منوعات

“حسان لباد ” فارس أمين على الثقافة السورية، وراعي للمواهب الفنية

 

 

“حسان لباد”

دارت عقارب ساعة حمص الجديدة لتسابق الزمن وتحاول إعادة عزٍّ فني عاشته هذه المدينة منذ الأزل بعد سنوات صعبة أطاحت بعزيمة الحجر قبل البشر فيها، ولم يكن هذا إلا عندما جاء فارس الثقافة على جواده الأمين وفتح أبواب المسارح والصالات والنوادي على مصراعيها لكل طامح وتبنى كل موهبة بالإيمان والعمل.

وفي ظل هذه النهضة الثقافية الملحوظة التي تشهدها محافظة حمص من الناحية الفنية كمهرجانات سنوية وفعاليات مسرحية سنوية كان لابد لنا أن نفتح شباكنا اليوم على عرّاب وجندي مجهول وقف خلف كل من أراد أن يصنع عرضاً أو يصدح لحناً فكان الأخ الأكبر والسند الداعم بعين كل حمصي يرى ما تعيشه حمص اليوم ثقافياً وهو الأستاذ ” حسان لباد ” مدير الثقافة والمسرح القومي وقائد أوركسترا مديرية الثقافة في حمص.

١: أستاذ حسان لباد تحمل على كتفيك اليوم مسؤولية كبيرة في حمص تجاه الثقافة بشكل عام، ومن الجهة الأخرى أنت بنظر كل من يشهدك أهم من حرك اللغة الفنية في حمص مؤخراً.. كيف تدير هذا التوازن ؟

بحكم عملي كمدير الثقافة والمسرح القومي في حمص إضافة إلى قائد أوركسترا مديرية الثقافة فهذا يتطلب مني الاهتمام بجميع الجوانب الثقافية والفنية والمسرحية، وأنا أكرّس معظم وقتي لمتابعة كل ما يختص بدفع الحركة الثقافية إلى الأمام في مدينة حمص، ولا شك أنني بإدارة الوقت الجيد للمسؤوليات الملقاة على عاتقي بالإضافة إلى إيماني بأن حمص وشبابها قادرون على صنع التميز؛ و أستطيع إدارة هذا التوازن بإيماني بالفكرة وإعطائها ما تلزمه من الوقت والإهتمام.

 

٢: تعتني بالمسرح في حمص بشكل كبير، والمسرح هو أداة للتغير بالنسبة للمجتمع، ما خطتكم تجاه التغيير الفكري من خلال المسرح ؟

بعد تأسيس دائرة المسرح القومي في حمص شهدت هذه المرحلة تطوراً واضحاً في العمل المسرحي، وهذا تطلب جهداً حقيقياً لإعادة الروح للمسرح من قبل كل غيور على تجدده وحيويته، فتم العمل على استقطاب المخرجين المسرحيين والشباب الهواة باعتبارهم دماً جديداً يسري في جسد المسرح ويعطيه زخم الوعي المتجدد وبذلك ربما بدأ التغيير الفكري والذي سيستمر بالطاقات الفنية الشبابية التي تتميز بها حمص.

٣: أهم الفعاليات الغنائية كالكورالات حدثت مؤخراً كحفلات حضرتك بالإضافة إلى أمسيات العديد من الجوقات الدينية، ما الرسالة المطروحة من خلال ذلك ؟

أولاً: تسليط الضوء على المواهب الغنائية الصاعدة وإظهار احترافية الأداء في الغناء،  واحترافية أداء العازفين وخصوصاً أن معظمهم أساتذة كبار في الموسيقا.

ثانيا: الحفاظ على الفن الجميل وتقديم المتعة والفرح للجمهور الذواق لجميع أنواع الطرب.

 

٤: كيف يتم تأهيل الكوادر المسرحية في حمص، كيف يتم اختيار العروض، ما هي معايير الثقافة الحقة التي تستحقها خشبة دار الثقافة في حمص ؟

من خلال إقامة ورشات عمل وتمثيل في معاهد الثقافة الشعبية التابعة لوزارة الثقافة ومن خلال إقامة دورات إعداد ممثل وإعداد مخرج على يد كبار المسرحيين من حمص ومن خارجها.

 

٥: بشكل خاص تتابع حضرتك تدريب العديد من المواهب التي تتمتع بأصوات جميلة، ماذا ترى في مستقبلهم ؟

أراهم فنانين مبدعين… يحافظون على التراث اللامادي ، وأنّ الفن الجميل لايزال يحافظ على رونقه، ويُتوارث عبر الأجيال بأصوات المواهب الواعدة.

 

٦: هل ظُلمت الفنون الأخرى على حساب نهضة المسرح والغناء ؟

بالتأكيد لا .. لأننا نقيم بشكل دائم معارض للفن التشكيلي وندوات ومحاضرات توعوية وثقافية وأدبية، نستضيف من خلالها شعراء وأدباء ومثقفين وكتّاب، يقدمون نتاجهم بشكل دائم.

 

٧: هل تؤثر هجرة الشباب السوري الموهوب برأيك على عملكم ؟

طبعاً تؤثر هجرة الشباب على دعم الحركة الثقافية، لذلك نسعى دائماً إلى استقطاب كل من لديه موهبة، ونقدم له المساعدة والدعم لتطوير إمكانياته للبقاء في بلده.

المهندس المعماري “نضال نوفل” يبحر بسفينة التايتنك في السويداء

٨: رغم النجاح هناك صعوبات، كيف يتم تجاوزها ؟

النجاح موجود والصعوبات كثيرة، ولكن حبّنا للحياة والأمل بالعودة إلى ما كنّا عليه قبل الحرب، يجعلنا نتخطى كلّ المعوقات، وخصوصاً عندما نرى الابتسامة والفرح على وجه الجمهور المتلقي لكل مانقدمه له من أعمال متنوعة.

 

٩: ضعف في الإمكانيات اللوجستية تعاني منها بعض الفرق المسرحية، هل يتم تداركها بمساعدتكم ؟

منذ سنوات يعاني المسرح من ضعف هذه الإمكانات، ويتم تجاوزها من خلال وجود مخرجين ومسرحيين كبار يحافظون على المسرح، ويقومون بتقديم كل مايحتاجه العمل المسرحي ليظهر بصورة جميلة تليق بذائقة الجمهور.

 

١٠: الكتابة والتأليف أهم عناصر المسرح، ومع ذلك نشهد في غالبية العروض نصوص منسوخة أو مترجمة، ما الخطة تجاه دعم المواهب الإبداعية الشابة في مجال الكتابة ؟

نعم لأننا في بداية تأسيس المسرح ، والآن فتحنا المجال أمام الجميع من الكتّاب والمؤلفين والمخرجين لتقديم ماعندهم، ليكون نتاج العمل المسرحي محلياً بكل عناصره.

 

١١: ما هي الشروط الواجب توافرها للانتماء إلى الصروح الثقافية بشكل عام في حال الدراسة الأكاديمية سواء في المسرح أو حتى في الكتابة ؟

أن يتوفر شعور الانتماء إلى الذاكرة الثقافية والجذور العربية السورية المتأصلة، ومواكبة مستجدات العصر الحديث مع الحفاظ على التاريخ العربي، وأن تكون الكتابة والعروض المسرحية تتلائم مع الواقع الذي نعيشه، وتتناسب مع عاداتنا ومجتمعنا.

١٢: هل هناك ظلم للمؤسسات والمواهب الإعلامية في حمص على حساب باقي المحافظات، وماهي شروط الحصول على عضوية في الإعلام “بطاقة صحفي” ؟

نمتلك مواهب إعلامية مميزة في مدينة حمص وتستحق كل الدعم والاهتمام، وربما إعلاميو حمص يحتاجون إلى اهتمام أكبر من باقي المحافظات، ومن شروط الحصول على عضوية في الإعلام أن يكون الصحفي يعمل لدى جريدة رسمية، وأن يكون قد قدم أعمالاً متنوعة تثبت حرفيته في العمل الصحفي للحصول على بطاقة الصحافة.

 

١٣: عن طريق من تتم دعوة التغطية الإعلامية للفعاليات الثقافية ؟

إما عن طريق صفحتنا الالكترونية لموقع مديرية ثقافة حمص، أو عن طريق القائمين على الفعاليات الثقافية، والأهم لدينا مكتبنا الصحفي ومن خلاله يتم التواصل مع جميع الإعلاميين وتذكيرهم بموعد كل نشاط.

 

١٤: من هي اللجنة المسؤولة عن تقييم العروض التي سوف تقدم على مسرح دار الثقافة ؟

هناك لجان في المسرح القومي ( لجنة القراءة ولجنة المشاهدة )

تقوم لجنة قراءة النصوص المسرحية والمشكلة من ثلاث أعضاء بقراءة النص المسرحي وبعد موافقتهم تبدأ الفرق بالتمرين بعدها تقوم لجنة المشاهدة والمؤلفة من خمس أعضاء بمشاهدة العمل المسرحي وتقييمه وبعد موافقتها نقوم بعرض العمل المسرحي.

بالإنتقال إليك شخصياً :

 

١: كل من يشاهد حضورك و اهتمامك و متابعتك للتفاصيل في كل فعالية مسرحية يعرف سبب النجاح الكبير، ما الشغف الذي يدفعك لهذا العمل المقدس ؟

الشغف الذي يدفعني لتقديس الجمهور، هو رؤية الابتسامة على وجوههم وتفاعلهم واحترامهم للعروض التي تقدم على المسرح، وأنا أحبّ الجميع واعتبر كل فرد من الحضور أخاً وصديقاً لي، وأكون بقمة سعادتي عندما أرى الجميع سعداء.

 

 

٢: الجميع يقول أنك الشاب الصديق لكل من يصعد الخشبة هناك، ونحن نعرف كمية التعب النفسي التي تعتصر شبابنا اليوم، وخصوصاً كفنانين يتمتعون بعاطفة عالية، هل ينجح القائد بإسقاط دور الأب والأخ الأكبر ؟ هل يتعبك دور الراعي الصالح أحياناً ؟

لكن من يعتبر نفسه الأخ والصديق لآلاف الحضور ويلمس في عيونهم المحبة والتقدير يزول كل التعب .. فكيف للأخ الحنون أن يشعر بالتعب تجاه أخوته وأحبته.

 

 

٣: كيف توازن بين كل هذه المسؤوليات ومنزلك وعائلتك ؟

ربما أنني في الفترة الأخيرة شعرت بأنه يتوجب عليّ إعادة التوازن بين الحياتين الشخصية والعملية، فعائلتي تحتاجني أيضاً معها.

 

٤: ما هي صرختك للمسؤولين عن الثقافة في سوريا ؟

صرختي للمسؤولين عن الثقافة الاستمرار في دعم الفنانين والمثقفين والكتّاب والأدباء وفتح المجال أمامهم لتقديم نتاجهم الفكري والابداعي، وتقديم الدعم اللوجستي والمادي لهم لنشر أعمالهم في دور الثقافة.

 

٥: ما هي كلمتك للشباب الموهوب في حمص ؟

“أنتم المستقبل الواعد .. بكم تزدهر الحضارة وتتقدم الإنسانية”.. كما أشجعهم على تطوير مهاراتهم ومواهبهم الفكرية لتحقيق طموحاتهم المرتبطة بالإبداع والابتكار

 

٦: ما هي أحلامك الشخصية ؟ والعامة ؟

أن أكون دائماً عند حسن ظنّ الجميع وأن أقدم كل مايحتاجه أبناء بلدي من أجل إنعاش الثقافة، وعودة الحياة من جديد، وافتخر عندما تكون ثقافة حمص بأبهى صورة، وتبرز عطاء المثقف وتدخل السرور إلى الجمهور المتلقي.

 

وفي الختام لك منا أستاذ حسان كل الشكر على ما قدمته وتقدمه للثقافة ونهضتها، ونشكرك على هذا الحوار الممتع معك آملين سوياً بمستقبل أفضل لشبابنا الموهوب.

 

إعداد وحوار : جورج درويش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة | شركة سيو