قرأت قصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مختصرها بأن هناك رجل طلق زوجته لأنها قامت بوضع تعليق لأحد المشاهير كتبت به نوع من الغزل والتعبير عن المحبة، وكانت معظم الآراء تقول بإنه محق وهذا أمر طبيعي، وحكموا على المرأة جميعهم بالطلاق حتى النساء كن أكثر المؤيدات لطلاقها لقلة شرفها واحترامها لزوجها، مستغلين هذا الموقف للاستشراف أمام المجتمع ونيل رضاه وربما لجذب عريس، فالشرف والأخلاق هو ما يظهر أمام الناس حتى لو كنت في الخلوات إبليس.
ولكن ماذا عن رجالنا وغزلهم بين صفحات الفنانات وعارضات الأزياء وتعليقاتهم أمام زوجاتهم وعلى الملأ بكل مفاخرة وابتسامة ساذجة، حيث اقرأ يومياً عشرات التعليقات على صفحات هيفا وروبي وغيرهن لرجال اعرفهم لديهم زوجات وأخوات لو طلبن الطلاق بسبب هذا الأمر لتحولن لأضحوكة واستسخاف من قبل رجالهن ومجتمعهن، وهم لا يستطعن حتى مشاركة صورة لهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فهل يعتقد الرجل بأنه لن يقف أمام الله للمحاسبة كالمرأة، أم أنه يخاف فقط من عقاب المجتمع!
لا تعاقبوا الأطفال على ذنب لم يقترفوه..فقرار الطلاق لا شأن لهم به
مازال الشرق يقف عند نقطة الرجل يسمح له بالخيانة والنظر إلى الجميلات وكتابة ما يشاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي دون تجريمه وإطلاق عبارات الشرف الرنانة عليه، لكن المرأة تعامل معاملة المجرم في حال كتبت أو عبرت عن موضوع جريء أو حتى بسيط، حيث ستتعرض للهمز واللمز بين أقاربها وأصدقائها وربما سيقوم والدها أو زوجها بضربها أو اجبارها على حذف ما كتبته.
قد يعتقد البعض بأن الموضوع بسيط ولا يحتاج إلى حديث لكونه عالم افتراضي ويمكن أن يساء فهم الفتاة، لكن للأسف هذا لايف ستايل في الواقع للكثيرات، فالشرف عند رجالنا واحد حتى لو كان مجرد عالم افتراضي وتسلية.
من المؤلم أننا اعتدنا على جرائم القتل للنساء بحجة الشرف وسيكون الطلاق أبسط عقوبة للمرأة التي عبرت عن رأيها بفنان ما، مهونين عليها بعبارة “أحمدي ربك ما قتلك ومرقت بطلاق”
لكن في النهاية “خطيئة المرأة تُعادل خطيئة الرجل ؛ لن يقف أحدٌ أمام الله ويقول: أنا ذكر فاغفر لي!”.
مجلة شبابيك _ رهف عمار
