مقالات رأي

بصمة “يم مشهدي” غالية الثمن وباسل خياط يسيطر من جديد

الثمن الذي يدفعه المشاهد لمتابعة عمل درامي قد يفوق ساعة واحدة من يومه على مدار فترة من الزمن ربما تصل إلى ثلاثة أشهر، فلا بد للقائمين على الدراما بشكل عام أن يضعوا هذه الساعة بالحسبان علّها تحقق متعة نظرية على أقل تقدير.

ولا شك أن الصناعة الدرامية في الفترة الأخيرة أصبحت أكثر اهتماماً بالإيطار التكاملي للعمل من ناحية الديكورات والإضاءة والملابس وخصوصاً بعد دخول الدراما التركية إلى العالم العربي بما حملته من مشاهد حاولت أن تجذب العين قبل القلب أحياناً، فلا خلاف على أن جودة الصورة فاعلة تسويقياً إلى حد كبير.

 

وربما أن ذلك كان السبب الأهم في تعزيز رغبة شركات الإنتاج للإتجاه إلى تركيا واستنساخ أعمالها الناجحة وضخها في السوق العربية انطلاقاً من عروس بيروت إلى العمل الأخير الذي يعرض اليوم على mbc ومنصة شاهد والذي يحمل اسم “الثمن” وهو من بطولة النجم السوري باسل خياط واللبنانية رزان جمال بحضور النجمة صباح الجزائري ورندة كعدة ونيكولا معوض وسارة أبي كنعان وغيرهم.

 

وإذا كنت على متابعة جيدة للسوق الدرامي العربي ولم تستفزك بعض الأعمال العربية المشتركة بأفكارها المستوحاة من الأفلام الأجنبية التي جاهرت بالمخدرات وتجارة الأعضاء بينما حرّكت الأعمال المُعربة السابقة الإنتماء البيئي لديك، فإليك بمشاهدة “الثمن” الذي لا بد وأنه حمل أهم الأفكار التي نعاني منها في بيئاتنا العربية وهي الإبتزاز الجنسي الذي يمارسه بعض أرباب الأعمال على الموظفين مقابل المال ومع عرض الحلقات الأولى من العمل حُددت شخصية باسل خياط فيه والتي لا بد وأنها مليئة بالصراعات الداخلية والخارجية والتي غالباً ما تدفعه لتصرفات لا يحبذها محيطه فتراه المتسلط والمتكبر بينما تراه الحزين النادم مع تتابع الحلقات التي تضعه على المحك مع بطلة العمل رزان الجمال حيث برزت الأخيرة بأداء جيد يُحسب لها كبطلة عمل طويل، ولا بد أن الحلقات القادمة تقطع الشك باليقين حول ما إذا كان العمل على سوية عالية أو أنه فقاعة إنتاجية تسويقية بلا جدوى.

 

إن الإستعانة بالكاتبة السورية “يم مشهدي” هي خطوة تحسب لصناع العمل، فلا شك أن صياغة الحوارات التي تعوّد عليها المشاهد السوري والعربي في أعمال مشهدي تراها واضحة في العمل ولا سيما وأنها تساهم في رفع سويته أيضاً فكلمات مشهدي التي تلامس القلب وتوصلك إلى الفكرة المبتغاة من المشهد بكل سلاسة لعبت دوراً مهم في زيادة تعاطف المُشاهد مع الأبطال وتخفيف حدية بعض الأفكار الجريئة المطروحة على الإذن،

وهذا ما يجعلنا نتأمل للمستقبل القريب بظل وجود هذه الطاقة الإنتاجية العالية المتمثلة بمحطة MBC بالعمل على صياغة مسلسل عربي طويل تخطه يم مشهدي بحرفيتها ويخرجه الليث حجو بأناقته يثبت من جديد أننا روّاد المتعة الفكرية وأبطال المتعة البصرية يتوفر الشرط الإنتاجي المناسب.

 

مجلة شبابيك _ جورج درويش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة | شركة سيو