مقالات رأي

عقدة “سي السيد “، هل ناتجة عن خوف الرجل من الأنثى الناجحة؟ 

 

 

 

وصلنا للقرن الواحد والعشرين وما زال صراع المساواة بين الرجل والأنثى قائماً،

باختلاف الثقافات والبيئات لم نصل إلى حقيقةٍ ثابتةٍ حول الاعتراف بوصول الأنثى لمكانةٍ مجتمعيةٍ تمكِّنها من التصرُّف بحريةٍ تامَّةٍ في كافة المجالات.

وحديثنا هذا لا ينطوي تحت إلغاء دور الرجل، بل هي صورةٌ متكاملةٌ لوجودهما ونجاحهما سوياً.

 

 

 

وبناءً على مقالاتٍ كثيرةٍ ومن مختلف الثقافات في أنحاء العالم سأناقش زاويةً صغيرةً من هذا الجدل:

“رهاب الرجل من الأنثى الناجحة “

وبحسب دراسات من موقع physiology today ,

الرجال يحبُّون النساء الأكثر ذكاءً من الناحية النظريَّة فقط.

عندما يتخيَّلونهم كشركاء رومانسيين، أو عندما يكون لديهم مسافة نفسيَّة عنهم.

ومع ذلك، عندما يتعيَّن عليهم بالفعل التفاعل مع مثل هذه المرأة فيبتعدون عن مَنْ هم أكثر تفوُّقاً منهم أو نجاحاً.

 

ومن جانب آخر، في إحدى المناسبات الرسمية كان جورج كلوني يمدح زوجته أمل علم الدين:

“إنَّها ذات طبيعة رائعة، مهتمَّة بالجميع وواحدة من أكثر الشخصيات التي قابلتها ذكاءً ولكن هذا لم يغيِّر من روح الدعابة التي تمتلكها”

 

على الرغم من اختلافهم بالبيئات كان كلوني في كلِّ مناسبة يذكر زوجته وإعجابه المُبهر فيها وبشخصيتها، فهي امرأةٌ ناجحةٌ وقويةٌ وذكيةٌ وكم هو فخورٌ بها .

جورج كلوني عكس مقولة “وراء كلِّ رجل عظيم امرأة “، وليس لديه أيِّ مانع في أن تكون هي العظيمة وهو وراءها.

 

والجدير بالتساؤل هنا: ” لماذا يخاف أو يمتنع أغلب الرجال عن الاعتراف بنجاح الأنثى ؟

وهل فعلاً يخاف الرجال من الارتباط بالمرأة الذكية ؟ ”

 

في دراسة طرحت على موقع (psychology Today) وفي تجربة على طلاب متفوقين دراسياً وجدت أنَّ الذكور المتفوقين رياضياً يتقرَّبون من الزميلات المساويات لهم بالذكاء، في حين أنَّ المجموعة الثانية متوسطة الذكاء ابتعدت عن كلِّ مَنْ لديهن علامات أعلى منهم.

 

بالتالي ليس كلُّ الرجال أنموذجاً عن كلوني ممَّن يحبُّون الحديث عن نجاح زوجاتهم، فدائماً ما تكون الصورة النمطية هي “طمس” الفتاة الذكية التي تشاركهم حياتهم العاطفيَّة، على اعتبار أنَّها تشكِّل تهديداً سيضعهم موضع دفاع دائم عن شخصياتهم..

 

أغلب النساء الذكيات ذوات القوة الفكريَّة المستقِّلة عازبات حسب دراسة من جامعة فلوريدا الأمريكية أجرتها عالمة النفس “كيت رادليف”، والسبب يرجع لأنَّ المرأة الذكية صعبة المراس عاطفياً ولن تقنعها من مجرد حديث رومنسي بسيط بشخصيتك، بل يجب عليك مجاراتها فكريَّاً مثلما تجاريها عاطفيَّاً ..

 

في كتاب why men love bitches تحدَّثت شيري ارجوف عن خصال المرأة القويَّة التي يهرب الرجل من الارتباط بها فقالت: تضع نفسها أولاً قبل وجود الرجل بالعلاقة، فهي لن تصنع كارثةً إذا تأخَّرت عن موعدك معها، ولا تعطي قبل أن تأخذ فلكلِّ شيء لديها مقابل عكس المتعارف عليه عن عطاء المرأة واعتبارها الحلقة الأضعف في العلاقة”.

 

.

ولن نشمل في حديثنا فقط المجتمعات الغربية، فقد أصبحت المشاركة السياسية من الحقوق المهمَّة التي حصلت عليها أخيراً؛ كتوجُّه من قبل القيادة السياسيَّة التي رأت ضرورة إشراك المرأة في صنع القرار العام، ونظراً لِمَا لهذه المشاركة من أهمية في تمكين المرأة، وإزالة العوائق من طريقها، الأمر الذي يخدم التنمية المستدامة ويعزِّز السياسات الوطنيَّة، ويقود الدول إلى المزيد من الازدهار، فإنَّ معظم دول الخليج قد اتَّخذت إجراءات واضحة لتمكين المرأة سياسياً، وخصوصاً أنَّ هذا التمكين يعتبر من وسائل تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان؛ لأنَّه الوسيلة للتعبير عن مجمل القضايا العامة، وجعل المرأة شريكاً رئيساً في صوغ القرار العام.

وفي المقابل ما زالت بعض الدول لا تدعم حركات العنف ضد المرأة، ولا تمكين دورها الفعَّال، فما هي الاختلافات التي تحتاجها هذه المجتمعات لتوازي غيرها في الفكر.

وعلى ضوء هذا، نطرح التساؤل :

هل عقدة “سي السيد ” ناتجة عن خوف الرجل من الأنثى الناجحة؟

 

 

المرجع:

 

https://www.psychologytoday.com/us/blog/navigating-the-love-gap/201802/do-men-want-date-intelligent-women

 

المصدر: كتاب

WHY MEN LOVE Bitches

by:Shery Argov(2002)

شبابيك _ زبيدة سلمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى