مقالات رأي

فجوة كبيرة بين أجيال الماضي والحاضر

 

 

 

تختلف الأجيال عن بعضها البعض بالكثير من الأمور، وهذا متعارف عليه منذ زمن، لكن اليوم بشكل خاص الفرق بين الأجيال يشكل موضوعاً هاماً للنقاش، فالاختلاف الكبير واضح في الأفكار والأراء ونمط الحياة، ويختلف ذلك حسب المرحلة العمرية، حيث قسمت المراحل العمرية إلى أربعة أقسام وهي:

 

_ مرحلة الطفولة : التي تختلف ما بين الأجيال من حيث نشأة الفهم الأولي، وطبيعة المجتمع، ويكون المؤثر الأول به الأهل، وبعدها تأتي الأشياء المرئية والمسموعة، فالجيل القديم تربى على القيم والمبادئ بشكل صارم، وكان يتمتع بشكل عام ببراءة عميقة، كما أثرت به برامج الأطفال الشهيرة المبنية على القصص الإنسانية والأخلاق، ولم تكن برامج ترفيه بلا مغذى، على عكس جيل اليوم، الذي لم يعش مرحلة الطفولة والبراءة العميقة، بل برائتهم سطحية، فالبرامج التي تقدم لهم اليوم ليست كأيام زمان، وأيضاً يستخدم بها بعض الكلام الذي لا يناسب سن الطفولة، مما أدى إلى انفتاحهم لعالم الكبار بطريقة سيئة.

 

_ أما مرحلة المراهقة :

 

هذه المرحلة تختلف أيضاً بين الأجيال، فالجيل القديم مضى في هذه المرحلة بطريقة سليمة وطبيعية تشكل المدرسة والأصدقاء جزء منها، أما الجيل الجديد تشكل التكنولوجيا جزء أساسياً من حياته، وهذا هو الخطر الأكبر، حيث يعتقد هذا الجيل أن ما مضى قبله بؤرة من التخلف، وليس الأفضل للعيش مثله، وبعد ذلك تأتي مرحلة ما بعد المراهقة.

 

_مرحلة ما بعد المراهقة :

 

عادةً ما يكون الجيل القديم في هذه المرحلة، بمكانه المهني المناسب في المجتمع، ويكون مستعد لتشكيل أسرة تتوافق مع كلا الجيلين القديم والحديث، بينما هذا الجيل الحديث، الذي تربى على التكنولوجيا والإنترنت، بعضهم يكون في حالة حيرة من حيث وضعهم المهني والاجتماعي، ونراهم دوماً في حالة صراع مع الظروف والبلاد، لكن هذا لا يعني أن الجيل الجديد لم يبرع بشتى المجالات الحديثة و الضرورية التي لم تكن موجودة في السابق، فلا ننسى أن الجيل الجديد شكل قفزة كبيرة في مجال البرمجة والتكنولوجيا التي سهلت الحياة علينا كثيراً، وهنا لا أقصد مواقع التواصل الاجتماعي.

 

_والمرحلة الأخيرة هي مرحلة الشيخوخة:

 

مع وجود التطور في الأجيال الجديدة تظهر الفجوة الكبيرة بينهم، فالجيل القديم لا يقبل ولا يحاول أن يكون جزء من العصر الحديث، ولا يتقبل أي تغيير بسيط على الصعيد الاجتماعي، وفي ذات الوقت الجيل الحديث غير مستعد للعودة إلى الماضي، وإنما مستمر في الجري نحو الحداثة الوهمية التي تشذ عن الأخلاق أحياناً، ولكن لا بد للجيل الجديد أن يبذلوا جهدهم في التعامل مع الجيل القديم، من خلال مراعاة عاداتهم وتقاليدهم وقيمهم السامية التي لا يقبلون أن تهان.

 

وأخيراً يمكن القول أن التوازن بين الأجيال أمراً ضرورياً، فالماضي هو أساس وركيزة الحاضر، والأثنين يكملان بعضهما البعض.

 

شبابيك _بيسان عمار

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة | شركة سيو