مال و أعمال

كيف تبدأ مشروعك الخاص خطوة بخطوة؟

كيف تبدأ مشروعك الخاص

إنَّ بدء أيِّ مشروع أو شركة صغيرة يتطلَّب الكثير من العمل والجهد، لذلك سوف نوضِّح لك فيما يلي إجابة سؤال “كيف تبدأ مشروعك الخاص”؟

 

إنَّ إقرار أي شخص برغبته في تكوين مشروعه الخاص هي نقطةُ انطلاقٍ رائعة، لكنَّ هذه الفكرة لن تصبح عملاً تجاريَّاً دون أن تدفع الثمن من خلال جهدك وتعبك.

 

يتفهَّم بعض روَّاد الأعمال الناشئين الجهد الضروري الذي يتطلَّبه إنشاء عملٍ تجاري، لكنَّهم قد لا يكونون على درايةٍ كافيةٍ بالخطوات الكثيرة المطلوبة لإطلاق مشروعهم التجاري، وإذا عقدت النية على أن تبذل الجهد لبناء سجل تجاري فأنت بحاجةٍ إلى أن تعرف الخطوات اللازمة لتصل إلى أهدافك.

 

تعتبر المهام التي هي من قبيل تسمية مشروعك وتصميم شعارٍ خاصٍ به مهام جلية واضحة، لكن ماذا عن الخطوات التي يندر الحديث عنها والتي تعتبر كلُّ خطوة منها مهمَّةً كأهمية الخطوات الأخرى؟

 مقابلة العمل، أهم الأسئلة وإجاباتها التي ستساعدك على نيل الوظيفة

سواء أكان الأمر هو تحديد بنية عملك أم تصميم استراتيجية تسويق مفصَّلة، فإنَّ عبء العمل قد يتراكم عليك بسرعة، وبدلاً من أن تواصل عصر ذهنك وتفكِّر من أين تبدأ ولا تصل إلى شيءٍ في النهاية، من الأفضل لك اتِّباع هذه القائمة التي تحتوي على 10 خطوات لـتحويل مشروعك من مجرَّد فكرة تلمع في ذهنك إلى كيان حقيقي.

 

صقل الفكرة للبدء بمشروعك الخاص

 

إذا كنت تفكِّر كيف تبدأ مشروعك التجاري الخاص فمن المحتمل أن تكون لديك فكرة بالفعل عمَّا تريد بيعه، أو على الأقل لديك فكرة عن سوق العمل الذي تريد أن تدخله.

تفقَّد سريعاً الشركات الموجودة في المجال الذي اخترته، وتعلَّمْ ما يفعله أصحاب العلامات التجارية الحاليون، واكتشفْ كيف يمكنك أن تقدِّم شيئاً أفضل ممَّا يقدِّمونه.

 

إذا كنت تعتقد أنَّ عملك يمكن أن يُقدِّم شيئاً لا تقدِّمه الشركات الأخرى (أو يقدِّم الشيء نفسه، ولكن بشكل أسرع وأرخص) فأنت الآن لديك فكرةٌ قويةٌ وعلى أتمِّ الاستعداد لإنشاء خطة مشروعك.

 

 

 

هناك خيارٌ آخر متاحٌ وهو أن تفتح امتيازاً خاصاً بشركةٍ مؤسَّسَةٍ بالفعل، فالفكرةُ والعلامة التجارية ونموذج العملِ موجودون بالفعل؛ وكلُّ ما تحتاجه فقط هو مكان جيد ووسائل لتمويل مشروعك.

 

بغضِّ النظر عن الاختيار الذي تختاره، من الضروري أن تفهم المنطقَ وراء فكرتك. ستيفاني ديسولنيرز مديرة العمليات وبرامج الأعمال النسائية في مركز كوفيشن تُحذِّر أصحاب المشاريع من أن يقوموا بكتابة خطة مشروعهم أو أن يقلقوا بشأن اسم المشروع قبل أن يكتشفوا ويحدِّدوا قيمة فكرتهم.

 

يقول ديسولنيرز: “يعتقد الكثير من الناس أنَّ لديهم فكرة رائعة، ويهرعون فوراً إلى بدء مشاريعهم دون أن يفكِّروا في العملاء الذين ينبغي أن يستهدفوهم، أو في السبب الذي قد يدعو هؤلاء الأشخاص أن يشتروا منهم أو يستأجروهم”.

 

ثانياً، عليك أن توضِّح سبب رغبتك في العمل مع هؤلاء العملاء – هل لديك شغف بتسهيل حياة الناس؟ هل تستمتع بالإبداع في الفنِّ لتجعل حياة الناس أكثر متعةً وجمالاً؟ سيساعدك تحديد هذه الإجابات على توضيح مهمَّتك وإنارة طريقك.

 

ثالثًا، أنت بحاجة إلى تحديد الكيفية التي ستقوم بها لتقديم هذه القيمة لعميلك، وكيفية توصيل هذه القيمة بطريقة تجعلهم متلهِّفين لدفع المال من أجلها.

 

خلال مرحلة التفكير في كيف تبدأ مشروعك الخاص عليك بالعمل على كلِّ التفاصيل الرئيسية، إذا لم يكن لديك الشغف تجاه فكرتك أو إذا لم يكن هناك سوق عمل لتطبيق هذه الفكرة، فقد حان الوقت أن تفكِّر في أفكارٍ أخرى.

 

 

كتابة خطة العمل

 

بمجرد وضعك لفكرتك في مكانها الصحيح، عليك أن تسأل نفسك بعض الأسئلة المهمَّة: ما هو الغرض من مشروعك؟ مَنْ الذين ستبيع لهم؟ ما هي أهدافك النهائية؟ كيف ستموِّل تكاليف بداية مشروعك؟ يمكن الإجابة على شكل خُطة عمل مكتوبة بطريقة جيدة.

 

تُرتكب الكثيرُ من الأخطاء في المشاريع الجديدة؛ إذ يكون الشغل الشاغل هو الاستعجال في الفعلِ قبل التفكير بالتأنِّي في نواحي مشاريعهم المختلفة.

 

 

 

 

 

يقول جوش توللي الرئيس التنفيذي لكلٍ من Tribal Holdings و Kavana “في كثيرٍ من الأحيان، يشعر أصحاب المشاريع الجدد بالحماس الشديد تجاه مشاريعهم، بالإضافة إلى تأكُّدهم من أنَّ كلَّ الناس في كلِّ مكان سيكونون عملاء لديهم، ولا يمنحون إلَّا القليل من الوقت إن وجد، ليفكِّروا في خطة إنهاء نشاط الشركة.

 

عندما تستقلُّ طائرة، ما هو الشيء الأول الذي تراه؟ خطة إخلاء الطائرة في حالة الحوادث، يصطفُّ جميع الأطفال في أول أسبوع في رياض الأطفال ويعلِّمونهم تدريبات للخروج من المبنى في حالة نشوب حريق، شهدت في كثير من الأحيان رواد أعمال ليست لديهم ثلاثة أو أربعة طرق محدَّدة مسبقاً لإنهاء نشاط عملهم، وقد أدَّى هذا إلى إنقاص قيمة الشركة وتدمير علاقاتهم الأُسرية.

 

تساعدك خطة العمل على معرفة وجهة شركتك، وكيف ستتغلَّب على الصعوبات التي من المحتمل أنَّك ستواجهها، وما الذي تحتاجه للمحافظة عليها.

 

تحديد ميزانيتك:

إنَّ إجابة سؤال كيف تبدأ مشروعك الخاص تتمثَّل أولاً في حساب تكاليفه الخاصة، لذلك عليك أن تحدِّد كيف ستغطِّي تكاليف مشروعك، هل لديك الوسائل اللازمة التي تموِّلك لتبدأ مشروعك، أم أنَّك ستحتاج إلى اقتراض المال؟ إذا كنت تخطِّط لترك وظيفتك الحالية وتوجِّه كلَّ تركيزك نحو مشروعك، فهل لديك أموالٌ مُدخَّرة لتدعم نفسك حتى تبدأ في تحصيل الربح من مشروعك؟ اكتشف كم ستحتاج.

 

يتَّفق الخبراء عموماً على أنَّ المشاريع الناشئة غالباً ما تفشل لأنَّ أموالها تنفذ بسرعةٍ كبيرةٍ قبل تحقيق أي ربح.

 

 

 

يقول جان بالدان، المؤسِّس والرئيس التنفيذي لشركة Rare Form New Media: “تميل الكثير من الشركات الناشئة إلى إنفاق أموالها على أشياءٍ غير ضرورية، لقد عملنا مع شركةٍ ناشئة يعمل بها موظفان لكنَّها أنفقت مبالغ كبيرة على مساحة مكتبية تتَّسع لـ 20 شخصًا، كما أنَّهم استأجروا طابعةً احترافيةً متطورةً ملائمةً لفريق يتكوَّن من 100 فرداً (كانت تحتوي على بطاقاتٍ أساسية لتعقُّبِ مَنْ الذي كان يطبع ومتى)”.

 

أنفِق أقلَّ ما يمكن عند بدء المشروع ولا تنفق إلَّا على الأشياء الضرورية لتنمية مشروعك وجعله يحقِّق نجاحاً، أمَّا من ناحية المعدَّات الفاخرة والترفيه عن نفسك فيمكنك أن تفعل ذلك بعد تأسيس مشروعك والبدء في تحقيق أرباح.

 

.

 

 

تحديد هيكل مشروعك القانوني

 

قبل أن تتمكَّن من تسجيل شركتك، عليك أن تحدِّد نوع كيان هذه الشركة، فبنية مشروعك تؤثِّر قانونياً على كلِّ شيء بدءاً من كيفية دفعك للضرائب إلى تحمل المسؤولية إذا حدث شيءٌ خاطئ.

 

إذا كنت تمتلك الشركة بالكامل وتخطِّط لتكون مسؤولاً عن جميع الديون والالتزامات، فيمكنك أن تقوم بالتسجيل لتحصل على ملكية فردية.

 

كن حذراً من أنَّ هذا المسار قد يؤثِّر بشكلٍ مباشرٍ على اعتمادك الشخصي، بدلاً من ذلك الشراكة كما يوحي اسمها هي أن يقوم شخصان أو أكثر بتحمُّل المسؤوليةِ بصفتهم أصحاب مشاريع، ليس عليك تقوم بذلك بمفردك إذا كنت تستطيع العثور على شريك تجاري يتمتَّع بمهارات مكمِّلةٍ لمهاراتك، إنَّها لفكرةٌ جيدةٌ أن تضيف فرداً إليك يساعد في ازدهار عملك.

يقول ديريك جوردان، المحامي الإداري في جوردان كونسل: “الشركات، وخاصة الشركات التي تكون ضريبتها منفصلةً عن ضريبة مالكيها، تُعتبر مناسبة بشكل خاصٍ لأصحاب المشاريع الذين يخطِّطون للـ “الاكتتاب العام” أو للحصول على تمويلٍ من أصحاب رأس المال الاستثماري في المستقبل القريب”.

 

في النهاية، فالأمر متروكٌ لك لتحديد نوع الكيان الذي يناسب احتياجاتك الحالية وأهداف العمل المستقبلية.

 

 

 

 

 

 

 

 

تكوين فريقك الخاص

 

ما لم تكن مخطِّطاً لتكون الموظف الوحيد، ستحتاج إلى تعيين فريق يساعدك في إنجاح شركتك. يقول جو زوادسكي، الرئيس التنفيذي ومؤسِّس MediaMath  “إنَّ روَّادَ الأعمالِ بحاجة إلى أن يعطوا لـعنصر الأفراد في شركتهم الاهتمام نفسه الذي يولونه لمنتجاتهم”.

 

يقول زوادسكي “يتمُّ تكوين وبناء منتجك بأيدي الأفراد الذين يعملون لديك”، “يجب أن يكون تحديد فريقك المؤسِّس وفهم الفجوات الموجودة وتحديد كيف ومتى ستتعامل معها أولويةً قصوى بالنسبة لك.

 

من ناحية أخرى، إنَّ معرفة الكيفية التي سيعمل بها الفريق معًا.. هو أمرٌ في نفس الأهمية، إنَّ تحديدَ الأدوار والمسؤوليات أو تقسيم مهام العمل أو كيفية تقديم الملاحظات أو كيفية العمل الجماعي عندما لا يكون الجميع في نفس الغرفة سيوفِّر لك الكثير من التعب والمشاكل في كلِّ ما سيواجه شركتك في المستقبل “.

 

اختيار موردي الخدمات الخاصين بك:

 

يمكن أن تكون إدارة عملك أمراً مرهقاً، وربَّما لن تتمكَّن أنت وفريقك من القيام بكلِّ العمل دون مساعدة، هذا هو الوقت الأنسب لإدخال موردي خدمات من طرفٍ ثالث.

توجد شركاتٌ في كلِّ مجال بدءاً بالموارد البشرية وانتهاءً بأنظمة هاتف العمل للشراكة معك ومساعدتك على إدارة عملك بشكل أفضل.

 

عليك أن تختار بعناية إذا ما كنت تبحث عن شراكة بين شركتك وشركةٍ أخرى؛ إذ ستتمكَّن هذه الشركات من الوصول إلى بيانات حساسة ومهمَّة تتعلًّق بعملك، لذلك من الضروري أن تجد شخصاً تثق به.

 

 

التسويق لنفسك ولمشروعك

 

قبل الشروع في بيع منتجك أو خدمتك، عليك عند معرفة كيف تبدأ مشروعك الخاص أن تُسوِّق لعلامتك التجارية، وأن تحصل على مجموعة من الأشخاص المستعدِّين للهروع خلفك عندما تفتح أبواب مشروعك.

 

أنشئْ شعاراً يمكنه أن يساعد الناس في التعرُّف على علامتك التجارية بسهولة، وكن ثابتاً في استخدامه عبر جميع المنصات، بما في ذلك موقع الويب الخاص بالشركة.

 

استخدمْ وسائل التواصل الاجتماعي لإيصال عملك الجديد إلى الناس، ربَّما تُقدِّم كوبونات وخصومات للمتابعين بمجرد إطلاق عملك وذلك لغرض ترويجي، تأكَّد أيضاً من تحديث هذه الأصول الرقمية بمحتوى مناسب وذي صلة بعملك ومجالك.

طبقاً لروثان بوين، اختصاصي علاقات العملاء في EastCamp Creative، فإنَّ الكثير من الشركات الناشئة لديها توجُّهات خاطئة فيما يتعلَّق باستخدام مواقعها على الويب.

 

يقول بوين: “المشكلة هي أنَّهم يرون موقعهم الإلكتروني كتكلفة وليس كاستثمار”، “يعتبر هذا خطأً فادحاً في عصر اليوم الرقمي، إنَّ أصحاب الشركات الصغيرة الذين يفهمون مدى أهمية أن يكون لهم وجود على الإنترنت سيكون له تأثير كبير على أن يبدؤوا عملهم وشركتهم بقوة”.

 

إنَّ إنشاءَ خُطة تسويق تفيدك حتى فيما بعد إطلاق شركتك يعدُّ أمراً ضرورياً لبناء عملاء عن طريق الاستمرار في نشر أخبارٍ عن عملك، تُعدُّ هذه العملية خاصة في بدايتها لا تقلُّ أهمية عن تقديم منتجٍ أو خدمةٍ ذات جودة عالية.

 

 

تنمية وتطوير عملك

 

إنَّ إطلاقك لعملك والمبيعات الأولى التي ستُحصِّلها ليست سوى البداية في طريقك كرائد أعمال، ومن أجل أن تحقِّق الربح وأن تبقى واقفاً على قدميك، عليك دائماً أن تُطوِّر وتنمِّي أعمالك، سيستغرق هذا الأمرُ وقتك وجهدك، لكنك ستجني ثمار جهدك في العمل، فمن جدَّ وجد.

 

إنَّ التعاون مع علاماتٍ تجاريةٍ معترف بها في مجال عملك هو طريقةٌ ممتازةٌ للنمو والتطوُّر.

تواصلْ مع الشركات الأخرى أو حتى مع المدونين المؤثِّرين واطلب منهم القيام بالترويج لعملك في مقابلِ حصولهم على عينة مجانية من المنتجات أو الخدمات التي تُقدِّمها، كوِّن شراكة مع مؤسَّسة خيرية وتبرَّع ببعض منتجاتك أو وقتك لإشهار اسمك.

 

على الرغم من أنَّ هذه النصائح تساعدك على إطلاق عملك وتنميته بعد أن تعرف كيف تبدأ مشروعك الخاص، إلَّا أنَّه لا توجد خطةٌ مثاليةٌ أبداً، فعليك أن تتأكَّد من أنَّك على أتمِّ الاستعداد لبدء عملك الخاص، لكن من المؤكَّد تقريباً أنَّك ستخفق في بعض الأحيان، لذا فإنَّه لإدارة عملٍ تجاريٍ ناجح، عليك أن تعتاد على التغيُّر.

 

يقول ستيفاني موراي، الرئيس التنفيذي ومؤسِّس شركة Fiddlestix Candy Co: “كن مستعدَّاً للتغيير”، هناك مقولة في الجيش تقول “لا توجد خطة تنجح من أول تنفيذٍ لها” ما يعنيه المثال هو أنَّه من الممكن أن تمتلك أفضلَ خطةٍ في العالم ولكن في الوقت الذي تقع هذه الخطة موقع التطبيق، لا تبقَ الأمور على نِصابها، وعليك أن تكون مستعدَّاً وراغباً في التعوُّد وحل المشكلة بسرعة بصفتك رائد أعمال.

 

تكمُن قوتك في القدرة على حلِّ المشكلات سواء أكان حل المشكلات بسبب مشكلة في منتجك أم خدمتك وتقوم بحلِّها لأشخاص آخرين أو في حل المشكلات داخل شركتك.

 

زبيدة سلمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة | شركة سيو