النفسي الذي ينتج الضغوطات اليومية.
كما تخلق الأنشطة البدنية حالةً من التكامل والتوافق الفيزيولوجي المتمثِّل في خلق توازن بين الجسد والروح، باعتبارها وسيلة لتفريغ الطاقة السلبية واستبدالها بطاقة إيجابية جديدة.
تعتبر هذه الأنشطة أفضل منظومة علاجية لمن يعانون من أمراض وحالات الاكتئاب المختلفة، كما تعتبر بمثابة أسلوب وقائي من الضغوط والأمراض النفسية حيث تعمل على رفع وتحفيز هرمون السعادة والراحة النفسية.
تعمل على تقوية عضلات الجسم، وبالتالي تحول دون شعور المرء بالتعب الذي يعكّر المزاج تلقائياً،
كما أنها تحافظ على الوزن المثالي له في حال التزامه بأداء هذه التمارين ما ينعكس إيجاباً على نفسيته.
وتمنح شعوراً بالاسترخاء العام، كما تعزّز الروح المعنوية لدى الشخص،
حيث إنّ ممارسة هذه الأنشطة تتطلَّب من الشخص مفاهيم الصبر والتحمُّل والاستيعاب والتخطيط والتكتيك والتأمل، ما ينعكس إيجاباً على علاقاته مع الآخرين في محيطه،
كما تعمل على كسر الملل، وتُعتبَر من سبل الاستغلال الأمثل لأوقات الفراغ.
مي منصور
