مقالات رأي

أسطورة الوطن العربي “فيروز” وسر ارتباطها بالصباح

أن ترتبطَ بدايةُ نهارِك بالقهوةِ فهذا أمرٌ طبيعيٌّ لأنَّ أيَّ مشروبٍ صباحيٍّ سيمنحُك النَّشاط َوالحيويةَ، و لكن ماذا عن تأثيرِ فيروز وصوتِها الصُّوفي العَذب في صباحاتِنا ؟

 

الاستيقاظُ بعدَ نومٍ هادئٍ وعميقٍ وبدايةُ يومٍ جديدٍ، كولادة مولودٍ جديدٍ في داخلِك حتَّى كادَ أن ينسيَكَ خلافاتِ اللَّيلِ ووعودَه طقسٌ صباحيٌّ مُعتاد، ولكن لا يمكنُ أن يكتملَ طقسُنا الصباحيُّ هذا دون أغاني فيروز، هذه التُّحفُ الفنِّيَّةُ التي لم تتركْ تفصيلاً في حياةِ الإنسانِ إلَّا و غنَّتْ له، ليرتبطَ يومَك أنت كإنسانٍ صباحيٍّ مازلْتَ تفتحُ عينيك المغمَّضتين باختيار أغنية مناسبة ليومِك، لطموحِك، لإحساسِك وتفكيرِك من مجموعة فيروز الوافية لعينيك، وفكرِك، و مشاعرِك.

 

بدايةً، إنْ كنْتَ تشعرُ بحالةِ حبٍّ، فاخترْ أغاني فيروز التي تحدَّثتْ عن الهوى في أسمى أشكالِه :

أغنية حبيتك تنسيت النوم ، بحبك ما بعرف حب، حبيتك بالصيف، أنا لحبيبي وحبيبي إلي، بكتب اسمك يا حبيبي، وغيرها .

ولا ننسى ارتباطَ أغاني فيروزنا مع حالة الطَّقس، فبالتأكيد ستختارُ إحداها وتعيدُ سماعَها على مدى الفصل :

مثل أغنية ليالي الشمال الحزينة ، رجعت الشتوية، ثلج ثلج ، صيف يا صيف ، وجهك بذكر بالخريف ، وغيرها.

أمَّا الطَّبيعة فهي من الأساسياتِ التي تناولتْها أغانيها :

مثل أغنية شجرة ليلكية، نحنا والقمر جيران، يا جبل البعيد، درج الورد، الأرجوحة، وغيرها .

وللوطنيَّة نصيبٌ وافرٌ من أغاني الفيروز :

أغنية وطني، ردني إلى بلادي، مصر عادت، احكيلي عن بلدي، زهرة المدائن، أحبُّ دمشق، وغيرها.

 

و كثيرٌ من الأغاني المتنوِّعة التي لابدَّ أنَّها ستناسبُ صباحَك أو مساءك مع حنجرةٍ ذهبيَّةٍ تطلُّ كما تطلُّ الشَّمسُ على يومِك، تحملُ عبقَ التَّاريخ وتبشِّرُ بالمستقبلِ .

و قد قيل الكثير عن أغنياتها:

فقد عبَّر الشَّاعر محمود درويش عن أغاني الفيروزة بقوله: هي الأغنيةُ التي تنسى دائماً أن تكبرَ، هي التي تجعلُ الصَّحراءَ أصغر وتجعلُ القمرَ أكبر.

و قد أضاف الشَّاعر نزار قباني في الشِّعر بيتاً حينما قال عن أغاني فيروز : قصيدتي بصوتها اكتسَتْ حلَّةً أخرى من الشِّعر .

و أكَّد الشَّاعر أنسي الحاج على جماليَّة صوت فيروز بقوله: بعض الأصواتِ سفينة، بعضها شاطئ، بعضها منارة، وصوتُ فيروز هو السَّفينةُ والشَّاطئُ والمنارةُ.

و جاءتْ إشادةٌ صحفيةٌ برازيليَّةٌ عن صوتِ فيروز : إنَّ صوتَ هذه الفنَّانة هو ظاهرةٌ طبيعيَّةٌ فمنذ خمس وعشرين سنةً وبعد ماريا أندرسون لم ترَ الريو دي جانيرو صوتاً كصوت هذه اللُّبنانيَّة.صباح الجزائري من جميلات سورية…بأحدث جلسة تصوير في دبي

و اختار فيروز في صباحاته وقال عنها الشَّاعر فؤاد بدوي : نرى في أغنياتِ فيروز فنَّاً ملتزماً بالإنسان، بألم الإنسان، بآمال النَّاس في حياةٍ شريفةٍ كريمةٍ فاضلةٍ حلوةٍ .

ومن الجديرِ بالذِّكر أنَّ الاسمَ الحقيقيَّ لفيروز هو نهاد رزق وديع حداد، وقد بدأتِ الغناء منذ طفولتها في سنًِ السَّادسة من عمرها في كورال الإذاعة اللُّبنانيَّة، وتزوَّجتْ من الرَّاحل عاصي الرَّحباني؛ إذ قدَّمتْ مع الرَّحابنةِ العديد من الأغاني والأوبريهات التي يصلُ عددها إلى ثمانمائةِ أغنيةٍ.

راوية دياب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى