منوعات

الحُبّ في اللغة العربية

اللغة العربية غنية بالمفردات التي بدأت تتلاشى مع غزو اللهجات العامية لكل مجالات الحياة، وتراجع الفنون الأدبية الفصيحة مثل الشعر والرواية، مع انتشار الشعر المحكي والخواطر.

لكن ذلك لا يلغي أهمّية اللغة العربية وعمق معاني مفرداتها.

فإن كان الحديث عن الحبِّ فليس من لغة أبلغ من لغتنا الأمِّ، لنتعرَّف على درجات الحبِّ مع كل واحدة من المفردات التالية:

1. الهوى: أولى درجات الحبّ وهو ميل النفس لنفسٍ أخرى، وتأتي من الفعل (هَوي).

 

2. الصَّبوة: وتعتبر ثاني درجات الحبّ، وهو اللّهو في الحبّ والغزل بين المحبوبين. جَهْلَة الفُتُوَّة، ومنه التَّصابي والصِّبا.

 

3. الشَّغَف: وتعتبر ثالث درجات الحبّ، وشِغاف القلب هي الأغشية المحيطة به، أي أنّ الحبّ لامس غشاء القلب ودخل من خلاله، وسيطر على كيانه (قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً).

 

4. الكَلَف: رابع درجات الحبِّ وهو شدّة الولع مع عمق التفكير بالمحبوب، شدّة الحبّ والمبالغة فيه.

نجد ذلك في قول أبي نوّاس:

“يـاقَـلْبُ وَيحَكَ جِـدٌّ مِنـكَ ذَا الكلَفُ

وَمَنْ كَلِفْـتُ بِـهِ جـافٍ كمـا تَـصِـفُ”.

والحبّ: وهو ميل النفس مع العقل أيضاً، فإذا تجاوز ذلك فهو العشق.

 

5. العِشق: خامس درجات الحبّ، وهو فرط الحبّ وكثرته وعُجْب المحبّ، وهو حبّ مختلط بالشهوة.

 

6. النَّجوى: سادس درجات الحبّ، وهي الحرقة أو شدّة الوِجد، والحب المختلط بالحزن ومناجاة القلب لطيف المحبوب

صَموتٌ عن النَّجوى فإنْ سِيلَ ما بِهِ

فلا قولَ إلاّ زَفرَة ٌ وتنفُّسُ.

 

7. الوِدّ: سابع الدرجات وهي خالص الحبّ والرأفة والرحمة والرقّة على المحبوب، من الفعل (ودد).

 

8. الهُيام: وهي المرحلة الثامنة أي مرحلة الجنون والذوبان والاستسلام في الحبّ:

كقول عروة بن حزام:

“بِيَ اليأْسُ أَوْ داءُ الهُيَامِ شَرِبْتُهُ

فَإيَّاكَ عَنِّي لا يَكُنْ بِكَ ما بِيا”.في الحقيقية انتصارنا الوحيد في هذه الحياة الذاكرة!

 

9. الغَرام: المرحلة التاسعة وهو التعلُّق بالشّيء تعلُّقاً لا يُستطاع التخلص منه.

 

10. التِّيم: المرحلة العاشرة، تَيَّمَهُ الحُبُّ: جَعَلَهُ مُتَيَّماً، مُذَلَّلاً، ذَهَبَ

بِعَقْلِهِ. والاستكانة: مرحلة الذُّلّ والخضوع للمحبوب بشكل تامّ

وما الحبّ إلا ذلّة واستكانة

لِمَوْلىً أرَى إعْزَازَهُ، وَيَرَى ذُلّي.

 

 

ونذكر أيضاً

-الفُتون: وهو الإعجاب بالشيء والانجذاب إليه.

 

-المَيْل: من الفعل مال: أي نزع إلى الشيء.

 

-الخِلّة: الصداقةُ والمحبَّة التي تتخلَّل القلب وتصير خلاله أي في باطنه.

 

-الشَّوْق: نزوعُ النَّفْس إِلى الشيء، وتَعَلُّقها به، وسفر المحبِّ نحو المحبوب بقلبه وعقله ووجدانه.

 

-الصَّبابة: بِالْفَتْحِ رِقَّةُ الشَّوْقِ وَحَرَارَتُهُ:

“لا يعرف الشوق إلا من يكابده

ولا الصبابة إلا من يعانيها”.

 

 

وأما عن الألفاظ التي تعبر عن الخزن والألم الذي يسببه الحبّ، أو الفراق عن المحبوب:

1. السُّهْد: شدّة السهر وتواتر أحوال المحبوب على القلب.

هل جادك الوجدُ والأشواقُ تحترقُ

وأمعنَ السّهدُ في عينيكَ والأرَقُ.

 

2. الجَوَى: شِدَّةُ العِشْقِ وَمَا يُورِثُهُ مِنْ حُزْنٍ، الحبّ المترافق بالحزن:

“بِهِ مِثلُ ما بي فَهوَ يُخفي مِنَ الجَوى

كَمِثلِ الَّذي أُخفي وَيُبدي الَّذي أُبدي”.

 

3. الوَجْد: الحبّ الذي يترافق بالتعاسة والحبّ والتفكير.

نجد ذلك في قول أبو الطيب المتنبّي:

“لَقَد حازَني وَجدٌ بِمَن حازَهُ بُعدُ

فَيا لَيتَني بُعدٌ وَيا لَيتَهُ وَجدُ”.

 

4. الشَّجُو: الحُزْنُ، الهَمُّ، الغَمُّ.

5. اللَّوْعَة: حُرقةٌ في القلب وأَلمٌ يجده الإنسان من حبٍّ أَو همٍّ أَو حزنٍ أو نحو ذلك.

أبو فراس الحمدانيّ:

“بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعةٌ،

ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ”.

 

6. الوَصَب: الألم الآتي من الحبّ. لغوياً: الوَصب هو الوجعُ والمرض.

إليكَ عَنِّيَ إنِّي هائِمٌ وَصِبٌّ

أمَا تَرَى الْجِسْمَ قد أودَى به الْعَطَبُ.

 

7. الوَلَه: ذهاب العقل من شدَّة الحزن.

 

 

ميشلين وهبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى