مقالات رأي

“الدراما السورية” بين الواقع والمرتجى

 

 

لم تستطيع السنونُ الأولى من الحرب السورية أن تطفىء ألق “الدراما السورية” التي كانت تعيش نشوتها بعد انفتاحها على العالم العربي آنذاك، ووصول العديد من ممثليها إلى السوق العربية برتبة نجومٍ من الصف الأول، وإنما تابعت السفينة مع ركابها بالإبحار عمقاً ولكن حدث ما حدث، وإليكم الخبر.

 

نجوم “الدراما السورية” على غير موانىء:

 

بدأت “الدراما السورية” تودع نجومها مع اختلاف أسباب الوادع، فمنهم من راح ضحية الصراعات السياسية على الأرض السورية، وغادر البلاد عنوةً، ومنهم من قرر أن هذا البلد لم تعد قادرةً على استيعاب أحلامه، فغادر البلاد أيضاً ولكن برغبةٍ، ومنهم من بقي، وحاول أن يؤمن باليد المنتجة المتسلطة راكباً عباب موج الداخل، ومنهم من بقي أيضاً، ولكن لا حول له، ولا قوة.

 

إنتاج “الدراما ” ضحية منتجين:

 

إن الحرب السورية ككل الحروب لا بد وأنْ يكونَ من نتائجها تغيير أحوال بعض الأشخاص النافذين سلطةً وقوةً، وهذا ما حدث مع العديد من الذين استفادوا مادياً من الحرب، وقرروا الاتجاه إلى الإنتاج الدرامي كونه مربحٌ آنذاك، ولكن مع الأسف، فإن ذوقهم الفني الوضيع، وعامل الواسطة، وأسهم تعاملهم مع الوسط على أنه سوق خضرةٍ في كبح جماح المسيرة الدرامية السورية، فأصبحنا نشاهد مسلسلاتٍ سوريةً بلا نصٍ، ولا تمثيلٍ، ولا إخراجٍ، ولا طعمةٍ، ولا بد أنك تستطيع عد الكثير منهم الآن، وأنت تقرأ هذا المقال.

 

“الدراما السورية” والمعاناة مع الأنانية:

 

عانت “الدراما السورية” بعد الحرب من أنانيةِ العاملين فيها من ممثلين، وكتاب، ومخرجين؛ إذ بعد أن بدأت أسهم المبيعات بالانخفاض، فقلت الأجور، وغادر كل من أتيحت إليه الفرص الخارجية؛ لمتابعة المسيرة خارج حدود هذه الدولة، ولا سيما أن الأنانية تجلت في قرار عدم العودة بعد أن عادت مواقع التصوير السورية صالحةً للعمل من جديد، فحاول من بقوا هنا العمل على إعادة صياغةٍ دراميةِ سوريةٍ من جديد، ولكنهم لم ينجحوا حتى الآن باستثناءاتِ قليلة.

 

“الدراما السورية” وخطوات إعادة الصياغة:

 

وجبَ أن تتوقف “الدراما السورية” عن ضخّ الإنتاجات مهما كان نوعها لموسمٍ واحدٍ حتى تعود إلى سابق عهدها؛ ليستطيع روادها أن يروا الأمور من منظورِ آخر، فربما يستطيعون تحديد نقاط الضعف التي بدت واضحةً للأغلبية، ومحاولة العمل على تقويتها، بالإضافة إلى إعطاء الشباب الموهوب فرصةً للمشاركة الفعلية في مرحلة إعادة الصياغة؛ لأن في ذلك فكرٌ جديدٌ، ونفسٌ جديدٌ تتناسب مع متطلبات العصر الحالي، وأيضاً محاولة إعادة بعض النجوم الأساتذة الذين تساعد قدرتهم الكبيرة على توجيه السفن نحو شاطىءِ آمنٍ بغض النظر عن ترسبات الصراعات السياسة.

 

محاولاتٌ ناجحة جداً “للدراما السورية” تسعى إلى الدخول في مرحلة إعادة الصياغة :

“شوق”، “دقيقة صمت”، “شارع شيكاغو”، “قيد مجهول”، “حارة القبة”،” على صفيح ساخن”.

 

جورج درويش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة | شركة سيو