“محمد محلول” يدخل كتاب غينس والأحلام مستمرة
محمد محلول
يبدعون رغم كل ما جار على أحوالهم، يسجلون البطولات هنا وهناك ضاربين بعرض الحائط كل خيبات الأمل الحاضرة، يدخلون التاريخ من أوسع كتبه ليكونوا الأوائل كما عاهدتهم دائماً هذه البلاد المنكوبة.
هيَ سوريا وهم السوريون في الفن والرياضة والعلم والريادة وكافة مجالات الإبداع، ولا سيما أن البطل “محمد محلول” اسم سوري جديد يُكتب اليوم وعلى الرغم من صغر سنّه كرياضياً محترف بين البطولات المحلية وتسجيلات “غينس” ليؤكد مرة أخرى على أن هذه الأرض ولّادة.
وفي لقاء خاص وحصري مع محمد تحدثنا في البداية عن المحرض الذي جعل منه اليوم يدخل مجال الرياضة بكل هذا الشغف، لنكتشف خلف شغفه الكثير من الأسرار التي دفعت به إلى هنا حيث عبّر محمد عن معاناته من الوزن الزائد في مراحله العمرية السابقة وشعوره أنه يجب التخلص من هذا الوزن عن طريق الرياضة سيكون الحل الأمثل وهذا بالضبط ما فعله، ولا سيما أنه أحب ذلك مع الوقت وتطّور هذا الشغف ليدفعه لمساعدة الكثير من الشباب لإيجاد حلول فعّالة من خلال الرياضة والتغذية الصحية الجيدة.
شركة New vision للتسويق وكافة خدمات التصميم
وعلى السياق شرّح لنا محمد أن صراعه مع المجتمع المحيط المُحبِط في البدايات كان لا بد وأن يوهن عزيمته لولا الدعم الكبير الذي حظي به من والديه، فلم تكن البداية سهلة في ظل السوداوية الكبيرة التي كان يعيش بها محيطه تجاه إنجازات الشباب في بلد الحرب وربما تجلّت في ذلك عصارة إصراره فأبدع بكسر رقم جديد في كتاب “غينس” بتأثير من الدعم الدائم المدرب “عبدلله سقاطي” أوائل السوريين الداخلين إلى كتاب غينس.
وفي حديثنا عن المؤسسات الرياضية التي تقف بجانب الشباب الرياضي لم يبدي محلول سعادته من موقف إحداها معه، فعبّر عن استياءه الشديد من اجتيازه هذه الرحلة وحيداً بدون أي دعم أو مساعدة.
وهنا كان لا بد وأن نتحدث عن موضوع كرة القدم كونه لعب لسنوات كحارس لفريق تشرين الرياضي ولكنه اليوم لا يعد موجود ضمن أي تشكيلة رياضية للفريق ذاته أو للفرق الأخرى فاختصر محلول جوابه قائلاً : ” المحسوبيات في الإدارات الرياضية جعلتني اليوم خارجاً ”
ولا بد أن ذلك كان خيراً لأسلك طريقي منفرداً في مجال التدريب الفردي والتغذية.
وفي الحديث عن الصعوبات لم يفرق محمد بينه وبين الشباب السوري بشكل عام في ظل هذه الظروف الراهنة التي تمر فيها البلاد، فالمعاناة المادية تقف عائقاً أمام من يملكون أحلام على هذه الأرض ولا سيما في الرياضة التي تحتاج إلى ضخ مادي كبير يصرف على الإشتراكات والبرامج الغذائية المتبعة، فيضطر اللاعب للعمل في مكان آخر لتأمين مصروفه الحياتي بشكل عام.
وعندما سألناه عن أحلامه التي لم تتحقق بعد أجاب محمد : ” الكثير من الأحلام في جعبتي وفرح تحقيقها حتماً ينتظرني.. سواء في الرياضة أو الحياة الإجتماعية أو في عالم الأعمال فأنا أسعى من كل جوانب الحياة لأصنع نفسي بنفسي ”
وللشباب السوري الشغوف بالرياضة أقول : ” واظبوا رغم الصعوبات التي تعترض طريقكم، اجتهدوا لأن الأمل بالغد الأفضل موجود ومتأصل فينا منذ ولادتنا، طالما أننا نمتلك إيمان قوي بأن الله يقف بجوارنا دائماً وأبداً سوف نحقق ما نطمح به مهما كلفنا الأمر ”
من شبابيك نتمى لمحمد في مشواره الرياضي المزيد من الإنجازات التي تجعلنا نفخر دائماً بشبابنا السوري المميز.
مجلة شبابيك _جورج درويش